شهدت سهرة أول أمس الخميس بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح انطلاقة الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان، المنظم بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. وتعرف هذه الطبعة، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية سهرة غد الأحد، مشاركة فرق فنية من مختلف الجنسيات والمشارب. وافتتحت التظاهرة على وقع أنغام فرقة “جيل ديوان القندوسي”، والفنان الكوبي عمر سوزا، فيما نشط سهرة أمس الجمعة كلّ من “فري ريفر” الفرنسية والمعلم فيصل سوداني. يعاود المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان الظهور في شكله الجديد، بعد أن ألغيت طبعة 2016 وصار يقام مرة كل سنتين، كما تقلصت مدته من 6 إلى 4 أيام، حسب خارطة المهرجانات التي أعدتها الوزارة في إطار ترشيد النفقات. وتحت شعار “موسيقى بلا حدود”، يرى منظمو المهرجان في هذه الطبعة فرصة للسفر عبر الموسيقى والقارات من “أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية عبورا على جزر الكاريبي في تبادل الأنغام والألحان موسيقى الديوان والجاز اللاتيني بالموسيقى الحديثة”. نشط سهرة الافتتاح الفنان القادم من كوبا عمر سوزا “أفروكوبانو”، وهو عازف بيانو وملحن من مواليد كاماغوي في أفريل 1965، تلقى دروس الموسيقى في وقت مبكر جدا، عزف على البيانو في المدرسة الكوبية للموسيقى في هافانا، وسجّل تفوقه بمعهد الفن في كوبا وعمل مع فيسنتي فيليو قبل الانتقال من الإكوادور إلى سان فرانسيسكو وبرشلونة. الفرق الجزائرية، حاضرة أيضا في المهرجان، حيث اخيرت المواهب الفائزة في الطبعة 2016 للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان ببشار، لتمثيل موسيقى الديوان المحلية، التي لم تكن غائبة عن الافتتاح، حيث مثلتها فرقة جيل ديوان القندوسي من بشار. وقد اعتمدت محافظة المهرجان برمجة فرقة جزائرية وأخرى أجنبية في كل سهرة، وهي حال الحفل الثاني من فعاليات التظاهرة، التي نشطها أمس الجمعة كلّ من فرقة المعلم فيصل سوداني من الجزائر العاصمة، والفرقة الفرنسية “فري ريفر”. أما سهرة اليوم السبت، فسيستمتع الجمهور ببرنامج موسيقي تقدمه فرقة ديوان السراب من تندوف، تليها الفنانة نورة بنت سيمالي من موريتانيا. فيما يختتم المهرجان كل من فرقة تيكوباوين من تامنراست، ومهدي ناسولي من المغرب. أما عن مكان التظاهرة، فقد انتقد الكثير من محبّي موسيقى الديوان تنظيمها في دار الأوبرا، وفي هذا الصدد كان محافظ التظاهرة رشيد بريكي قد صرّح فيما سبق أن هذه الطبعة التاسعة كان من المرتقب تنظيمها بمسرح الهواء الطلق “سعيد مقبل” بغابة الأقواس بالعاصمة، إلا أن الأشغال التي يشهدها هذا المسرح أدت إلى نقل المهرجان إلى الأوبرا. ويهدف المهرجان الدولي لموسيقى الديوان إلى تسليط الضوء على التراث الوطني، لاسيما المتعلق بهذا النوع من الموسيقى وإبرازه على الصعيدين الوطني والدولي، وتعتبر موسيقى الديوان من بين أنقى الأنواع الموسيقية العالمية لأنها لم تشهد أي تعديلات عليها بعد تداولها جيلا عن جيل. وقد شهدت موسيقى الديوان رواجا في السنوات الأخيرة خاصة في أوساط الشباب.