توّج رياض محرز بجائزة «الكاف» لأفضل لاعب في إفريقيا بجدارة واستحقاق على حساب الغابوني اوباميانغ والسنغالي ماني حيث نال ثقة المصوّتين من خلال نيله 361 صوت بعد الانجازات التي حققها سنة 2016 . أصبح محرز ثالث لاعب جزائري يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي التي تمنحها «الكاف» بعد بلومي و ماجر ليتوّج موسمه الناجح مع فريقه ليستر سيتي الذي صنع الحدث معه من خلال التتويج بالدوري الانجليزي وجائزة أفضل لاعب في «البريميرليغ». سيمنح تتويج محرز بهذه الجائزة دفعا كبيرا للمنتخب الوطني المقبل على المشاركة في كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق بعد أيام معدودات بالغابون خاصة بعد التغييرات التي عرفتها التركيبة البشرية. البداية من ... لوهافر بدأ محرز المولود في 21 فيفري 1991 بسورسيل الفرنسية مداعبة الكرة في الأحياء إلى غاية وصوله إلى 12 سنة، أين التحق بفريق مدينته سورسيل ولفت حينها أنظار المعنيين باكتشاف اللاعبين في فريق لوهافر الذين قاموا بضمه إلى الأكاديمية. تدرّج بعدها محرز ضمن الأصناف الصغرى للفريق إلى غاية الوصول للفريق الأول الذي لعب فيه ثلاثة مواسم شارك خلالها في 70 مباراة وأصبح بعدها من أهم اللاعبين في الفريق، مما جعل أندية الدرجة الأولى الفرنسية تطمح لضمّه. كان محرز استثمارا جيدا لفريق لوهافر حيث كان يأمل مسؤولوه في الاحتفاظ به من أجل تحقيق الانجازات من خلال المنافسة على بطاقة الصعود للدرجة الأولى، إلا أن القدر أراد غير ذلك. «بن ريغلسورت» ... نقطة التحوّل لم يكن محرز يدري أنه حين يحصل على رضى أحد أهم المعنيين باكتشاف اللاعبين في فريق ليستر سيتي ستتغير حياته رأسا على عقب، وكانت البداية من خلال التعرّف على بن ريغلسورت، رئيس كشافي ليستر سيتي. قام بن ريغلسورت بإقناع إدارة ليستر بضرورة التوّجه إلى المدرسة الفرنسية التي تزخر بالمواهب الشابة التي تستطيع منح الإضافة للفريق وهو ما وافقت عليه وكانت بداية عمله بزيارة مدرسة فريق لوهافر. لفت محرز أنظار ريغلسورت خلال حضوره إحدى المباريات وهو ما جعله يقتنع بإمكانياته من أجل ضمه للنادي الانجليزي وبالفعل هذا ماحدث حيث التحق محرز بليستر ولم يكن يدري أنه دخل عالم الأضواء من أوسع الأبواب. ليستر ... بوابة عالم الأضواء سطع نجم محرز في ليستر سيتي حيث أبهر الجميع بمجرد مشاركته في أول مباراة مع الفريق واستطاع كسب ود الأنصار الذين نصّبوه، فيما بعد، النجم الأول في الفريق بعد النجاحات التي قادهم لتحقيقها. رغم بنيته المرفولوجية المتواضعة، إلا أن ذلك لم يمنعه من مزاحمة كبار الدوري الانجليزي والبروز أمامهم و تحقيق الانجازات التي لم تكن لتحقق لولا الاجتهاد و العمل المتواصل. سمح المستوى الذي قدّمه محرز في بداياته مع ليستر سيتي بالالتحاق بالمنتخب الوطني قبل مونديال 2014 محققا أحد أهم أحلامه وهو المشاركة في أكبر حدث كروي في العالم. 2016 ... سنة حصد الانجازات كانت سنة 2016 مليئة بالانجازات بالنسبة لرياض محرز من خلال تتويجه بعد ألقاب شخصية وجماعية كانت تتويجا للمستوى الباهر الذي قدمه طيلة الموسم الماضي مع فريقه ليستر سيتي. استطاع محرز صنع الفارق في ليستر تحت قيادة الايطالي المخضرم رانييري من خلال قيادة الفريق للتتويج بالدوري الأول مرة في تاريخه ليكسر سيطرة الأندية الكبرى على هذه المنافسة. مساهمة محرز في انجازات فريقه كانت من خلال تسجيل الأهداف وصناعتها وهو ما جعله يتوّج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي ليصبح أول جزائري وعربي وإفريقي ينال هذا الثناء. لم تقتصر انجازات محرز لسنة 2016 على هذه الجوائز فحسب حيث استطاع نيل جائزة البي. بي. سي. لأفضل لاعب إفريقي، إضافة إلى جائزة «الأسد الذهبي» التي تمنحها جريدة المنتخب المغربية. كانت الخاتمة مسكا لمحرز من خلال الفوز بجائزة «الكاف» لأفضل لاعب إفريقي ويدخل بذلك تاريخ كرة القدم الجزائرية والإفريقية من أوسع الأبواب. يتمنى الجميع أن يواصل محرز على هذا المنوال و لا يضع حدا لطموحه حيث ينتظره الجميع بشغف من أجل قيادة المنتخب الوطني للتتويج بكأس إفريقيا.