استكمال المنظومة التشريعية التي كرّسها دستور 2016 ثمّنت الطبقة السياسية تعيين الوزير الأسبق، رجل القانون، الدبلوماسي والسياسي الناشط في صفوف المعارضة، عبد الوهاب دربال، على رأس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، من قبل رئيس الجمهورية ،بعد استشارته الأحزاب السياسية، وفق ما ينص عليه دستور 2016، تكريسا لضمانات جديدة تجسد الشفافية والنزاهة. «الشعب» تنقل آراء ممثلي الأحزاب في هذه المسألة. تقاطعت آراء ممثلي كل من حزب جبهة التحرير الوطني “الأفلان”، والتجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي”، وكذا التحالف الوطني الجمهوري، في تأكيد الثقة الموضوعة في شخص عبد الوهاب دربال، المعروف برزانته ووطنيته وكذا نضاله السياسي. ويلقى الرجل المقترح من قبل رئيس الجمهورية في إطار الاستشارة، قبل ترسيم تعيينه، بعد موافقة 47 حزبا من مجموع 70 حزبا معتمدة تمت استشارتها، أبدت 7 منها تحفظاتها، إجماعا، لأن التحفظات تخص الشكل، وهو ما أكده العضو القيادي بجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، الذي أفاد في تصريح ل “الشعب”، “مشكلتنا ليست في تعيين عبد الوهاب دربال، إنما نعتبر الضمانة غير كافية”. خلدون: الشخصية حظيت بإجماع والاختيار جيد أفاد حسين خلدون عضو المكتب السياسي ب “الأفلان”، في تصريح ل “الشعب”، أمس، أن الحزب العتيد سبق وأن رحّب بمقترح تعيين عبد الوهاب دربال على رأس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، لافتا إلى أنه توجد 3 قراءات لتعيينه، السياسية لأن “الشخصية حظيت بإجماع كون الاختيار جيدا، شخص متمكن في القانون ودبلوماسي وسياسي، ذو أخلاق عالية، وطني ومتواضع، ملم وذو كفاءة، يشهد له الجميع بذلك”. من الناحية القانونية، “تعيينه استكمال لإحاطة الملف الانتخابي بكل الضمانات، التي طالبت بها الطبقة السياسية، توفر وتضمن الشفافية الانتخابية، واستكمال للمنظومة التشريعية التي كرّسها الدستور المعدل في فيفري المنصرم. أما الناحية النفسية والمعنوية، فإنها وفق ما أكد خلدون كرست بموافقة الطبقة السياسية، وعلى وجه التحديد الأحزاب المحسوبة على المعارضة التي أعلنت عن المشاركة في الاستحقاقات التشريعية في طبعتها المقررة في غضون العام الداخل. شهاب: مناضل معارض وفيّ لمبادئه يتسم بالرزانة والعقلانية قال العضو القيادي والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” صديق شهاب، ردا على سؤال “الشعب”، بخصوص تأكيد رئاسة الجمهورية إسناد الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات لعبد الوهاب دربال، “كنا الأوائل في الموافقة ومباركة المقترح، وعبرنا عن موقفنا الداعم للاقتراح من خلال مراسلة رئيس الجمهورية”. وأفاد في السياق، “عبد الوهاب دربال عرفناه مناضلا معارضا، وفيا لمبادئه رزانة وعقلانية، يضع مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار”، مضيفا “تعيينه إضافة لمكسب تعزيز الديمقراطية ويأتي بالإضافة وتحسينات”. وبخصوص تعيين شخصية نشطت في صفوف الأحزاب المحسوبة على المعارضة، اعتبرها صديق شهاب “رسالة من رئيس الجمهورية في بحثه الدائم، وجهوده الدائمة لبناء ديمقراطية هادئة وبناءة مبنية على الاختلاف في الرأي والتصورات، هدفها خدمة الجزائر ونموها واستقرارها ووحدة شعبها”، مفيدا “شخصية دربال ورزانته تصبّ في الاتجاه، الرئيس اختاره لهذه المزايا حتى لما تقلد مسؤوليات كبيرة في الجهاز التنفيذي وغيرها”. ساحلي: الاستشارة في حد ذاتها مكسب أكد الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري عبد القادر ساحلي، في تصريح خص به “الشعب”، أمس، أن استشارة رئيس الجمهورية للأحزاب السياسية المعتمدة بخصوص الشخصية التي وضعها على رأس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، في حد ذاته مكسب كرسه دستور 2016 يخص تعامل رئيس الجمهورية مع الأحزاب السياسية، وذلك بغض النظر عن الشخصية. وبعدما ذكر بأن دسترة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات مكسب، يضاف إليه قانون الانتخابات الجديد، لضمان النزاهة والشفافية، التي تدفع الطبقة السياسية للمشاركة في الانتخابات بأريحية ودون أحكام مسبقة ولا تشكيك، مبديا ارتياحه لقرار أحزاب المعارضة بالمشاركة في تشريعيات 2017، واصفا قرارها ب “المراجعة الإيجابية” لمواقفها السابقة الطاعنة في شرعية المسار والمؤسسات الشرعية. وخلص إلى القول: “مرتاحون للانتخابات ولتعزيز الديمقراطية”.