جدّد فريق الوساطة الدولية تمسكه باتفاق الجزائر للسلم والمصالحة الوطنية في مالي، وأكد أنه الأنسب للحكومة المالية والحركات السياسية والمسلحة من أجل طي صفحة النزاع بشكل نهائي وبناء سلم واستقرار مستدام. احتضنت العاصمة المالية باماكو، أول أمس، الاجتماع الوزاري الثاني رفيع المستوى للجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن اجتماع الجزائر، وحضره أعضاء الوساطة الدولية وحكومة مالي والحركات السياسة والمسلحة الموقعة على اتفاق 20 جوان 2015، وشكل رفع العقبات التي عرقلت تقدم تنفيذ الاتفاق على الأرض النقطة الرئيسية في أجندة اللقاء. جاء الاجتماع التي حضرته الجزائر ممثلة بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، وبصفتها قائدة الوساطة الدولية، استجابة لطلب بعض الأطراف الموقعة على الاتفاق وبحث سبل ضخ نفس جديد في عملية التنفيذ الميداني. اعتبر فريق الوساطة، أن تمسك الجميع باتفاق الجزائر واعتباره الأنسب والمرجع الوحيد لبناء سلم واستقرار دائمين في مالي، “ أمر إيجابي للغاية ويؤكد أن كل شيء يسير في الطريق الصحيح”. أكد رمطان لعمامرة، في تصريحات للصحافة المالية أن “الاتفاق بات حقيقة ميدانية، والجميع ملتزم به ويحرص على تجسيده بنزاهة وإخلاص”، مضيفا “منذ قرابة 20 شهرا تم تحقيق أشياء كثيرة على الأرض، وقد نكون أنجزنا مراحل منقوصة وإنجازات غير مثالية ولكننا مدركون أنه لا بديل عن اتفاق الجزائر”. يأتي الاجتماع الثاني من نوعه، بعد الصعوبات الميدانية التي واجهت مسار تنفيذ الاتفاق خاصة على مستوى تجميع ودمج الحركات المسلحة في الجيش المالي وإنشاء الهياكل الإدارية والمؤسسات المعنية بتجسيد الجوانب السياسية للاتفاق. تتزامن جهود الوساطة الدولية المرافقة للأطراف المالية وتجدد نشاط الجماعات الإرهابية بشمال مالي، على غرار الهجوم الدامي الذي ضرب مدينة غاو في 18 جانفي المنقضي. ترى المجموعة الدولية، ضرورة ملحة في تسريع تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، لتوفير ظروف أكثر ملائمة لمكافحة الإرهاب وتركيز الجهود على المطالب الاجتماعية والاقتصادية لسكان الأقاليم الشمالية. يتشكل فريق الوساطة الدولية في مالي، من الجزائر، النيجر، موريتانيا، تشاد، بوركينافاسو ونيجيريا إلى جانب ممثلا الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وكذا فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. ترأس الجزائر بصفتها قائد الوساطة لجنة دعم ومتابعة اتفاق السلم والمصالحة الوطنية في مالي، الموقع من قبل حكومة مالي وحركات الأرضية وتنسيقية الحركات الأزوداية.