لا يكاد العالم يتخلص من وباء حتى يصاب سكانه بوباء آخر أكثر عدوى وخطورة من الذي سبقه، ولا يخرج منه سالما إلا طويل العمر.. فمن جنون البقر إلى انفلوانزا الدجاج إلى أنفلوانزا الخنازير، التي حرم الله على المسلمين أكل لحومها، حيث قال : »حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير«.فعندما ظهر جنون البقر فرحنا وسعدنا نحن الذين لا نأكل اللحم إلا في الأعياد والأعراس، ودعونا الله أن يكثر من جنون البقر حتى تنخفض الأسعار وتكون في متناول البسطاء ومحدودي الدخل، أما الفقراء والمساكين فلن يبلغوه ولو أصابهم الجنون..! تخلصنا من »جنون البقر« وانتقلنا إلى أنفلونزا الدجاج فحمدنا الله مرة أخرى وانتظرنا انخفاض أسعار اللحوم البيضاء حتى نتمكن منها فازدادت ارتفاعا وأصبحت مادة نادرة بسبب امتناع المربين عن المتاجرة فيها خوفا من الإفلاس. وها نحن اليوم نعيش حياة الخوف والشك والتردد خشية الإصابة بوباء أنفلوانزا الخنازير، الذي ينتشر كالنار في الهشيم وأتى على الكثير من الأرواح، لا سيما في الدول الإسلامية، التي كان من المفروض أن تكون في منأى عن هذا الخطر، لأن لحوم الخنازير من المحرمات في ديننا الإسلامي كما أسلفت..! وإذا كنا قد استقبلنا »جنون البقر« وأنفلوانزا الخنازير بنوع من الإرتياح، لأن مصائب قوم عند قوم فوائد (توقع انخفاض الأسعار) فإن »أنفلوانزا الخنازير« نزل علينا كالصاعقة ولم نتقبله حتى نفسيا، كوباء وكتسمية التي تقشعر لها الأبدان.. ولا ننتظر انخفاض أسعارها لأن ديننا الإسلامي ينهانا عن أكلها.. وحتى الوقاية من وباء »أنفلوانزا الحلاليف« تحولت إلى خوف وهلع في أوساط المواطنين، بما فيهم العاملين في قطاع الصحة بسبب الإشاعات التي رافقت عمليات التلقيح بإحداث أعراض جانبية.. رغم نتائج المخابر المرجعية الجزائرية التي أثبتت مطابقة اللقاح المستورد للمعايير الدولية..! وحتى نتخلص من هذا الوباء ننتظر وباء »جنون الكلاب الضالة« التي هي وحدها القادرة على إبادة الخنازير..!