فينشانزو الرئيس التنفيذي لجازي: قفزة في بناء الاقتصاد الرقمي فتحت جازي، أمس، بالأوراسي، ورشة حول العمليات المالية عبر الهاتف النقال التي تشرع فيها الجزائر بدءاً من العام القادم، تكملة للدفع الإلكتروني الذي قررته، منذ شهر أكتوبر الماضي، وقامت بحملات تحسيس وتعبئة لتجسيده من المواطن والزبون في إطار الإدارة الرقمية التي باتت خيارا يفرض نفسه في باقي أنحاء المعمورة. الملتقى الأول حول العمليات المالية عبر الجوال، الذي جرى بفندق الأوراسي وحضرته الجمعية الدولية للهاتف النقال، أبرز خلاله خبراء ومسؤولو مؤسسات ومصالح لها تجربة في هذا الحقل المالي الافتراضي، عن مرحلة أخرى حساسة تعيشها الجزائر للحاق بالركب الافتراضي، شرط الوجود والتطور. كما أظهر الملتقى دور متعامل النقال «جازي» في مرافقة جهود السلطات العمومية في معركة الرقمية، التي فرضت نفسها على الجميع ولم تعد تقبل بأي طرف يتأخر عن المسار وإدارة ظهره لسيرورته. أكد الرئيس التنفيذي لجازي فينشانزو نيشي، في كلمة الافتتاح، مذكرا الحضور بما قام به المتعامل من جهود في سبيل تعميم تجربة الدفع الإلكتروني التي أطلقت مؤخرا وتجاوب معها الكثير، إلى درجة تم تسجيل 5 آلاف عملية. وهي حصيلة تشجع على تعميمها إلى الدفع المالي عبر الجوال، الحلقة المفصلية في مشروع تحديث أنظمة الدفع في الجزائر. تحدث فينشانزو عن خلفيات وأبعاد الملتقى، الذي أخذت «جازي» على عاتقها التكفل به، داعية الفاعلين والمتعاملين للاطلاع عن قرب على مساهمتها في تعميم استعمال وسائل التحويل المالي الحديثة، تمشيا والسياسة الوطنية المنتهجة في إطار الإدارة الإلكترونية وما تتضمنه من مسعى لبناء اقتصاد رقمي وتوحيد الأنظمة المالية وسرعة المعاملات والحد من النقود المتداولة في السوق الموازية، أضرارها واستنزافها للعملة الوطنية. وهنا نفهم لماذا تقرر تجهيز المساحات التجارية ب10 آلاف جهاز دفع إلكتروني تضاف إلى 5 آلاف وحدة نشرت العام المنقضي، مترجمة حقيقة الإرادة في توسيع توظيف البطاقة البنكية وبطاقة الحساب الجاري البريدي. وسبق لجازي، التي استثمرت مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة، أن وقعت مع بنك التنمية الريفية «بدر»، اتفاقا تطبيق الدفع الإلكتروني عبر الجوال. يسمح الاتفاق للمشتركين في شبكة جازي حاملي البطاقة البنكية التابعة للشبكة الوطنية للخدمات المصرفية الإلكترونية بين البنوك، شراء رصيد أو تسديد فواتير استهلاك الماء والكهرباء، التأمين، النقل الجوي، قبل اعتماد قانون التجارة الألكترونية ونصوص تنفيذية حول خدمات الدفع الرقمي. ذكرها الرئيس التنفيذي فينشانزو مفصلة. من جهته أبرز الخبراء ناتهان نايدو، جدوى العمليات المالية عبر الجوال، ضاربا أمثلة عن تجارب خاضتها دول نامية كثيرة، منها كينيا، أوغندا، باكستان والمكسيك. وقال، إن العملية مهمة، بحكم سرعتها وضمان تدفقها ونوعية خدماتها، دون المرور الحتمي بالأكشاك البنكية التقليدية وبطئها وطوابيرها وتعطلاتها. وانصبّت تدخلات آخرين في هذا المجال، مقدمين أجوبة لتساؤلات عن الخصوصية الجزائرية والذهنيات المتعودة على استعمال الصك وجلب الأموال وتخزينها في البيوت، دون السماح لها بالتداول المصرفي الطبيعي. وبحسب جمال قيدوم، مدير شركة «إيريس»، لصناعة الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية بسطيف، فإن العمليات المالية عبر الجوال، محطة لابد منها، خاصة بعد إطلاق الدفع الإلكتروني، اعتمادا على بنى تحتية يوفرها قطاع الاتصالات وتزايد استخدام الأنترنت عبر الجوال. وهي كلها خدمات يؤمّنها نشر شبكات الجيل الثالث والرابع لدى متعاملي النقال، يتصدرهم جازي. يبقى على المتعاملين والفاعلين في هذا القطاع، التحسيس بجدوى استخدام البطاقة البنكية، باعتبارها الشرط الأول في مسعى إرساء دعائم الاقتصاد الرقمي. الجزائر التي قررت تجسيد الإدارة الإلكترونية وقامت بإصلاحات هيكلية في الاتصالات وتكنولوجيات الإعلام، ليست في منأى عن هذه الخدمة التي تمثل سوقا اقتصاديا حقيقيا، يلمّ شركات الاتصال والمؤسسات المصرفية. هكذا - إذن - يفتح الهاتف النقال ثورة جديدة في المعاملات المالية، تساعد على ظهور الاقتصاد الرقمي الذي يمثل أحد البدائل في تجاوز ظرف مالي صعب ويقدم حلولا للشباب حاملي المشاريع المبتكرة المولدة للثروة المنتجة وليس الريع النفطي. و بالنسبة للجزائر، فإن نسبة انتشار الهواتف المحمولة، تساعد على ظهور الاقتصاد الرقمي، الذي نساهم فيه من خلال تهيئة بيئة رقمية ودعم الشباب أصحاب المشاريع المبتكرة. وبفضل مساهميه من الصندوق الوطني للاستثمار ومجمع فيمبلكوم، أصبحت جازي عنصرا مهمّا له دوره في تنمية الاقتصاد الوطني الجزائري من خلال استثمار مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة، وتدريب إطارات المستقبل، ونقل الدراية التكنولوجية واستحداث فرص العمل والثروة.