وجد الكثير من الجزائريين خلال شهر رمضان، راحتهم قبالة البحر ليلا حيث تحولت المنتزهات والساحات الترفيهية القريبة من البحر في العاصمة لأماكن مزدحمة لا فرق فيها بين الليل والنهار.. بل أن ليلها أصبح أكثر حيوية من نهارها.. هنا يطير الأطفال لعالمهم البريء من خلال الأضواء الساطعة ونسمات البحر الساحرة وألعاب وأراجيح، قصور بلاستيكية منفوخة للتزحلق.. يتمتعون بكل شيء حلو..الكبار قاسموهم "المثلجات" و"القهقهات"!. أكثر ما زاد هذه الأماكن متعة، الأجواء العائلية ..روعة المكان وتوفر الأمن لم يمنع الكثير من العاصميين الإفطار خارج بيوتهم قبالة البحر، خاصة وأن المنتزهات وفرت طاولات خشبية بكراس تضمن الراحة، وتطفي المساحات الخضراء المحاطة بها، جوا سحريا شاعريا حيث فضل آخرون تناول وجبة السحور بين أحضان نسمات البحر والطبيعة وألوان الأضواء التي امتزجت ببريق النجوم. الشروق، من خلال جولتها الاستطلاعية إلى أهم الأماكن التي يرتادها العاصميون ليلا خلال شهر رمضان، رصدت توافد العائلات إليها هذا العام مقارنة بالسنة الماضية، حيث كانت النساء الأكثر استحواذا إلى جانب الأطفال على مساحات التجول، فيما هيمن الشباب على الشواطئ وصخورها، يدخنون، يدردشون عبر الفايس بوك، يتحدثون، وبعضهم يسبحون في البحر. ..سيل بشري يتدفق على"الكورنيش" بعد الإفطار مباشرة البداية كانت من واجهة البحر "كتاني" بباب الوادي، حيث بدأ تدفق السيل البشري على المكان في حدود التاسعة والنصف بعد الإفطار، أطفال يسرعون للألعاب والمثلجات و"لحية بابا"، وقراطيس الفول السوداني، وعائلات تفترش حصائر على الشاطئ ليعانقوا دفء البحر عن قرب، للتخلص من عناء النهار، واسترداد الحيوية بعد قضاء يوم الصيام. حسب رأي أحد الباعة هناك، فإن نحو 30 ألف زائر يتوافدون على كورنيش "كيتاني" ليلا أغلبهم من سكان الناحية الغربية للعاصمة، حيث استحسن هؤلاء عمليات التهيئة التي قامت بها البلدية للمكان، محاولة منها توفير الراحة والترفيه للعائلات. "الصابلات" بحسين داي، واحدة من الأماكن الترفيهية التي باتت تستقطب الجزائريين ليلا بشكل ملفت للانتباه، حيث البحر والمساحات الخضراء، والألعاب وقاعات الشاي، والمسابح وكل ما يريح النفس. شباب كثيرون اتفقوا على أن يتنافسوا فيما بينهم حول من يفطر في "الصابلات"، حيث قال سامي، 25سنة يقطن بحسين داي، إن لطافة الجو هنا شجعته على أن يفطر بعيدا عن عائلته رفقة أصدقائه. وقال "تعودت على أجواء الإفطار قرب البحر في الصابلات..إنه مكان ساحر، أحسن ما أنجز في العاصمة". عجائز لم يحرمهن السن من ارتياد "كرنيش" الصابلات ليلا، حيث قالت خالتي زهرة 80سنة "لقد أحسست أني استعيد راحتي وعافيتي في "الصابلات"، زرت المكان أمس أنا وابني وزوجته وأولاده، وألححت اليوم عليهم لنعود إليه".