عاش، أمس، الشعب الجزائري ليلة بيضاء ثانية عارمة بالفرحة والاحتفاءات عقب الاستقبال الشعبي الأسطوري الذي خص به المنتخب الوطني لكرة القدم الذي افتك فوزا تاريخيا مستحقا وعاد إلى المونديال من أوسع أبوابه.فرحة.. أهازيج حارة.. هتافات تصرخ بحياة الوطن وتمجد انتصارات الفريق الوطني ألهبت حناجر الملايين من الجزائريين. . . لقد فعلها أشبالنا، رجال الجزائر يثبتون مرة أخرى أنهم قادرون على إدخال الفرحة الكبيرة إلى قلوب الجزائريين وتشريف الألوان الوطنية، أثبتنا للعالم أننا نمتعهم برياضة راق، أعادوا الإعتبار للرياضة الجزائرية، وأثبتوا أن الجزائر تنجب لكرة القدم العالمية لاعبين من طراز رفيع، إنتصار في كرة القدم وحّد قلوب وغبطة الشعب الجزائري.. تحولت الجزائر إلى عروس حقيقية تلونت بألوان الراية الوطنية وصار الجزائري معتزا يتوق بلهفة إلى احتضان رايته. بهذه العبارات الحماسية وغبطة عدد كبير من الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال بهذا الانتصار التاريخي الرياضي عبر شوارع العاصمة، رصدت ''الشعب'' أفراح الجزائر وأفراح الجزائريين ونقلت انطباعاتهم التي تلتهب بنشوة الإنتصار. استعد، أمس، الآلاف من الجزائريين لاستقبال الفريق الوطني بأعداد هائلة أوقفت حركة المرور عبر عدة نقاط مرّ بها موكب ''الخضر'' بداية من نزوله بمطار هواري بومدين الدولي إلى غاية وصوله إلى ساحة أول ماي، حيث تجمهر الآلاف من العاصميين من جميع الفئات والشرائح ومن الجنسين قبل صعودهم إلى قصر الشعب، حيث حظيوا باستقبال رئاسي من طرف الرجل الأول في الدولة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. تقاطعت فرحة الجزائريين في لوحة رائعة وتنوعت تصريحاتهم عندما اقتربنا من الكثيرين منهم، اهتزوا بحركات جميلة وعبّروا عن مشاعر فياضة. فعلها.. الرجالة.. برافو خرجت عائلة ''بيجي'' بأكملها، الوالدان والأطفال الأربعة متزينين بألوان الراية الوطنية، مرددين أهازيج لنصرة الجزائر.. تحيا الجزائر يحيا سعدان والفريق اوطني.. و.. و.. تحدث الوالد إسماعيل إلينا بنبرة حارة وكأنه مازال لم يصدق تأهل الجزائر على حساب نظيرها المصري في مباراة مثيرة جدا أعاد فيها ''الخضر'' الكرة إلى الميدان مثلما أكد محدثنا، مضيفا لقد فعلوها وبرهنوا للعالم أن كرة القدم الجزائرية مستواها راق وتتحلى بروح رياضية عالية. أما زوجته ''فتيحة'' فأطلقت ضحكات متتالية، وأثنت على الفريق الوطني قائلة شكرا لكم.. برافو ''يا خضر''. الرئيس ساهم في الانتصار في المريخ هتف الكثير من الشباب الجزائري والفتيات بحياة الرئيس بوتفليقة، وأثنوا على تدعيمه للرياضة الجزائرية ومساندته الرائعة للفريق الوطني الشاب وتشجيعه له. وقالوا إنهم لن ينسوا له تجنيده للأنصار وتسهيل عملية تنقلهم إلى المريخ، واعتبروا أنه ساهم بشكل قويّ في هذا الانتصار الكبير الذي أعاد المنتخب الوطني إلى منافسة أكبر الفرق الدولية في العالم، حيث أكد ''محمد'' يقول لقد فعلها الرئيس بوتفليقة، وعرف كيف يشحن الفريق الوطني ودفعه إلى الفوز.. أما ''سمير'' فقال بصوت مرتفع ربي يطول عمرو، في حين وسيلة رددت تقول لدينا رئيس نفتخر به كثيرا، ونتمنى أن نرى الكثير من الخير على يديه في المستقبل. بينما ''زهير وصالح وعبد الرحمان وفائزة'' انفجروا بفرحة منقطعة النظير، لن ننسى لبوتفليقة ما فعله مع الأنصار، فأي رئيس قام بما فعله الرئيس بوتفليقة، لقد ساهم في إهدائنا فرحة كبيرة لا توصف، حررت قلوب الجزائريين التي كانت متخوفة وغمرتها بالغبطة، رئيسنا لا أحد يشك في حبّه الكبير للجزائر وللشعب الجزائري. وختمها ''بلال'' و''رفيق'' بعبارة مجازية، الرئيس حمل الأنصار الجزائرية إلى المريخ ويقصد بذلك الكوكب وليس الملعب، على اعتبار أن الانتصار كان صعبا وجميلا ومؤثرا في نفوس الجزائريين ومدهشا، فاجأ المصريين وأبهرهم رغم أنهم حاولوا إخفاء ذلك. وقال ''رفيق''، ''الرئيس بوتفليقة رئيس حتى القمر'' ليعبر عن درجة امتنانه الكبير، موضحا أن الرئيس كسب قلوب جميع أنصار الفريق الوطني وعشاق كرة القدم الجزائرية. فرحة استقلال ثان وأجمعت الجماهير على أن التأهل إلى المونديال، خاصة على بطل إفريقيا باستحقاق كبير، أعاد أفراح الجزائر بعد عشرية سوداء من الآلام والأحزان.. فالجزائريون لم يعيشوا مثل هذه الفرحة منذ ربع قرن، وطريقة الفوز حسبهم منحته طعما خاصا ولذة متميزة. بذوق الانتصار رددت بعض الجماهير.. ''قادمون.. قادمون من المريخ إلى جنوب إفريقيا.. إنظرونا'' عمي السعيد، تجاوز عقده السادس، إلا أن عشقه لكرة القدم جعله يحتفل مثل الشباب تماما يرتدي الألوان الوطنية ويضع قبعة خضراء جميلة ملونة بالأبيض، اعترف أن هذه الفرحة تذكره بفرحة عيد استقلال الجزائر.. فحسبه، من حق الجزائري أن يفرح لقد عانى كثيرا وتعب وهو يعشق كرة القدم لأنها لعبة جميلة جدا وفنياتها رائعة وتكرس الروح الرياضية المفعمة بالأخلاق والروح الرياضية. كذلك السيدة ''سميرة'' التي تبدو في عقدها الرابع، ترى أن هذه الفرحة التي ألهبت قلوب الجزائريين تشبه فرحة استقلال ثان للجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتحدثت تقول، لقد زغردنا، صرخنا بحياة الجزائر وأضافت أنه انتصار مستحق ومنتظر إلا أن مفاجآت لعبة كرة القدم كانت تخيفنا، وفي الأخير مقابلة المريخ أنصفتنا. مبروك على الجزائر.. إنها العودة توقع الكثير من الشباب الجزائري أنها عودة الجزائر بقوّة إلى المنافسات الرياضية الكبرى بفريق شاب تنبأوا له بمستقبل كبير ونجومية ساطعة، وصاروا يخططون ويحلمون، ومن حقهم ذلك، فهو انتصار انتظره مناصرو ''الأفناك'' طيلة ربع قرن كامل. فذهب رفيق وصابر وعزو وغيرهم من الطلبة، إلى التأكيد أن الجزائر تفخر اليوم بامتلاكها لفريق كبير شاب في كرة القدم، ولا خوف عليهم في خوض أكبر المنافسات ومن حق الجزائريين منذ يوم الانتصار، أن يحلموا بافتكاك كأس إفريقيا ومرتبة متقدمة ضمن قائمة الكبار في المونديال، فعلق صابر هذا هو المنتخب الذي كنا نحلم به، أما رفيق أثنى مطولا على شيخ المدربين ''سعدان''، ومن جهته ''عزو'' يرى أن الفريق الوطني جاء من بعيد وسيذهب إلى بعيد، أي إلى افتكاك المزيد من الإنتصارات الباهرة على اعتبار أنه حديث النشأة وأطاح بالفرق القوية والمتوجة مع بداية منافسة التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، وبدأ الاهتمام العالمي به والرياضي بلاعبيه. وتحول الجزائريون إلى محللين ومختصين في كرة القدم، وهناك من قال أنه زال عنه الخوف عندما شاهد تصدي الحارس فوزي شاوشي لقذفة خطيرة زرعت الراحة في نفسه وتأكد أن الشباك الجزائرية في مأمن، وأشاد شاب آخر برجال الخفاء وهم اللاعبون الذين أبهروا على غرار يبدة وحليش وما إلى غير ذلك، وهناك من جزم بأن الجزائر المنتخب الأقوى في إفريقيا واعتبر لاعبي المنتخب الوطني ومدربيه رجالا وهم يحبون كثيرا الرجال ويكنون لهم كل الإحترام والتقدير. وصرح ''موح'' كما يدعى، لدينا فريق كبير بفنياته وروحه الرياضية وأخلاقه العالية، حيث أعطى درسا للعالم في كرة القدم. ونبّه شاب آخر، يقول، أرفض أن يوصف لاعب في الفريق بثور الجزائر، يجب أن نطلق عليهم إسم ثوار الجزائر لأنهم رفعوا الراية الوطنية عاليا.