انتهت مرحلة رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي بعد ان سحب اعضاء مجلس الادارة الثقة منه وهو ما يفتح الباب للتساؤل حول مستقبل الفريق رغم تفاؤل الانصار الذين ساندوا هذا القرار، بعدما ذاقوا مرارة المنافسة على ضمان البقاء في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا الفريق العريق. جرى سحب الثقة من حناشي الذي يعد أقدم رئيس فريق وقاد الشبيبة لقرابة ربع القرن (24 عاما) وتحديدا من سنة 1993 لدى اجتماع مجلس الإدارة، مساء الاثنين، في غياب الرئيس حناشي المتواجد في عطلة بالمغرب و حاول عدد كبير من الأنصار اقتحام قاعة الاجتماع من أجل التأكيد على ضرورة طرد حناشي . قرر المجتمعون أيضا تكليف أزلاف ماليك لقيادة لجنة مؤقتة لتسيير النادي خلال هذه الفترة الانتقالية على ان يتم عقد جمعية عامة بعد دخول مساهمين جدد لمجلس إدارة الفريق حيث يتردد أن لخضر مجان أحد الصناعيين الكبار في منطقة القبائل يعتزم شراء أسهم في شركة الفريق من أجل تمويله وإعادة هيبته. إعادة رحموني وموسوني .. نقطة التحوّل في الحقيقة جرى الانقلاب على حناشي، نهاية الأسبوع الماضي، عندما تدخل أعضاء من مجلس الإدارة وأعادوا ثنائي العارضة الفنية مراد رحموني وفوزي موسوني الى منصبيهما بعدما أقالهما حناشي، وبالمقابل قاموا بطرد المدرب الإيطالي فابرو والذي استقدمه حناشي وقدم مباشرة إلى تونس لقيادة التربص. مع صدور قرار مجلس إدارة شبيبة القبائل سحب البساط من الرئيس محند شريف حناشي ليسدل الستار على عهدة دامت ربع قرن لإمبراطور الكرة في منطقة القبائل وانتهاء حقبة سادسة لرئيس الكناري الذي عمّر 24 عاما. ترأس حناشي الشبيبة في عام 1993 ليكون سادس رئيس بعد كل من عبد القادر خالف أومنية حاج آرزقي، بن قاسي، عمر بلحوسين، رشيد باريس. حقق الفريق تحت قيادته 10 ألقاب، 4 كؤوس إفريقية، و4 بطولات وطنية، ولقبان لكأس الجزائر. إخفاقات وإنجازات زادت من شهرته عرفت رئاسة حناشي لشبيبة القبائل مرحلتين فارقتين المرحلة الأولى تميّزت بالتألق وتحقيق الألقاب والإنجازات على المستوى المحلي والقاري حينما استهلها بعد عام واحد بالتتويج بكأس الجزائر 1994 ليصل بالفريق إلى مرحلة التوّهج بعد سنتين من مجيئه بتحقيق ثنائية البطولة الوطنية وكأس الكؤوس الإفريقية عام 1995 . ظل فريق شبيبة القبائل يزاحم دوما على المراتب الأولى على المستوى المحلي لكنه تألق بشكل غير مسبوق على المستوى القاري من خلال تحقيقه للثلاثية التاريخية في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أعوام 2000 و2001 و2002 . بعد التألق القاري عاد «الكناري» ليخطف المشعل في البطولة المحلية وتوّج 3 مرات بطلا للجزائر أعوام 2004 و2006 و2008 فضلا عن تتويجه بكأس الجزائر عام 2011 وهو آخر لقب يحققه الفريق في عهد حناشي لتبدأ مرحلة جديدة، ميّزتها الإخفاقات والنكبات حيث تحوّل الفريق إلى مثابة الرجل المريض الذي يلعب كل موسم على تفادي السقوط بعدما كان يلعب على الألقاب والتتويجات. لأن حناشي رفض التنحي طواعية بعد طلبات عديدة من عدد كبير من محبي الفريق ولاعبيه القدامى الذين أدمى قلوبهم الحال الذي صار عليه وضع الفريق، تشكلت ضده جبهة معارضة قوية والتي قامت بعدد من المسيرات في تيزي وزو للمطالبة برحيله، لكنه ظل صامدا في منصبه. تعاقد مع 50 مدربا في 24 سنة بذهاب حناشي تزول أسطورة رئيس فريق استهلك 50 مدربا على مدار 24 عاما أي بمعدل أكثر من مدربين اثنين في الموسم، وهو أمر يحسب على حناشي الذي كان يستبدل المدربين ويتدخل في عملهم بشكل غير طبيعي تماما، بل إنه بات ظاهرة يستوجب الوقوف عندها، لأنه يبقى رجل ومسيّر كروي كانت له بصمته في كرة القدم الجزائرية. رغم الألقاب العديدة التي حققها الرئيس المثير للجدل لشبيبة القبائل إلى أن ابتعاد الفريق عن المنافسة المحلية والقارية في السنوات الأخيرة، بل وصل الأمر بأصحاب اللونين الأصفر والأخضر إلى اللعب على تفادي النزول حتى الجولات الأخيرة من البطولة، كما حدث الموسم الماضي حيث دفع عشاق النادي وحتى اللاعبين القدامى إلى التكتل وتشكيل جبهة معارضة قامت بالعديد من الحركات الاحتجاجية للمطالبة برأس حناشي خاصة أنه فتح عدة جبهات وخصومات في محيط النادي والمنطقة جعلت العديد من أصحاب المال يبتعدون على الشبيبة، نتيجة القرارات الارتجالية والفردية ل»الدكتاتور» حناشي الذي أصبح وحيدا ولم يعد قادرا على منافسة بعض الفرق المحلية كإتحاد العاصمة ووفاق سطيف ومولودية الجزائر في استقطاب أبرز لاعبي البطولة، كما كان يفعل في السابق. شخصية فارقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية رغم كل ما يقال عن محند شريف حناشي إلا انه يبقى شخصية فارقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية شرفت الجزائر بأربعة ألقاب قارية رفقة شبيبة القبائل وهو الشيء الذي لا ينكره عشاق اللونين الأصفر والأخضر الذين يتمنون أن تكون فترة ما بعد حناشي هي العودة للعملاق القبائلي إلى المنافسة محليا وحتى خارجيا عندما كان اسم شبيبة القبائل يرعب المنافسين في الجزائر وفي القارة الإفريقية.