مصالح فرنسا في كسب الجزائر وليس في التعامل بسلبية معها اعتبر المحلل السياسي اسماعيل دبش، أن فرنسا ستبقي على مستوى السياسة في علاقاتها مع مستعمراتها القديمة مبرزا ما شهدته الحملات الانتخابية بالخطاب الاستهلاكي، قبل أن يكون عملية واقعية، وعن الاستنفار الأمني والإجراءات المتخذة عقب العملية الإرهابية الأخيرة بفرنسا، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر بأن النهج الذي تبنته هذه الأخيرة في السابق هو نفسه سيكون مجسدا وربما أكثر حرصا على مستثمراتها التي توليها الاهتمام بغض النظر عن التوجه اليميني أو اليساري، لأن المصلحة بالنسبة إليها هي الأهم. حول من يملك الحظ الأوفر للفوز بهذه الانتخابات يقول دبش بأن ماكرون، هو من سيفوز بهذه الاستحقاقات أما لوبان التي حاولت بعض الأوساط التكهن بفوزها، يقول بأن الوقت غير جاهز بالنسبة إليها للظفر بمقعد الرئاسة، وهو الأمر الذي تعاملت به المخابرات الأمريكية مع المترشحة هاري كلينتون، ما منح الفرصة للمترشح ترامب للفوز برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمعنى أن الذي سيفوز هو الشخص المطروح حاليا وهو ماكرون. أما فيما يتعلق بمشاركة الجالية العربية المسلمة وخاصة الجزائرية التي تشكل حوالي خمسة ملايين مغترب بفرنسا، أوضح دبش بأنهم سيصوتون لصالح ماكرون، لأن خطابه متزن وأكثر تعاملا مع الجالية سواء المقيمة أو تلك التي تملك الجنسية الفرنسية، ولكن حسبه من خلال حديثه إلى الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا بالنسبة إليه كشف أنه لا فرق بين المترشحين، من منظور العنصرية والتمييز والقمع وأيضا من منظور التهميش وهو سائد في السياسات الداخلية للمترشحين جميعهم، وعلى مستوى الحكومة أو مستوى الرئاسة. أما فيما يتعلق بتأثر العلاقات الجزائرية الفرنسية في حالة فوز ماكرون قال دبش، إن الأمر في كل الاحوال مرتبط بمصالح فرنسية مع الجزائر وهي الأساس أما الانتخابات فهي حدث وينتهي بفور المترشح ، وبالتالي مصالح فرنسا هي في كسب الجزائر وليس في التعامل بسلبية معها، وهذا معناه ابتعاد الجزائر عنها وتوجهها نحو شركاء جدد مثل أمريكا وروسيا وغيرها، ما يؤثر سلبا على السياسة الاقتصادية الفرنسية في المنطقة . مضيفا بأنها تحرص على تواجد استثمار صناعي فرنسي بالجزائر ما يجعل الشريك الفرنسي يحرص أن يكثف في التعامل المشترك بين البلدين، ولن يكون ذلك على حساب أطروحات محلية تبثها بعض الجهات في الحملة الانتخابية. أما عن وصفه للحالة التي تعيشها باريس ساعات قبل الانتهاء من العملية، قال دبش إن النسبة تسير نحو المنحى التصاعدي حتى وإن كان المجتمع الفرنسي لا يولي اهتماما للانتخابات الرئاسية عكس المحلية التي يحضر لها بقوة، فإن الأمر ربما يعرف تزايدا مع الساعات القادمة قبل غلق مراكز التصويت، مع مراعاة مشاركة الجالية الجزائرية واليمين الفرنسي ستكون بقوة أيضا، لأنه فيه تغير على مستوى خطاب اليمين في فرنسا وعلى مستوى أوروبا بصفة عامة، يتجه نحو التضييق على الجالية وبالتالي ستشارك بقوة حتى تقيد هذا الطرح.