بعدما تمكن فريق وفاق سطيف من تخطي عقبة مولودية الجزائر بالفوز عليها والعبور إلى الدور النهائي من منافسة كأس الجمهورية بثلاثة أهداف لهدفين، اقتربنا من صانع هذا الفوز المدرب «خير الدين ماضوي» الذي تحدث عن الفوز على المولودية وعن اللقاء النهائي، في هذا الحوار : - الشعب : فوز بصعوبة وتأهل إلى نهائي كأس الجمهورية ؟ خير الدين ماضوي : الحمد لله، أعتقد أننا شاهدنا مباراة رائعة من كل النواحي واستمتع بها الجمهور لأنها كانت مليئة بالإثارة والأهداف، وهو ما لم يشاهده الجمهور وعشاق كرة القدم الجزائرية منذ سنين عديدة، كما أنه لقاء وفى بكل وعوده وارتقى إلى مستوى تطلعات أنصار الفريقين، الربع ساعة الأولى من المباراة كانت لصالح المولودية حيث دخلوا بقوة وضيعوا على الأقل فرصتين سانحتين للتهديف، لكن بعد مرور 15 دقيقة عرفنا كيف نعود في المباراة وسيطرنا على وسط الميدان ما جعلنا نصل إلى مرمى «شاوشي» في العديد من المناسبات إلى أن افتتحنا باب التسجيل، للأسف المولودية عادت سريعا في النتيجة ولم تتركنا نفرح بالهدف، وبعدها دخل اللاعبون في أخذ ورد إلى غاية نهاية المرحلة الأولى، في الشوط الثاني قدمنا تعليمات للاعبين وقمنا ببعض التغييرات لكن رغم ذلك لم نفلح في هز الشباك من جديد وتواصلت المباراة إلى الوقت الإضافي، وهو الأمر الذي لم أكن أبرمجه لأني أعرف بأن المولودية أفضل منا في نسق المباريات لأنه فريق لم يتوقف عن المنافسة الرسمية منذ شهر جانفي ويلعب بانتظام مباريات كبيرة محليا وقاريا رغم أنه منهك بعض الشيء من كثرة المواجهات، بدليل أنه هذا الموسم جابه على اللقب معنا إلى آخر دقيقة من الرابطة المحترفة الأولى وأنهاها في مركز الوصافة وتأهل إلى نصف نهائي كأس الجمهورية ويسير بخطى ثابتة نحو التأهل إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عكسنا تماما نحن الذين عانينا كثيرا من البرمجة هذا الموسم، فتوقفنا تارة قرابة الشهرين وتارة أخرى قرابة الشهر و15 يوما، وهو ما جعلنا دائما نفتقد إلى أجواء المنافسة الرسمية، ورغم ذلك عرفنا كيف ننهي الموسم لصالحنا وتوجنا بلقب البطولة وتأهلنا في مباراة اليوم إلى النهائي، كما أننا تنقلنا إلى العاصمة محرومين من 4 تدريبات رسمية بعدما قرر اللاعبون الدخول في إضراب بسبب سوء تفاهم بينهم وبين إدارة الفريق بقيادة الرئيس «حسان حمار»، ولعبنا محرومين من العديد من الأساسيين لأسباب مختلفة، لذا خطتي كانت تلزمني بوضع كل ما لدي من أجل إنهاء اللقاء في التسعين دقيقة، وطلبت من اللاعبين تشديد الخناق على «درارجة» الذي لم نره في اللقاء لأنه هو محرك العميد منذ بداية مرحلة العودة لهذا الموسم، كما شددنا المراقبة على «حشود» لأننا نعي جيدا بأن الخطورة تأتي من جانبه على الجهة اليمنى، لكن فوجئنا بأن الخطورة أتتنا في هذا اللقاء من الجهة اليسرى من «بدبودة» الذي أدى مباراة كبيرة، كما يجب أن نعترف بأن المولودية كانت أفضل منا في أغلب فترات اللقاء واستحوذت على خط الوسط ولولا خروج «قراوي» وبعده «حشود» لكانت النتيجة قد تكون مغايرة في النهاية، لأني أدرك بأن المولودية كانت لتكون أفضل منا دون النقص العددي، والحمد لله في الوقت الإضافي تمكنا من إضافة الهدف الثاني وبعده الثالث والسوسبانس بقي إلى أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء خصوصا بعد تقليص «بدبدوة» للنتيجة، أشكر اللاعبين على الأداء المقدم، وأشكر لاعبي المولودية الذين أدوا مباراة كبيرة للغاية رغم النقص العددي، كما أشكر أنصارها الذين كانوا رياضيين للنخاع وخرجنا تحت التصفيقات من جمهور كبير يعرف كرة القدم، المهم أننا حققنا الفوز في هذا اللقاء رغم أن المولودية كانت أقوى وعاد أنصارنا إلى عين الفوارة مرفوعي الرأس. - تواجهون شباب بلوزداد في النهائي ؟ سيكون نهائيا كبيرا بين فريقين متعودين على مثل هذه المباريات ويملكان تقاليد كبيرة في منافسة كأس الجمهورية، فريق شباب بلوزداد يمكن القول بأنه كان مفاجأة هذا النهائي هو الذي كان يعاني منذ بداية الموسم، وعرف كيف يعود لسبب واحد ووحيد هو انتداب مدرب كبير اسمه «بادو زاكي» الذي أعاد الروح للاعبين وبصم على أسلوب لعب جميل وراقي يظهر به الشباب في المباريات الأخيرة، ويحاول من خلال النهائي إنقاذ موسمه والتتويج باللقب السابع في خزائه، هي مباراة ستكون متكافئة نظرا لعراقة الفريقين، وحظوظ التتويج بها للطرفين ستكون بنسبة 50 بالمائة، لكن نحن نطمح للتتويج بهذا النهائي لأن النهائيات يجب الفوز بها على حساب الأداء والمستوى، سنحاول أن نقدم مباراة كبيرة والتتويج بالكأس التاسعة في تاريخ الفريق لنصبح بذلك الفريق الأكثر تتويجا بمنافسة كأس الجمهورية بين كل الأندية الجزائرية. - في حالة الفوز ستحصد ثنائيتك الثانية كمدرب مع الوفاق ؟ الثنائية الأولى كنت أعمل كمدرب مساعد في الفريق، وإذا تمكنت من الفوز بثنائية هذه المرة مع الوفاق ستكون ثنائيتي الأولى كمدرب رئيسي، وسيكون لقبي الثاني عشر كمدرب مع الوفاق، بعدما توجت مع الوفاق بأربع بطولات وكأسي جمهورية وكأس السوبر، وكأس رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي وكأسي أندية شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس والبطولات، أتمناها أن تكون الكأس التاسعة في خزائن الفريق والثانية لي ضد فريق شباب بلوزداد الذي واجهته وفزت عليه كمدرب مساعد سنة 2012، ستكون مباراة ثأرية لشباب بلوزداد الذي انهزم معنا وقتها وقد تكون صعبة أكثر علينا لهذا العامل لأن الأنصار سيطالبون حتما من لاعبيهم الفوز علينا مهما كلف اللاعبين من أمر إضافة إلى التحفيز التلقائي الذي سيكونون فيه، لكن سنقوم بالمستحيل للتويج باللقب وإسعاد كل أنصارنا، الآن سنخلد للراحة ونقضي يوم العيد مع أهالينا قبل أن نعود إلى الأمور الجدية والتدريبات تحضيرا للموعد المنتظر. - سيكون نهائيا خاصا بالنسبة لك ضد الفريق الذي توجت معه بلقبك الوحيد كلاعب ؟ شباب بلوزداد قضيت فيه فترة رائعة من مسيرتي الكروية ورغم أني لعبت للشباب لمدة موسمين فقط من 2000 إلى غاية 2002 إلا أني توجت معه بلقب البطولة الوطنية في 2001 عندما كان الشباب يملك أسماء كبيرة وتشكيلة لا تقهر مع لاعبين توجوا في الموسم الذي سبق ذلك بالثنائية، لذا تحدثت عن الشباب الفريق الذي رغم أنه يمرض ويكون على شفى السقوط إلى القسم الأدنى لكنه ينجوا ويعود بقوة في الموسم مثلما حدث له هذا الموسم وهذه هي سمة الفرق الكبرى، الآن لعبت وتوجت مع الشباب بلقبي الوحيد، لكن لا يجب أن ننسى بأني ابن مدينة سطيف وخريج مدرسة الوفاق ولعبت لأكابر الفريق لمدة 6 مواسم كاملة، قبل أن أتحول إلى عالم التدريب في فريق القلب الذي فتح لي المجال لتعلم المهمة وبعدها لأكون مدربا رئيسيا والتتويجات التي ضاعت مني كلاعب استرجعتها وفرحت بها كمدرب، ويوم الخامس جويلية أتمنى أن نضيف لقب الكأس في خزائننا الذي سيكون عنوانا لتتويجنا بكأس السوبر.