إجماع على اخلاق السمحاء وإنسانيته النادرة شيعت، ظهر أمس، جنازة الممثل والمخرج ياسين بوجملين إلى مثواها الأخير بمقبرة سيدي يحي بحيدرة، بحضور جمع غفير من رفاق وأصدقاء الفقيد، تتقدمهم الأسرة الفنية التي حضرت بقوة وتحولت أروقة المقبرة إلى خشبة عروض على الهواء مباشرة، تعلو وجوه أصحابها آيات الحزن والأسى والشعور بالفقدان المرير الذي خيم على الأسرة بفقدانهم لفنان زرع البسمة وأدخل الفرجة على قلوب الملايين من المشاهدين. ذكو ميهوبي أن وزارة الثقافة تتكفل بالمشروع التلفزيوني الذي خلفه الفقيد تكريما لروحه وتثمينا لعطاءاته حتى يبقى خالدا في ذاكرة الثقافة والفن بالجزائر التي فقدت فيه مبدعا وممثلا بارعا صنع مجده السينمائي والتلفزيوني بنفسه وعن طريق حبه وشغفه لميدان الفن والإبداع وظل وفيا لمسحته الفنية ونضاله الواسع لإعلاء رسالة الجمال في سماء الكلمة، إلا أن القدر لم يتركه يكمل مشواره الفني فخطفه الموت وهو في ريعان شبابه، ليلتحق بالرفيق الأعلى عن عمر ناهز 56 سنة مخلفا وراءه أسرته الكبيرة وعائلته الصغيرة. «الشعب « حضرت الجنازة ونقلت أراء وتعازي مجموعة من زملاء الفقيد وتحدثت إلى بعضهم، حيث أجمعوا على خصال الفقيد وأخلاقه السمحاء وإنسانيته النادرة، في التعامل مع رفاقه وزملاءه. يقول الممثل رابية حميد بأنه عرفه مبدعا وفنانا طموحا محبا للفن والتمثيل لا يمل ولا ييأس خطى أولى خطواته نحو الإبداع بداية من التمثيل في الأدوار الثانوية إلى الرئيسية ثم وصل إلى أن صار مخرجا يحمل بصمته الفنية بامتياز، داعيا بالرحمة له. من جانبه قال سيد على بن سالم وهو في قمة التأثر إن الفقيد كان محبا لعمله وبإتقان يحمل بصمته ساعيا في الوصول إلى رغبة وذوق المشاهد، يضيف سيد علي بأنه قام مؤخرا رفقة مجموعة من الفنانين بزيارة له في بيته ببوفاريك وكان بصدد التحضير لعمل تلفزيوني نشاركه فيه. لكن يد القدر كانت أسبق من عرضه على المشاهد. أما الفنان والممثل عزيز فبدأ عليه التأثر ولم تتركه الدموع يقوى على جر كلماته إلى البوح فيسبقه البكاء قائلا إن الفقيد عملة نادرة وتعامله معه كان بشكل يومي عبر الهاتف وفي البيت وفي أماكن التصوير، مضيفا « لقد ادهشت عند سماعي الخبر ولحد اللحظة مازال تحت الصدمة «داعيا له بالرحمة. للإشارة تعرض الفقيد إلى وعكة صحية مؤخرا ليقوم الفريق الطبي المشرف على وضعيته الصحية بإخضاعه إلى عمليتين جراحيتين واستئصال حجر الدم « كايو دو صون» ورغم نجاحهما إلا أنه دخل في غيبوبة أدت إلى وفاته بمستشفى فرانس فانون بالبليدة. شارك الفقيد في عدة أفلام ومسلسلات وأشرف أيضا على إخراج البعض منها، من بينها « اللعبة « « الحنين» الذي كان يطلق عليه قبل التصوير مكالمة هاتفية، ورغم تجربته المتواضعة في الاخراج السينمائي والتلفزيوني إلا أنه استطاع أن ينفذ إلى هذا العالم مانحا بذلك لمسته على السيناريو وبامتياز.