صدر العدد السادس من مجلة «رسالة الملحون الجزائري»، في إطار منشورات المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون المهدى للشيخ سيدي لخضر بن خلوف، الذي يشهد انطلاقة دورته الخامسة اليوم بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم. وأكد عبد القادر بن دعماش، مدير المجلة ومحافظ المهرجان، في افتتاحية العدد، على مكانة الملحون في المجتمع لما له من أبعاد تاريخية وحضارية ودينية واجتماعية. جدّد مدير المجلة عبد القادر بن دعماش، في نصّ الافتتاحية، تأكيده على أهمية التراث الشعبي عامة والشعر الملحون خاصة، مستشهدا بمكانة أغنية الشعبي، يدفع أكثر إلى الاهتمام بهذه الأخيرة وإعطائها «انطلاقة جديدة وجدية، من خلال الدراسة والشرح وإعادة التدوين»، عن طريق التأسيس على قاعدة علمية أكاديمية. ومن أهمية الأغنية الشعبية، ينتقل بن دعماش إلى محورية الشعر الملحون كونه «محرك هذه الأغنية وروحها»، معتبرا بأن تأسيس مدرسة الشعبي يمر بدراسة المضمون وشرحه بقواعد سليمة، ويقوم بذلك مختصون وأكاديميون، يدرسون أبعاد النص التاريخية والحضارية والدينية والاجتماعية. ويخلص بن دعماش إلى أن فهم النص أولوية تسبق الأداء والتفصيل، لأن عملية التزاوج الفني بين النص واللحن ما هي إلا عملية تركيب هدفها تقديم المضمون في قالب فني. وإذا لم يوجه الاهتمام إلى النص اندثر هذا الأخير وذاب في القالب اللحني، وبقيت أغنية الشعبي بلا روح، يقول بن دعماش. أما رئيس تحرير المجلة، فدعا في كلمة العدد إلى تضافر الجهود لتقديم الملحون كمادة أدبية تربوية وثقافية، وإعطائه انطلاقة جديدة إلى جانب ترجمته غنائيا في مختلف الطبوع التي تزخر بها الموسيقى الجزائرية. اختير الشاعر ياسين أوعابد ليكون شخصية العدد، مشيرة إلى بعض ما كتب من قصائد، على غرار «يا النجمة»، «شوفوا الزمان كي تبدل»، «أواه يا زماني»، «شدة وتزول»، «يا مجربين الهوى»، «قد ما طال الليل»، «الحق اسمو الحق» وغيرها.. كما يمكن للقارئ الاطلاع على أشهر قصائد أوعابد على الإطلاق، وهي «يا حصراه عليك يا الدنيا»، التي أدّاها الفنان الشعبي الراحل، المرحوم كمال مسعودي، قُبيْل وفاته. يقول مطلع القصيدة: «يا حصراه عليك يا دنيا، فيك حكاية وحكايات.. ساميني واقعدي حذاي، واحكيهملي بثبات.. اعلاش هكذا حاقدة وسمّيّة، تضلّي تبدلي في الصفات.. ادّيتي عباد عزاز عليّ، أو خليتيلي الذكريات». كما نقرأ في المجلة مساهمات ثلاثة، المساهمة الأولى تحت عنوان «الشريعة السمحاء والرؤيا المنامية» كتبها الشيخ الإمام الحبيب بن يعقوب، والمساهمة الثانية عنوانها «أبعاد الملحون وأغنية الشعبي» كتبها خالد شهلال ياسين. أما المساهمة الثالثة فكتبتها شامة درويش، تحت عنوان «نورانية الذات في حضرة سيدي لخضر بن خلوف». وفي ركن «القصيدة المترجمة» نقرأ «يا رسول الله كون عندي ناقة»، ترجمها للغة الفرنسية الحاج بوفرمة، ومطلعها: «الزيّار صدّوا واعدين شراقا، وانا حزني قدات نار كبادي.. ما صبت اخوان نتلاقاو رفاقا، نقيموا السفر للرسول الهادي.. يا رسول الله كون عندي ناقة، نرحل بمّا وزوجتي واولادي». ويقترح ركن «حوار العدد» لقاءً مع الشاعر الشعبي حاج باينين، متبوعا بقصيدتين له، الأولى «للرزق مراسم»، والثانية «ما بين جيال». كما نجد في المجلة ركن «الأخطاء الشائعة» بقلم حمو بلجيلالي. وتضمن هذا العدد السادس برنامجا مختصرا لتظاهرة مستغانم عاصمة للمسرح 2017. للإشارة، يشرف على المجلة عبد القادر بن دعماش، ويرأس تحريرها خالد ياسين شهلال، فيما نجد الحاج بوفرمة أمين تحرير «رسالة الملحون الجزائري».