حذر، أمس، الأمين العام لمجلس شورى الاتحاد المغاربي السعيد مقدم، من خطر عودة المغرر بهم المنخرطين في التنظيم الإرهابي «داعش» من العراقوسوريا على أمن واستقرار المنطقة المغاربية، مؤكدا في سياق آخر التزام دول المغرب العربي بحل الأزمة الليبية سياسيا من خلال الحوارات المفتوحة لكل الأطراف، مشيرا إلى أن اجتماع تونس القادم يأتي في هذا الإطار. كما عبر الدكتور عن امتعاضه من عودة مهاجرين غير شرعيين من دول المغرب العربي من أوروبا بعد رفض طلبات لجوئهم لوجود صلة لعلاقتهم بالجماعات الإرهابية، قائلا :» إن دول الاتحاد ستواجه خطرا كبيرا في حال عودة عدد كبير من مجرمي التنظيم الإرهابي»داعش»،بعد توقيع اتفاقيات تعيد هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية. ويشارك عدد كبير من مواطني عدة دول مغاربية في الحروب الدائرة في كل من العراقوسوريا، بدافع –»الجهاد» - على حد تعبير مقدم، حيث يمثل مقاتلون من تونس والمملكة الغربية وليبيا تهديدا للمنقطة في حال عودتهم وكيفية التعامل معه، في ظل هشاشة الوضع الأمني. وقال أمين عام مجلس شورى الاتحاد المغاربي إن تونسوالجزائر والمغرب يتحكمون في الوضع الأمني إلى حد بعيد، خاصة ملف الهجرة، مستطردا في نفس الوقت «استمرار التوتر في ليبيا ساهم بشكل كبير في تدفق عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين»، بمن فيهم الذين يتوجهون إلى جبهات القتال في سورياوالعراق وهو ما يعتبر تحديا كبيرا في الوقت الراهن. ولدى حديثه عن الهجرة غير الشرعية عرج مقدم على الجهود التي تبذلها دول الاتحاد المغاربي للحد من ذلك، على غرار المغرب الذي قام بإدماج المهاجرين وتونس التي قد توقع اتفاق شراكة مع دول أوروبية حول إيجاد آليات للحد من الظاهرة التي باتت أكبر الملفات تصدرا على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار قال مقدم إن دول الاتحاد المغاربي مطالبة بدعم جهود التنمية بدل أن تضع نفسها في خانة حراسة البوابة إلى أوروبا، قائلا لسنا مستعدين لذلك وعلينا التوجه نحو المقاربة التنموية بدل الأمنية» لتعزيز التعاون بين دول التكتل الذي يعاني كثيرا من الجانب الاقتصادي. وفي سياق آخر حول جهود الاتحاد المغاربي لحل الأزمة الليبية قال مقدم إن الملف يحظى بمتابعة حثيثة على مستوى التكتل لاسيما الجزائر، التي استقبلت في وقت سابق معظم الأطراف المتنازعة بما فيها المشير خليفة حفتر وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي لإنهاء الخلافات وإيجاد حل سياسي يرضي كافة الأطراف، مشيرا في نفس الوقت إلى مساهمة المغرب في حلحلة الأوضاع سابقا. وفيما إذا خرج الملف الليبي من دائرة الاتحاد المغاربي، أكد مقدم أن ذلك لم و لن يحدث أبدا، رغم أنه أحيل على الهيئة الأممية التي استقال مبعوثها الخاص مارتن كوبلر وتوجد صعوبة في إيجاد مبعوث آخر، موضحا أن جهود دول الاتحاد متواصلة لحل الأزمة السياسية و الجزائر تتصدر دول الاتحاد في حل الأزمة. وفي هذا الخصوص، قال أمين عام مجلس شورى الاتحاد المغاربي إن الاجتماع المقرر في الفاتح من مارس 2017 حول ليبيا في تونس، يأتي في إطار الجهود المبذولة من طرف الاتحاد، حيث تشارك فيه الجزائروتونس ومصر باعتبارها دولة جوار. وأوضح مقدم أن دول الاتحاد تنسق فيما بينها وكذلك دول ضفة البحر الأبيض المتوسط لمواجهة التحديات في إطار التعاون 5+5 الذي سيعقد اجتماعا في 24 و25 من الشهر الجاري في البرتغال لدراسة ملفات المنطقة بما فيها الهجرة، موضحا أن كل دولة لها الحق في إيجاد حلول مناسبة لوضعها الداخلي على غرار تونسوالجزائر.