أقيمت، عصر أمس، جنازة رسمية لضحايا تفجير الكنيسة البطرسية بكاتدرائية العباسية في مصر تقدمها رئيس البلاد، عبد الفتاح السيسي. ووصلت جثامين الضحايا إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، استعدادًا للجنازة التي ترأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. وكانت سيارات الإسعاف نقلت جثامين الضحايا من المستشفيات المختلفة إلى الكنيسة تحت إشراف القوات المسلحة التي تولت تنظيم الجنازة. وقال الأنبا بولا، رئيس المجلس الإكليريكي، أن: ”حضور صلاة الجنازة سيكون مقتصرا على أسر الشهداء من خلال توزيع تصاريح دخول لهم، والتغطية الإعلامية ستكون قاصرة على التلفزيون المصري من خلال بث مباشر”. وقبيل انطلاق الجنازة، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعاً حضره شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية، كما حضره مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس جهاز الأمن القومي، لمتابعة الموقف الأمني في ضوء الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة البطرسية بالعباسية. وكان الرئيس المصري أدان الاعتداء ووصفه الهجوم بأنه عمل إرهابي. وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان لها الحداد لمدة 3 أيام ابتداء من يوم أمس على ضحايا الهجوم الإرهابي. وإثر الحادث، قررت إدارة البورصة المصرية تأخير جلسة التداول، يوم أمس، لمدة دقيقة حدادا على ضحايا التفجير الذى استهدف الكنيسة البطرسية، وكذلك ضحايا حادث الهرم. وفي السياق طالب نور فرحات، الفقيه الدستوري بضرورة مراجعة آليات مواجهة الإرهاب في مصر، والاستعانة بخبرة الآخرين الذين واجهوا هذا الخطر، معربا عن رفضه للمطالبات التي يتبناها البعض بإحالة قضايا الإرهاب للقضاء العسكري، معتبرا أن الأزمة ليست في إصدار قوانين جديدة بقدر ما تتمثل في آليات الحماية والرقابة. ودعا الفقيه الرئيس السيسي إلى تكوين مجموعة عمل لتكون صاحبة قرار يستعينان فيها بخبرات أجنبية للمشورة من فرنسا وإسبانيا وروسيا وغيرها لمراجعة ”آليات تصدينا للإرهاب، مضيفا ”بشرط أن نبتعد عن خبرائنا الاستراتيجيين”. وأشارت المصادر، إلى أن وزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار، أصدر قراراً بتكليف جهاز الأمن الوطني بتأمين دور العبادة المسيحية، ومراقبتها مع قوات تأمين الكنائس المكونة في الحالات العادية من أفراد شرطة دون الضباط، وزيادة عدد أفراد القوات المسؤولة عن دور العبادة المسيحية، خشية استهداف عدد من الكنائس خلال الايام القادمة، على أن تتم إعادة النظر بشكل كبير في ملف تأمين دور العبادة المسيحية والكنائس التابعة لها. وأوضحت المصادر، أن تكليف وزير الداخلية لجهاز ”الأمن الوطني”، بمراقبة الملف القبطي ودور العبادة الخاصة به، يأتي تخوفاً من الدخول في مسلسل اغتيالات واستهداف منظم من قبل التنظيمات الارهابية، كمحاولة لإثارة الأقباط ضد النظام المصري الحالي، والدخول في فتنة طائفية كبري بين شقي المجتمع المصري. يذكر أنّه قُتل 25 شخصاً على الأقل وأصيب 54 غالبيتهم من النساء والأطفال في انفجار وقع في الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أثناء قداس صلاة الأحد. وكان البابا تواضروس الثاني قد قطع زيارته إلى اليونان ووصل إلى في وقت سابق القاهرة لمتابعة الأوضاع بعد انفجار الكنيسة.