انتهت بنهاية يوم أمس مهلة 14 يوماً التي حددتها السعودية والإماراتوالبحرين لمغادرة المواطنين القطريين المقيمين على أراضيها، وعودة مواطنيها الموجودين في الدوحة، في وقت دخلت فيه أزمة العلاقات منعطفات جديدة بتأكيد الرياض أنها بصدد إعداد قائمة شكاوى حول ممارسات النظام القطري، وكشف البحرين ماقالت إنه مؤامرة جديدة على أمنها. ومنذ قطع الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة علاقاتها مع قطر في 5 جوان الحالي، انضم عدد من الدول إلى جهود محاصرة قطر، حتى تجاوز عدد الدول المقاطعة 16 دولة. وحول هذا الحصار الشديد، أعرب وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن استغرابه من قيام السعودية والإماراتوالبحرين بفرض - ما وصفها -إجراءات جائرة على بلاده، دون أن تكون لها مطالب واضحة. وأضاف بأن دولة الكويت تقوم بجهد حثيث لحل الأزمة لكن إلى الآن - كما أضاف- لم يتم تسليم الكويت أي مطالب ولم تسلم حتى لائحة اتهامات، وقد حيرتنا تصريحات المسؤولين من هذه الدول». وبين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الخيار الإستراتيجي لدولة قطر هو الحوار لحل الأزمة. في المقابل، ذكرت الإمارات، أن أي اتفاق يقضي بإنهاء - ما قالت - تمويل قطر للإرهاب، يتطلب نظاما رقابيا غربيا لإلزام الدوحة به، لأن الإمارات وحلفائها السعودية ومصر والبحرين لا يثقون بقطر. إدارة الأزمة الغذائية باقتدار أوردت مصادر قطرية أن الدوحة تمكنت من إدارة الأزمة الغذائية خلال فترة بسيطة، بل إن الحصار انعكس بشكل سلبي على بعض القطاعات المصدرة في الدول المحاصرة، ومنها المنتجات الاستهلاكية والأغذية. وأردفت المصادر بأن السعودية كانت تعد مصدّرا رئيسيا للمنتجات الغذائية إلى قطر، وتشكل السلع الاستهلاكية والأغذية النسبة الكبرى من الصادرات، إذ بلغت قيمتها إضافة إلى المواشي نحو مليار ومئة مليون دولار عام 2015، وقد أدى الحصار إلى فقد الشركات السعودية حصتها السوقية في قطر بشكل كامل. أما الإمارات فتحتل المرتبة الأولى بين الشركاء التجاريين مع قطر، حيث صدرت الدوحة إليها نحو مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، ومعظم تلك السلع من الغاز الطبيعي والغاز المسال، وأشارت عدة مصادر إلى أن خط دولفين للغاز المغذي للإمارات وعمان لم يتأثر، مما يعني أن نسبة كبيرة من الصادرات القطرية لم تتأثر كذلك. في المقابل، فإن استبدال قطر المنتجات السعودية والإماراتية استغرق زمنا قليلا لتحل محلها منتجات تركية وكذلك منتجات قطرية. هذا وستكون الأزمة الخليجية على جدول أعمال اللقاء الذي سيجمع اليوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بنظيره الفرنسي مانويل ماكرون في باريس.