ندد سفير الجزائر ببروكسل عمار بلاني، أمس، ب «تضليل مغربي جديد»، واصفا عرض البرلمان الأوروبي لفيلم وثائقي يقارن بين حركة جبهة البوليزاريو التحريرية ومنظمات إرهابية ناشطة بمنطقة الساحل «بتعتيم إعلامي فاضح». صرح لوأج يقول، إن الأمر يتعلق»بتضليل مغربي جديد» بالبرلمان الأوروبي. وفي الحقيقة يتعلق الأمر هنا بعملية تعتيم إعلامي فاضح يدبرها ويطبقها المتعاونون المحليون مع الاستخبارات المغربية». واعتبر بلاني، أن «هذه المؤامرة تعد جد فاضحة، حيث فضل كل النواب الأوروبيين، لاسيما ذلك الذي كان من المقرر أن يكون المشرف الرئيس على هذا العرض عدم المشاركة فيها، خوفا منهم على فقدان مصداقيتهم عند إشراك إسمهم بهذه المناورة الخبيثة والمصطنعة». ونظمت النائب المغربية من الحركة الإصلاحية لطيفة آيت بعلى، وهي من أصل مغربي، بالبرلمان الأوروبي عرضا لفيلم وثائقي بعنوان: «روابط الصحراء والساحل: تهريب ومخدرات وإرهاب» أخرجه المغربي لحسن بوحاروتي وهو مختص في الأفلام الوثائقية الدعائية والمروجة لأطروحات الاستعمار المغربي. يحاول هذا الفيلم الوثائقي، الذي يتمثل ممثلوه الرئيسيون في النائب الأوروبي إيمريك شوبراد المطرود من حزب اليمين المتطرف الفرنسي الجبهة الوطنية، بتهمة معاداة الأجانب. ومدير المكتب المركزي للتحريات القضائية عبد الحق الخيام، التشكيك في مصداقية جبهة البوليزاريو التي تصنفها منظمة الأممالمتحدة كحركة تحرير وطنية، وتحويلها إلى منظمة إرهابية كتنظيم القاعدة في المغرب العربي أو الجماعة الإرهابية موجاو. وقد حمل اعتراض العديد من البرلمانيين الأوروبيين على عرض هذا الفيلم الوثائقي المشرف الرئيس على العرض، النائب الأوروبي البلجيكي والمفوض الأوروبي السابق لوي ميشال، إلى عدم المشاركة فيه. وكان موقف النائب الأوروبي لوي ميشال مماثلا لدى عرض الفيلم الوثائقي الدعائي «الصحراء الغربية: مصدر وموارد» بالبرلمان الأوروبي في أبريل 2016 لنفس المخرج المغربي لحسن بوحاروتي، حيث لم يشارك في هذا العرض. وعند إخطاره من قبل نواب أوروبيين بهذا العرض، أشار رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تجاني، في رده، إلى أن «مثل هذه التظاهرات حتى وإن نظمت بمقر البرلمان الأوروبي، فإنها لا تمثل الموقف الرسمي للبرلمان الذي يعبّر عنه من خلال اللوائح العامة وعبر أجهزته البرلمانية الرسمية». وأضاف بلاني قائلا: «اضطر المنظمون على مستوى السفارة المغربية، أن يستدعوا خادمهم المطيع المعروف داخل البرلمان بعدوانيته للجزائر، وهو ممثل تيار سياسي حقود وبغيض من أجل التكفل بحيثيات هذه المهزلة المثيرة للشفقة». ومن بين 751 نائب بالبرلمان الأوروبي، حضر إيميريك شوبراد وحده عرض «الفيلم الوثائقي». كما اضطر المنظمون لإجراء بعض التغييرات على بطاقة العرض للفيلم الوثائقي، من خلال حذف إسم جبهة البوليزاريو الذي كان واردا إلى جانب منظمات إرهابية. وتعمّد الفيلم عدم التطرق إلى حقيقة كون المغرب أحد أكبر الممونين العالميين بالمخدرات في جزئه المخصص للإتجار بالمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية في المنطقة. ولم يتطرق الفيلم، عمدا، إلى العلاقة بين الجريمة والإتجار بالمخدرات، كونها تزعج السلطات المغربية، حيث أوضح السيد بلاني أن التقرير المنجز سنة 2016 من قبل «فرونتاكس» والذي نشر مؤخرا «يشير بوضوح إلى مسؤولية المغرب في جزئه الخاص بالجريمة العابرة للحدود». وأضاف، أن هذا التقرير أكد أن «المغرب أصبح منفذا لتجارة القنب الهندي باتجاه أوروبا والأسواق المحلية»، مبرزا أن التقرير يشير إلى أن «الإتجار بالمخدرات هو النشاط الأكثر ربحا للجماعات الإجرامية الناشطة في شمال المغرب وأن تجارة الحشيش تعد نشاطا قليل الخطر، كثير الأرباح، حيث يبقى مجالا أكثر جاذبية من الاتجار بالمهاجرين».