تعتبر عاصمة الأوراس باتنة من بين أكثر الولايات الجزائرية التي استفادت من مشاريع ضخمة تتعلق بقطاع الري والموارد المائية، ورغم ذلك فما تزال قضية التزويد بالمياه الصالحة للشرب تشهد تذبذبا معتبرا بعدة مناطق بالولاية، حيث أعطيت مؤخرا ببلدية بتيمقاد إشارة انطلاق أشغال مشروع إنجاز رواق رابع لتموين 7 بلديات بالولاية بمياه سد كدية لمدور بتيمقاد، من طرف شركة خاصة، حسب ما أفاد به مدير الموارد المائية والري لولاية باتنة عبد الكريم شبري، ويتعلق الأمر ببلديات تيمقاد، منعة، عيون العصافير، ثنية العابد، شير، تيغرغار، والشمرة من أجل القضاء على معاناة السكان في التزود بالمياه الصالحة للشرب بسبب تراجع منسوب المياه الجوفية، خاصة في هذا العام الذي شهد تراجعا كبيرا لتساقط المياه مقابل منح أكثر من 200 رخصة حفر لآبار ارتوازية تسبّب ذلك في نقص المياه الجوفية. ويعكس الانطلاق في المشروع بهاته السرعة حرص السلطات الولائية على الكفل الأمثل بانشغالات الساكنة والتجاوب معهم كون المياه مادة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة خلال هذا الصيف الساخن والذي يتم خلاله استغلال المياه بطريقة كبيرة جدا. وأشار السيد شبري إلى أهمية المشروع الإستعجالي في وضع حد نهائي لمعاناة سكان البلديات السبع من نقص التزود بالمياه، كون 80 بالمائة منها يعتمدون على المياه الجوفية من خلال مختلف الآبار الموجودة بهاته المناطق، في حين يعتمد 20 بالمائة من سكان الولاية على المياه السطحية الخاصة بمياه سد كدية لمدور بتيمقاد عبر رواقين، يزود أحدهما بلديات تازولت، عين التوتة، بريكة، وجزء كبير من مدينة باتنة، فيما يزوّد الرواق الآخر بلدية أريس والمناطق المجاورة لها، أما الرواق الثالث فموجّه لولاية خنشلة مع إمكانية رفع نسبة تزويد سكان مختلف البلديات التي تعتمد على مياه السد، بعد أن انتهت مشاريع التحويلات الكبرى عبر قناتين من سد بني هارون بولاية ميلة، ومكّنت هذه التحويلات من استقرار نسبة المياه بسد تيمقاد ب30 مليون متر مكعب، بفضل ما يتم ضخه من سد بني هارون ب 320 ألف متر مكعب يوميا، بمعدل ضخ 62 مليون متر مكعب يوميا لفائدة هاته التجمعات السكانية بالمناطق السالفة الذكر. وأشار السيد شبري في تصريح لجريدة «الشعب» إلى تزامن المشروع الهام مع انطلاق مشاريع أخرى مهمة ضمن برنامج استعجالي، خصّص له غلاف مالي ضخم يفوق ال 21 مليارا لتوفير المياه الشروب، موازاة مع مشروع إنجاز 29 منقبا جديدا ستكون فعالة وتدخل حيز الاستغلال مع دخول مشروع الحلقة الدائرية عبر مدينة باتنة حيز الخدمة، وهي عبارة عن 8 خزانات مياه أُنجزت بشكل دائري وتم ربطها بشبكة توزيع جديدة على طول 5 . 37 كلم. ويعتبر هذا المشروع الخاص بتأمين وتزويد مدينة باتنة بالمياه الصالحة للشرب مهما جدا، حيث خصّص له غلاف مالي يقدر ب550 مليار سنتيم 30 مليار سنتيم منه لعمليات الربط، وهو عبارة عن محطتين للضخ و08 خزانات، بسعة 812 ألف متر مكعب، اثنان منها موجهتان للقطب العمراني حملة 3 لتزويد قاطنيه بالمياه الصالحة للشرب سيعمل على تأمين 72 ساعة في حالة حدوث أعطاب من خلال حلقة أنابيب نُصبت على مسافة 38 كلم. كما استفاد القطاع يضيف شبري خلال البرنامج الخماسي الجديد 2015 2019، من 04 حواجز مائية كبيرة لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين والري الفلاحي، بغلاف مالي يقدر ب 48 مليارا وتتوزّع هذه الحواجز المائية على منطقة تيكوباي بوادي الشعبة بطاقة استيعاب تقدّر ب 300 ألف متر مكعب، وستعمل على سقي 90 هكتارا، وادي الصابون بسفيان بسعة 1 مليون متر مكعب لسقي 300 هكتار، أما أولاد منعة بوادي الماء فخصصت لها طاقة 200 ألف متر مكعب لسقي 60 هكتارا، وعين تاغيت بسريانة بطاقة 300 ألف متر مكعب لسقي 90 هكتارا.