«تيمشرط»... تقاسم فرحة الاحتفال مع الفقراء أكد أحمد تغليسية مدير الشؤون الدينية ل «الشعب»، أن مصالحه سطرت برنامجا متنوعا لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف الغالية على قلوب المسلمين وهذا بتنظيم مسابقات في حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمتون الفقهية، إضافة إلى إلقاء دروس مسجدية حول السيرة النبوية، وتنظيم مسيرة لنصرة نبينا المصطفى، متبوعة بمدائح دينية بمشاركة الفرقة العلوية والكشافة الإسلامية. وأردف بالقول، إنه بالإضافة إلى إلقاء محاضرات وتنظيم ندوات بالمناسبة في هذا الشهر المبارك، تنشّطها بعض الشخصيات الدينية، تتوَّج الاحتفالات بتوزيع جوائز تشجيعية على طلبة المدارس والأقسام القرآنية، الذين فازوا بمختلف المسابقات، من حفظة القرآن الكريم والسنّة النبوية والمتون الفقهية. كما يقوم الأئمة بإلقاء الخطب والدروس والمواعظ في مختلف المساجد، مبرزين أهمية تربية الأجيال الصاعدة على قيم وأخلاق سيد الخلق، والتعريف بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وأمّه آمنة بنت وهب ومرضعته حليمة السعدية، وجده عبد المطلب وعمه أبي طالب وشخصيات تاريخية. من جهتهم يفضل سكان المناطق الريفية في بجاية، في ذكرى المولد النبوي الشريف، إحياء الوزيعة أو كما تسمّى باللهجة المحلية «تيمشرط»، وهي عادة قديمة يقول عنها الشيخ أعمارة، «يتم خلالها ذبح عدد من رؤوس البقر وتوزيع لحومها على الفقراء، أو تنظيم وليمة يشارك فيها عدد كبير من مواطني المنطقة، وهي تظاهرة تبين مدى تضامن سكان هذه المناطق وتعلقهم بالموروث الديني، حيث لاتزال العائلات البجاوية، على غرار باقي ولايات الوطن، تحافظ على العادات الموروثة عن الأجداد، حرصا منها على تحضير الاحتفال بقدوم مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهي مناسبة مباركة تحمل الكثير من الدلالات الروحية والنفسية لديها». أما ربات البيوت، فعند اقتراب هذه المناسبة الدينية، يعشن حالة استنفار قصوى، كون هذه الذكرى الدينية تمثل مناسبةً مهمة لهنّ لإعداد أشهى الأطباق التقليدية، حيث تستيقظ الأمهات صبيحة ذكرى المولد النبوي مبكرا لتحضير «البغرير» أو «تيبوعجاجين» وطبق «السفنج» أو «لخفاف»، وهي أنواع من الأكلات التقليدية. حيث تجتمع عند العشاء كل أسرة حول مائدة خاصة بهذه المناسبة، يدعى إليها الأقارب والأصدقاء لتناول أشهى المأكولات التي أعدّتها النسوة، يتقدمها طبق الكسكسي بالدجاج. كما تشمل العادات المتوارثة ترديد المدائح ليلة الحادي عشر من ربيع الأول، وتقوم الجدات بوضع الحنة على أيدي الفتيات والأطفال الصغار. وكل مولود جديد، يسمّى باسم: محمد، القاسم، المولود، مصطفى، العربي وغيرها من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم. أما النسوة فتجتمعن لترديد بعض المدائح الدينية والتي تدل على تمسك البجاويين بهويتهم الإسلامية.