اعتبر أمس لويس مارتينيز باحث ودكتور بمعهد الدراسات السياسية بباريس أن إدراج الجزائر ضمن القائمة السوداء قرار غير شرعي ومجحف مؤكدا أنه بإمكان الجزائر أن تلجأ إلى عدة ورقات ضغط رابحة على غرار الاحتجاج لدى البرلمان الأوروبي حيث ستكون فرنسا أكثر حرجا، وعلى اعتبار أن منظمات الطيران الدولية تعترف علنا أن المطارات الجزائرية تعد أكثر المطارات أمنا في العالم لأنها لم تسجل أي خرق، عكس الدول التي تفرض هذا الإجراء تتصدرها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا، معترفا بأن تطبيق هذا الإجراء على الجزائر يعد خطأ ارتكب في حقها ويجب تصحيحه.ئ؟ أفاد الباحث لويس مارتينيز في ندوة ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية أن تصدير الجزائر لنسبة 15 بالمائة من الغاز نحو أوروبا، يسمح لها بفرض نفسها والتفاوض من موقع قوة على افتكاك امتيازات معتبرة في الفضاء الأوروبي. ووصف مارتينيز الأجواء التي تميز العلاقات الفرنسية الجزائرية في الوقت الراهن بالفاترة والتي تطبعها البرودة ولم يخف براغماتية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث استشهد بالتقدم الذي سجل في ذات العلاقات الثنائية في فترة حكم الرئيس السابق جاك شيراك حيث كان يطبع علاقات رئيسا الدولتين الجزائرية والفرنسية الكثير من التفاهم والتوافق في وجهات النظر، حيث الاهتمام الفرنسي كان جد مركزا على تقوية التعاون مع الجزائر وتفعيل الاستثمارات فيها . أما بخصوص قضية تحرير مالي للرعية الفرنسي من يد القاعدة قال أن الأمر يتعلق بإنقاذ حياة إنسان، ولفرنسا الحق في العمل على حماية حياة رعاياها، وذكر في سياق متصل أن بريطانيا بدورها تلجأ لذات المفاوضات من أجل تحرير رعاياها وإنقاذ حياتهم. ويرى الباحث مارتينيز أنه يعاب على نقص التنسيق بين دول منطقة الحوض المتوسطي وغياب مناخ الثقة، إلى جانب الافتقاد إلى معطيات وتحاليل محسوسة، مشددا في سياق متصل على ضرورة خلق سياسة أمنية جماعية بين دول الجوار للبحر المتوسط، لأنه من أكبر العراقيل التي تواجه هذه الدول غياب الثقة، وحسب تقدير الباحث فإن دول الشمال لا تواجهها تهديدات إستراتجية بقدر ما تواجهها تهديدات تكتيكية حتى بالنسية للجزائر والمغرب وليبيا. وأشار في سياق متصل إلى أن آليات ووسائل التقارب بين دول الحوض المتوسطي متوفرة . وفي رده على سؤال حول إن كان المال عائقا يحول دون تكريس الشراكة الحقيقية والتعاون الفعلي بين دول المتوسط، أكد أن المال لم يشكل أي مشكل وعائق يحول دون تحقيق الشراكة المطلوبة، مشترطا توفر مؤسسات رقابة، وحدد العوائق في مشكل الإصلاح السياسي وغياب الإرادة الحقيقية. واستبعد الدكتور أن تشكل منطقة المغرب العربي منطقة اهتمام للولايات المتحدةالأمريكية لفرض نفوذها فيها على اعتبار أن هذه الأخيرة تركز اهتمامها على محور تركيا فلسطين والكيان الصهيوني ومصر إلى جانب قارة آسيا، أما دول المغرب العربي تبحث فيها عن إبرام اتفاقيات ثنائية مع كل دولة على حدى، فمثلا مع الجزائر وموريطانيا والمغرب، لأن عيون الولاياتالمتحدة متمركزة في قارة آسيا وليس في القارة السمراء . ولم يخف الباحث مارتينيز أن تركيا متوقع أن تنضم قريب إلى الإتحاد الأوروبي وتصبح عضوا لأن الإتحاد الأوروبي، حسبه، سيكون بحاجة إلى تركيا أكثر من حاجة تركيا للإتحاد الأوروبي. وذهب الباحث إلى التأكيد على هامش الندوة على غياب أية قوة عسكرية مشتركة في منطقة البحر المتوسط، لانه يرى أن تواجد أي تنظيم إرهابي بالمغرب قادر على مس إسبانيا ونفس الامر ساري على الجزائروفرنسا.