تفتح السنة الجامعية رسميا في الرابع أكتوبر المقبل حيث سيلتحق حوالي 3,1 مليون طالب بالجامعات في موسم جامعي يعرف تدشين العديد من المرافق الجامعية الجديدة على غرار مركز عين تموشنت وخميس مليانة والبيض وهي الأقطاب التي ينتظر منها أن تعطي دفعا كبيرا للتنمية المحلية وتحقق توازن جامعي على مستوى الوطن. تمكنت السلطات من تدارك التأخر في الجامعات والمراكز الجامعية والمدارس العليا ,وتراهن حاليا على تطوير التكوين والتأطير الذي يبقى يعاني الكثير من النقائص والاختلالات، حيث عجزت العديد من الجامعات عن فتح مسابقات للماجستير بسبب نقص عدد الدكاترة وهو ما يعتبر تحديا للسلطات التي تسعى لمضاعفة المؤطرين، حيث لا يتجاوز عدد الأساتذة حاليا 45 ألف وهو ما يعني أستاذ لكل 35 طالب مع تفاوت كبير بين مختلف مناطق الوطن حيث توجد جامعات وصل بها عدد الطلبة إلى 40 طالبا في القسم الواحد وآخرون يدرسون في أقل من 30 طالبا. وتعول الجامعات على مسابقات الوظيف العمومي لتوظيف أكبر قدر ممكن من الأساتذة تحسبا للسنوات القادمة، حيث تعول الدولة على استقبال مليوني طالب حيث كشف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في حملته الانتخابية عن برنامج طموح يهدف إلى الوصول ل 2 مليون طالب مع العمل على فتح جامعات في جميع مناطق الوطن مع تكييف كل مؤسسة مع المتطلبات الاقتصادية لكل منطقة. وفي سياق متصل وجدت السلطات في نظام "ال.أم.دي" الحل الأنسب لتصحيح العلاقة بين المجال الاقتصادي والتكوين في التعليم العالي والبحث العلمي,ويأتي هذا التحول في سياق يعرف فيه البحث العلمي في العالم تحولات عميقة حيث بات المحرك الرئيسي لجميع مجالات الإبداع، ويعيش في الجزائر صعوبات كبيرة جراء غياب تنسيق واضح بين مختلف القطاعات لتوضيح المطالب والاحتياجات والارتقاء بالبحوث والدراسات إلى رهانات اليوم. وخصصت الدولة 200 مليار دينار في السنوات القادمة لتمويل مخابر البحث العلمي وتوفير الإمكانيات. ويأمل الأساتذة الذين التقينا بهم في جامعة الجزائر أن تتمكن الثنائية المتوقع عقدها في الأيام القليلة القادمة بين الحكومة والمركزية النقابية من التوقيع على نظام المنح والعلاوات لتحسين أجور الأساتذة الذين انتظروا مطولا حسب حديثهم، وجاء قلق الأساتذة بعد التطمينات التي أطلقها المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي حول قرب تطبيق الزيادات الجديدة للأساتذة وقد تكون مباشرة بعد الدخول الجامعي، كما ستعرف هذه السنة استكمال العديد من المشاريع الجديدة لفائدة الأساتذة على غرار السكنات الوظيفية وهو ما من شانه أن يكون تحفيزا للمؤطرين للتفرغ إلى معالجة مشاكل الجامعة العميقة والمتمثلة في نقص استيعاب الطلبة وغياب الاتصال وانتشار العنف. وبالمقابل وبالنظر إلى المغريات التي باتت تمنحها الجامعة تشهد مسابقات شهادات الماجستير إقبالا كبيرا من المترشحين وحتى بعض الإطارات ترغب في الترشح لدخول التعليم العالي والبحث العلمي وتعرف مختلف الجامعات إقبال منقطع النظير في السنوات الماضية وهو ما يعكس الرهانات الكبيرة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي.