يجد الكثير من المصطافين ضالتهم في الواجهة الترفيهية بالصابلات فمن يريد لقاء أصدقائه يأتي إلى هنا ومن يريد اصطحاب عائلته يأتي بهم إلى هنا ، ومن يريد الرياضة والاستجمام يأتي كذلك إلى هنا، حتى محبي هواية الصيد سيجدون ضالتهم على صخور شواطئ الصابلات وتحتضن الواجهة مساحات خضراء وأخرى رملية تتيح للأطفال اللعب بكل أريحية بعيدا عن ضوضاء المدينة وضيق شوارعها وهو ما يعتبر متنفسا حقيقيا للعاصميين . كانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة ليلا، عندما وصلنا إلى منزه الصابلات، تستقبلك اللافتة الكبرى للمنتزه مرحبة بضيوفها الكرام وهناك من يفضّل الدخول إلى المنتزه لركن سيارته بالداخل بينما يفضّل آخرون ركن سياراتهم بالحظيرة المخصّصة لذلك من الجهة المحاذية للمنتزه والدخول للصابلات مشيا عن الأقدام على طول الجسر الرابط بين الحظيرة والمنتزه الذي كان مكتظا على آخره باعتبار أن زيارتنا صادفت عطلة آخر الأسبوع وبين مغادر للمنتزه وقادم إليه اختلط الحابل بالنابل. ألعاب ..أماكن رملية وأخرى مجهّزة للأطفال الواجهة مهيأة بألعاب مخصّصة للأطفال وخيمات مجهّزة اصطفّت على طول الواجهة البحرية الواقعة بمحاذاة طريق جيش التحرير الوطني غرب الجزائر العاصمة، على بعد كيلومترات من مطار الجزائر وتمّ فتح شطر منها الصيف المنصرم في إطار تدشين مشروع متكامل يهدف إلى إعادة الحياة للشاطئ الغربي للجزائر العاصمة المحاذي لمجرى وادي الحراش، فيما تتواصل الأشغال من الجهة الأخرى والتي ينتظر أن تسلّم مع نهاية السنة الجارية وبداية 2017. وتتيح الواجهة الترفيهية مناظر خلابة للمستجمين فيها سواء على خليج العاصمة أو على أعالي غرب العاصمة المشرقة، كما تم تزويدها بمساحات خضراء وأروقة للتجول وممارسة رياضة المشي بالإضافة إلى منافذ على البحر، كما تعرف الواجهة الترفيهية عددا كبيرا من التظاهرات الثقافية والفنية التي تستقطب الجمهور وهو ما تغتنمه الفرق الفلكلورية والفنية من أجل إبراز الموروث الثقافي المتنوع التي تزخر به مختلف مناطق الجزائر والتي تبرز كذلك في المخيمات المنصبة والتي تتيح للزائر التعرّف على عادات وتقاليد كل منطقة من خلال المعروضات من حلي وملابس تقليدية وغيرها ... النقطة السوداء .. مراحيض بالطابور وانتشار الروائح الكريهة وبغضّ النظر عن المساحة الكبيرة التي خصّصت للمنتزه، إلا أنّ الكثير من العائلات استوقفها عدم وجود المراحيض بشكل يتماشى والكم الهائل للعائلات المتدفّقة على المكان، حيث استوقفتنا الطوابير غير المنتهية للأطفال والنساء وكبار السن أمام المراحيض والمياه الراكدة والروائح الكريهة بذات المكان .. وهو ما أثار استياء العديد من العائلات التي التقينا بها حيث قالت السيدة "حنان. ك" التي اصطحبت ابنها الصغير رفقة زوجها، " كيف يمكن للسلطات أن تخصّص مبالغ مالية من أجل تجهيز المكان بالألعاب والمساحات المخصّصة للترفيه دون التفكير في الملايين من الأشخاص الذين يرغبون في قضاء حاجاتهم البيولوجية في راحة وفي سترة"، مضيفة " كان الأجدر تخصيص مراحيض وأشخاص يسهرون على نظافة المكان حتى وإن كان ذلك مقابل دفع مبلغ مالي معيّن، لكان ذلك أحسن بكثير من الفوضى والطابور والمياه الراكدة التي تفوح منها روائح كريهة". البحر .. القيتارة وأغاني الشعبي أفضل أنيس ليس ببعيد من نفس المكان التقينا بالسيدة " زهور. س"، والتي فضّلت اصطحاب أخواتها وأولادهم ووالديها للاستجمام وأخذ قسط من الراحة هروبا من صخب المدينة وضجّتها، والتي أكدت بأنها متعوّدة على المجيء كل نهاية أسبوع لتناول وجبة العشاء مع عائلتها الصغيرة والكبيرة للاسترخاء والاستجمام وللتخفيف من الضغط النفسي الذي يعتري الأشخاص من أعباء الحياة وبمجرد النظر إلى البحر يحس بهدوء شديد ينسيه زخم الحياة وأعباءها"، كما تساهم هذه السهرة، حسبها، في خلق أجواء حميمية بين أفراد الأسرة."، معبّرة عن استيائها لعدم توفّر أماكن مخصّصة لبيع الأكل السريع بشكل يتلاءم مع المساحة وعدد العائلات الكبير"، مؤكدة، أنه " ما أن تتجاوز الساعة العاشرة ليلا حتى تجد الأكل قد نفذ عند أصحاب محلات الأكل السريع الموجودة بعين المكان بشكل قليل جدا". مجموعة من الشباب في العشرين من العمر فضّلوا أن يكون البحر والقيتارة أنيسا لهم، وأكد احدهم أنّ البحر ليلا أفضل أنيس لقضاء السهرات الصيفية الممتعة رفقة الأحباب والسهر تحت ضوء القمر في جو رائع تملؤه الفرحة وترديد الأغاني الشعبية القديمة. أعوان الأمن وسيارات الإسعاف والشرطة في مداخل ومخارج المنتزه ولعلّ ما يزرع الكثير من الأمن والطمأنينة داخل نفوس العائلات هو الكم الهائل من رجال الأمن والحماية المدنية المتواجدين بالمنتزه وكذا سيارات الإسعاف المهيأة لأي طارئ والشرطة التي تتواجد بكل مداخل ومخارج المنتزه، وهو ما دفع بالعديد من العائلات لاصطحاب أبنائها وبناتها دون خوف بسبب توفّر الأمن داخل المنتزه، حيث أكّد، أحد أعوان الأمن، أنه لم يتم تسجيل محاولات سرقة أو اختطاف أو أي شيء من هذا المثيل بسبب تواجد أعوان الأمن في كل مكان. وهو فعلا ما وقفت عنده " الجمهورية"، خلال الزيارة التي قامت بها، فبرغم تواجد أعوان الأمن بالداخل إلا أن دوريات الشرطة ورجال الحماية المدنية لم تتوقف منذ ولوجنا المنتزه وإلى غاية خروجنا منه على الساعة الواحدة صباحا. خرجنا من المنتزه وكانت الساعة تشير إلى تمام الواحدة صباحا، إلا أن البعض من الشباب والعائلات اختاروا هذا التوقيت بالذات لدخول المنتزه الذي لا يغلق أبوابه طيله موسم الاصطياف 24 ساعة على 24 ساعة ... هذا بالرغم من الأموال الباهضة التي خصّصتها السلطات المحليّة لتهيئة منتزه الصابلات المطل على البحر وكذا التجهيزات المخصّصة لذلك يبقى سلوك المواطن هو الكفيل الوحيد لبقاء مثل هذه المنشآت على طبيعتها