لا تزال أزمة التموين بمياه الشرب بتراب ولاية معسكر تسيطر على المشهد العام ليوميات سكان المنطقة، حتى في المناطق التي يفترض أنها تمون من مشروع الماو على غرار المحمدية وسيق وما جاورهما من بلديات وقرى تعتبر نائية. يحدث هذا في ظل تباين الفرق بين تصريحات المسؤولين المحليين على قطاع الموارد المائية والتموين بمياه الشرب التي تدل على التحكم في الوضع العام لتسيير الموارد المائية وبين الخلل الواقع في نظام التزود بمياه الشرب بفعل الانقطاعات الطويلة والمتكررة للمياه، إلى شكوى الفلاحين من شح مياه السقي، في ظل تأخر فادح في تجسيد مشروع الماو الذي كلف الدولة حجما ماليا ضخما من أجل تعزيز نظم التزود بالمياه وكذا تخصيص الموارد المائية السطحية للسقي الفلاحي وتوسيع نطاق الأراضي المسقية، حيث يلاحظ على مستوى ورشات مشروع الماو في حصته الثالثة التي يعمم من خلالها التزويد بمياه البحر المحلاة على نطاق عاصمة الولاية و15 بلدية أخرى قدوما من رواق المحمدية سيق، تأخر فادح في تنفيذ المشروع الذي عاد قائما على تعهدات بتسليمه في تواريخ مضت، وحددت بشهر جويلية ثم أوت ثم أواخر الشهر الجاري دون أن يلحظ أي تقدم يبشر بتسليم المشروع في أوانه حتى يمكن من القضاء على أزمة مياه الشرب نهائيا بولاية معسكر وبلدياتها التي تعاني من العطش والارتفاع الرهيب في أسعار المياه المعبأة في الصهاريج المتنقلة. وكان مدير الوارد المائية لولاية معسكر قد أكد في تصريح ل “الشعب” أن مشروع الماو على رواق عاصمة الولاية وضواحيها سيكون عمليا في أجل أقصاه نهاية الشهر الجاري كموعد يحتمل أن يتأجل إلى الأشهر المقبلة في حال كثفت المقاولات العاملة على المشروع من جهودها الميدانية. وأرجع أسباب أزمة المياه الحاصلة بمناطق عدة بالولاية إلى شح الموارد المائية التي ترتبط بقلة التساقط وشح الأمطار، مؤكدا أنه رغم ذلك تعمل مصالحه على التحكم في الوضع من خلال إجراءات عدة شملت أهمها تحويل نحو 10 ملايين م3 من المياه من سد ويزغت إلى سد بوحنيفية الذي تراجع منسوب مياهه بشكل رهيب، ليرتفع منسوب سد بوحنيفية إلى 20 مليون م3 بعد عملية التحويل هذه. وأوضح المسؤول في شأن ذلك أن ما يعادل 17 مليون م3 من مياه سد بوحنيفية توجه للتموين المنتظم بمياه الشرب، فيما ستخصص 3 ملايين م3 الباقية لسقي محيط هبرة في حصة السقي الثالثة المرتقبة في الأيام المقبلة، إلى ذلك وصل منسوب المياه بسدود الولاية الأربعة إلى نحو 80 مليون م3 مقارنة بطاقة استيعابها المقدرة ب 199 مليون م3، الأمر الذي يجعلنا نأمل في موسم ماطر ينقذ المنطقة من الجفاف في انتظار تسليم مشروع القرن.