أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس الأربعاء عن وصول عدد جرعات اللقاح المضاد لمرض أنفلونزا الخنازير إلى 713 ألف جرعة، في مقابل هذا كشف أيضا عن توفير الوزارة ل 8500 مركز من أجل إجراء عمليات التلقيح التي ستباشر بعد منح شهادة المصادقة من طرف الجهات المختصة، على صعيد آخر نفى رئيس دائرة الإعلام في الوزارة سليم بلقسام نبأ موت فئران التجارب بعد خضوعهم لتجربة بلقاح أنفلونزا الخنازير في معهد باستور. وكانت وزارة الصحة والسكان قد نظمت أمس ندوة صحفية كما وعدت به من قبل في صباح كل أربعاء في ظل استفحال مرض أنفلونزا الخنازير الذي أودى بحياة 24 شخصا قضوا إلى غاية هذه الساعة، بالإضافة لإصابة 476 شخصا، حيث نشطها كل من مدير الوقاية بالوزارة إسماعيل مصباح الذي كان مرفوقا بالدكتورة عمراني سامية المكلفة بملف الأنفلونزا والمنسقة مع المنظمة العالمية للصحة، بالإضافة للمكلف بالإعلام لدى الوزارة سليم بلقسام. وتطرق كلاهما إلى الجديد الخاص بعمليات التلقيح التي أفيد أنها ستباشر في أول فرصة تعقب منح شهادة المصادقة من طرق ال 3 جهات الوصية على هذه المسألة وهم المركز الوطني لعلم التسمم، ومعهد باستور بالإضافة المخبر الوطني للأدوية والمواد الصيدلانية، حيث أشاروا إلى أن المسألة قد عمدت إلى هؤلاء منذ شهر أفريل حيث ظهر المرض لأول مرة في المكسيك. وحذر مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور إسماعيل مصباح من التراخي في ما يخص أخذ جرعة اللقاح، حيث نبه إلى أن المرض له قدرة الفتك بجسم الإنسان خصوصا الحالات التي يتضاءل لديها حجم المناعة في ظرف يومين ونصف من إصابته بالفيروس القاتل، وهو ما يطرح علامات الاستفهام والتعجب، خصوصا مع حجم التراخي الذي يعرف عند المريض المصاب بالأنفلونزا فيما يخص التوجه إلى المستشفى أو أقرب مركز صحي. وكانت عمراني سامية قد استعرضت برنامج التلقيح المتمثل في 6 مراحل مؤكدة بأن مستخدمي القطاع الصحي العمومي والخاص وشبه العمومي في مقدمة المستفيدين من هذا اللقاح متبوعين بالنساء الحوامل والأسلاك التي تضمن الخدمة الهامة والإستراتيجية يليها المصابين بالأمراض المزمنة ثم الأطفال والمراهقين البالغين من العمر أكثر من ستة أشهر إلى 24 سنة، وفي الأخير محيط الأطفال الرضع البالغين أقل من ستة أشهر. وبحسبها فان الوزارة هيأت أكثر من 8000 مركز تلقيح عبر القطر، يسهر على كل مركز طبيب وعدة أعوان للتلقيح حسب عدد سكان كل ناحية، بالإضافة إلى عون إداري مؤكدة على ضرورة إجراء فحوصات طبية لكل شخص قبل تلقيحه كما يتم وضعه تحت المراقبة الطبية لمدة 30 دقيقة تحسبا لظهور أعراض الحساسية للقاح . وأشار من جهته مدير الوقاية بالوزارة الأستاذ إسماعيل مصباح إلى أن وزارة الصحة على غرار المنظمة العالمية للصحة توصي بهذا اللقاح الذي يقدم مجانا للمواطنين، مشيرا إلى أن هذه المادة لا تخلو من الأعراض الجانبية مثل أية مادة حيوية أخرى وأنواع اللقاحات الأخرى، وأن أعراض الحساسية التي يمكن أن تظهر عند بعض الأشخاص من الأمور العادية جدا. إلى ذلك اعترف رئيس دائرة الإعلام والاتصال بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات سليم بلقسام بضرورة أن تلعب وسائل الإعلام لاسيما الثقيلة دورا أكبر مما هو عليه، رغم تثمينه للمبادرة التي قامت بها القناة الثانية الجزائرية المرئية والناطقة باللغة الفرنسية '' كنال الجيري''، مفيدا بتخصص 1500 حملة تحسيسية في هذا الجانب من طرف الإذاعات الوطنية والجهوية، لكنه أكد على مضاعفة هذا الجانب قصد توعية المواطن في كل جهات الوطن. للإشارة فانه ستبلغ كمية اللقاح التي ستستلمها الجزائر إلى غاية نهاية هذا الشهر مليون و300 ألف جرعة من بين 20 مليون جرعة التي سيتم استلامها على مراحل إلى غاية شهر ماي 2010 . ويذكر أن عدد الإصابات بالجزائر بلغ إلى غاية يوم أمس الثلاثاء 476 حالة من بينها 24 حالة وفاة ومس هذا الوباء 208 منطقة من العالم سجلت بها 9596 وفاة. وكانت وزارة الصحة قد كشفت في بيان لها أن مجموع حالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير المؤكدة المسجلة إلى حد الآن 476 حالة من بينها 24 حالة وفاة حسب حصيلة حول الوضعية الوبائية لهذا المرض بالجزائر أعدتها وزارة الصحة و السكان واصلاح المستشفيات بتاريخ 14 ديسمبر و نشرت مساء أول أمس. وبخصوص حالات الوفاة الخمسة الجديدة أوضح المصدر ذاته أن الأمر يتعلق برجل عمره 66 سنة مقيم بسطيف ومصاب بداء القلب أدخل إلى المستشفى إثر التهاب رئوي حاد و امرأة عمرها 54 سنة مقيمة بنفس المدينة ادخلت إلى المستشفى للعلاج من مرض مماثل فضلا عن معاناتها من مرض مزمن. أما الحالة الثالثة فتخص امراة عمرها 23 سنة مقيمة بالأربعاء (تيبازة) أدخلت إلى المستشفى إثر تعرضها لمشكل تنفسي حاد و رجل عمره 46 سنة مقيم بالجلفة حيث وجد ميتا بمنزله و الذي ظهرت عليه من قبل أعراض الإصابة بالأنفلونزا إضافة إلى معاناته من أمراض مزمنة (الصرع و السمنة و الحساسية) و كذا امرأة عمرها 35 سنة مقيمة بمازونة (غليزان) أدخلت إلى المستشفى بغرض الولادة و قد بدت عليها أعراض الأنفلونزا. وقد خضعت هذه الأخيرة لعملية قيصرية مستعجلة و توفت بعد ولادة طفلها الذي يوجد في وضع جيد عموما. وأوضحت وزارة الصحة أنه قد شرع في الإجراءات الطبية الصحية المتعلقة بتأكيد هذه الحالات. وأضاف البيان أن ''التقديرات المتعلقة بعدد الحالات المحتملة المسجلة التي تستعمل كمؤشر في تبني إستراتيجية التكفل بالوباء و مكافحته تجري مقارنتها حاليا مع المعطيات الوبائية لشبكة مراقبة الأنفلونزا التي تعتمد على 24 أبراج أنشئت بتاريخ 13 جويلية 2009''. وحسب وزارة الصحة فان ''الزيادة المتوقعة لحالات الإصابة سيتطلب الاعتماد مستقبلا على معطيات هذه الشبكة من أجل تحديد تطور نسبة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير ومن ثم تأثيرها الحقيقي''. وأوضح ذات المصدر أن ''هذا الإجراء يقوم على المناهج العالمية المستعملة من قبل مصالح الصحة الحديثة بشكل خاص في مجال مراقبة الأنفلونزا'' مشيرا أن ''مراقبة تطور الوباء ستستمر عن طريق متابعة الحالات الخاضعة للعلاج بالمستشفى''.