خلف التفجيران الإرهابيان اللذان استهدفا كنيستين بمدينتي الإسكندريةوطنطا، أمس، 43 شخصا قتلوا وأصيب 119 آخرون. ودفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقوات خاصة تابعة للجيش لتأمين المنشآت الحيوية، وصدرت إدانة عربية ودولية واسعة. قالت وزارة الصحة والسكان المصرية في بيان لها، إن «عدد ضحايا تفجير كنيسة طنطا بلغ 27 قتيلا و78 مصاباً، بينهم 11 حالة في حالة خطرة». ولفتت في بيان آخر، إلى أن «عدد ضحايا تفجير كنسية الإسكندرية بلغ 16 قتيلًا و41 جريحا». ووقع انفجار داخل كنيسة مارجرجس في طنطا في الصباح، بينما وقع انفجار أمام الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية التي تطل على البحر المتوسط ظهرا. وأعلن ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجومين. وبعد الانفجار الأول في طنطا عاصمة محافظة الغربية، قال التلفزيون المصري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا مجلس الدفاع الوطني للانعقاد أمس. يضم مجلس الدفاع الوطني، رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة أفرعها ووزير الخارجية. وأدان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل والأزهر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان والرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية الاعتداءين الدمويين. وذكر شهود عيان، كانوا في كنيسة طنطا وقت حدوث الانفجار، أن النيران الناجمة عن الانفجار ملأت الكنيسة، كما انبعث الدخان وسقطت أجزاء من القاعة وتناثرت أشلاء الضحايا الذين كانوا يجلسون في الصفين الأول والثاني من المقاعد. وقالت وزارة الداخلية حول انفجار الإسكندرية في بيان بصفحتها على فيسبوك، إن ثلاثة من رجال الشرطة من بين القتلى، مضيفة أن مفجرا إرهابيا حاول اقتحام الكاتدرائية بحزام ناسف، لكن قوات الشرطة المكلفة بتأمينها تصدّت له. وقالت الوزارة في البيان، إن الهجوم وقع «حال تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني» بابا الأقباط الأرثوذكس داخل الكاتدرائية لرئاسة الصلوات، وأضافت أن البابا «لم يصب بسوء». وقال البيان، «حال ضبط القوات للإرهابي قام بتفجير نفسه بأفراد الخدمة الأمنية المعينة خارج الكنيسة، مما أسفر عن استشهاد ضابط وضابطة وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسكندرية». نفت وزارة الداخلية المصرية وقوع أي تفجيرات أخرى، عقب تفجيري كنيستي طنطاوالإسكندرية، وذلك وسط تفكيك الأمن لعدة عبوات أخرى مزروعة في الإسكندرية. ونفى مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الصحة، ما تم تداوله بعدد من المواقع الإخبارية حول وقوع تفجيرات أمام كنائس بعدة محافظات، لافتاً إلى أن هذه الأخبار غير صحيحة جملةً وتفصيلاً. من جانب آخر، شددت وزارة الداخلية إجراءاتها الأمنية حول الكنائس، بالتزامن مع احتفالات أحد السعف. وكانت الداخلية قد فككت قنبلة بجوار كلية سان مارك بالإسكندرية وعبوتين ناسفتين بجوار سوق ليبيا في مرسى مطروح وقنبلة أخرى في طنطا وأخرى في الإسكندرية بالقرب من موقع الكنيسة المرقسية. السيسي يدفع بالجيش عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطني، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية. إدانة واسعة للإرهاب أبدت دول عديدة استنكارها وإدانتها للتفجيرين اللذين استهدفا الكنيستين بمصر. وأكد الاتحاد الأوروبي إدانته وتضامنه مع مصر في مكافحة الإرهاب. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية فيدريكا موغيريني، إنه «يجب محاسبة المسؤولين عن الهجومين». وعبّرت الخارجية التونسية في بيان، عن تضامن تونس الكامل مع الشعب المصري ودعمها للإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها. وأدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بليبيا، تفجير الكنيستين بالإسكندريةوطنطا، ووصفه ب «الجريمة الإرهابية». وفي السعودية، عبر خادم الحرمين الشريفين عن «إدانة بلاده بأشد العبارات لحادثي التفجير». واستنكر الأردن تفجير الكنيسة وقال إنه يهدف لزعزعة الأمن في مصر. على الصعيد الدولي، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا. من جانبه أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجوم وعبّر عن مساندته للرئيس المصري للتعامل مع الموقف. وأدان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بشدة، الحادث الإرهابي الذي استهدف، أمس، كنيسة طنطا. وأعرب عن خالص التعازي لمصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا في هذا المصاب الجلل، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.