كشف أمس اسماعيل مصباح مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عن الإفراج عن شهادة الإعتماد للقاح من طرف المخبر المرجعي لمعهد باستور اليوم كأقصى أجل، على أن يخضع الوزير الوصيّ السعيد بركات للقاح بمجرد انطلاق العملية مثلما التزم به. وفي سياق مغاير توعّد مدير الاتصال، سليم بلقسام، كل الصحف التي اتهمت الوزارة بسوء تسيير ملف ''أنفلونزا 1N1H'' بمتابعتهم قضائيا للمساس بقطاع الصحة، ملتزما بتقديم كل الإجابات حول النقاط المثارة في لقاء صحفي يعقد اليوم بمقر الوزارة. أقرّ مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة في اللقاء الذي جمعه أمس بممثلي الصحافة بأن تخوف المواطنين من اللقاح الجديد مشكل يُطرح بحدة، مبديا تفهمه للوضع، لكنه جدد التأكيد بالمناسبة بأن الأعراض الجانبية للقاح ''1N1H'' لا تختلف كثيرا عن الأعراض المسجلة عموما في الأدوية، وليست بالخطورة التي روّج لها البعض. موضحا بأن الخطورة موجودة في حالات الحساسية للقاح أو لأحد مكوناته أو الحساسية للبيض كون اللقاح مستخلص منه. وذهب مصباح في توضيحاته إلى أبعد من ذلك بتأكيده بأن اللقاح استُعمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أين تم تلقيح 42 مليون شخص ونسبة الحساسية قدرت ب38,0 بالمئة لكل 100 ألف جرعة، و لقّح حوالي 24 مليون شخص بكندا و 10 ملايين شخص آخر بالقارّة الأوروبية سواء احتوت مادة ''الاجيفون'' أم لا. ولفت ذات المسؤول الإنتباه إلى أن الأعراض الجانبية المسجلة ليست خطيرة عموما إلا بالنسبة للذين لديهم حساسية، وهي حالات نادرة، حيث تم تسجيل 6 حالات بكندا. وفيما يخص الجزائر فإن الوصاية قررت إجراء فحوصات لكل المواطنين للتأكد من مدى قابلية الشخص للقاح، من خلال الوقوف على عدة معطيات منها حساسية الشخص للقاح الأنفلونزا الموسمية والحساسية للبيض أو لأحد مكونات اللقاح المنتج من قبل مخبر ''جي. آس. كا'' وإعطاء الموافقة من قبل رئيس مركز التلقيح لحقن المواطن المعني. واعتبر ممثل وزارة الصحة بأن اللقاح أنجع حل لهذا الإلتهاب المزمن، داعيا المواطنين إلى التعامل بإيجابية مع المسألة، لاسيما وأن الوباء الفتاك لا يمكن التحكم فيه نظرا لانتشاره السريع، وإذا كان ممثلو وزارة الصحة في الشهور المنقضية لم تكن تتحكم في الجرعات أضاف يقول مدير الوقاية بوزارة الصحة والمسؤول على المركز الإستشفائي بالقطار لكنها اليوم تتحكم في اللقاح وتتأكد من فعالية وعدم تشكيله خطورة على حياة المواطنين. وفي نفس السياق، نفى مسؤولو وزارة الصحة اللجوء إلى مخابر فرنسية من أجل التأكد من سلامة اللقاح، وهي إمكانية غير واردة أساسا كون القانون يفرض التأكد من اللقاح من قبل هيئة وطنية، وإذا كانت الأمور باتت واضحة بالنسبة لهذا الأخير، فإن دواء ''الڤاميلو'' و''السالفامو''، ورغم أن الوزارة أكدت أنه سيكون متوفر في غضون ال 10 أيام المقبلة، فإن بعض المراكز الإستشفائية اشتكت من عدم توفره، وفي هذا الشأن دعا ممثلو وزارة الصحة المعنيونن إلى الاقتراب من مديريات الصحة العمومية لحلّ المشكل، مع العلم أن هناك مشكل توزيع مطروح. وتوعّد مدير الاتصال بالوصاية بعدما جدد التأكيد بأن بركات سيكون أول من يخضع للقاح لطمأنة المواطنين بمتابعة الصحف التي هوّلت الأمور ومسّت بقطاع الصحة ووجهت انتقادات لاذعة للوزارة، معيبة عليها سوء تسيير الملف بمتابعتهم قضائيا، وأكد بأن الوصاية تعاملت بكل شفافية مع الملف. للإشارة، فإن الحالات المشتبه فيها بالجزائر تتراوح ما بين 70 و 90 ألف حالة، مقابل 667 حالة منها 42 حالة وفاة، وقد وصلت حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية المسجلة خلال الموسم الفارط الممتد بين أكتوبر ومارس 2009 إلى مليونين و 600 ألف حالة، لكن عدد الوفيات الناجمة عنها لم يتم إحصاؤها