تكتسي زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف إلى الجزائر أهمية بالغة، بالنظر إلى العلاقات الثنائية القوية بين الجزائروموسكو، حيث من المتوقع أن تتوج بالتوقيع على اتفاقيات مهمة في قطاعات الطاقة والصناعات الميكانيكية وغيرها، الأمر الذي يعكس العلاقات الاقتصادية المزدهرة والرؤى المشتركة للبلدين. يكون ملف التعاون الاقتصادي بين الجزائر وفيدرالية روسيا في صلب المحادثات التي ستجمع رئيس الوزراء الروسي ميدفيدف بكبار المسؤولين في الدولة، حيث تؤكد المؤشرات التي انبثقت عن نتائج اللجنة المختلطة بين البلدين، التي عقدت منذ أسابيع قليلة في الجزائر العاصمة، أن مستوى التعاون يعرف تقدما كبيرا بين الجانبين. فمن المرتقب أن تتوج زيارة ميدفيدف، التي جاءت بدعوة من الوزير الأول أحمد أويحيى، بالتوقيع على بعض الاتفاقيات جد الهامة في ميادين مختلفة، على غرار الفلاحة والتغذية والصناعات الميكانيكية وكذلك الطاقة، حيث يسعى الطرفان إلى رفع مستوى وحجم المبادلات التجارية البالغة 4 ملايير دولار، حيث أن ميادين التعاون التي تم تحديدها ستعطي دفعا جديدا للتعاون الاقتصادي. كما سيتم العمل خلال هذه الزيارة، على تعزيز الشراكة في الميدان الاقتصادي، وفق ما تم التحضير له خلال أشغال الدورة المختلطة الجزائرية - الروسية الأخيرة، حيث أنه على هامش هذه الدورة المختلطة انعقد اجتماع لرجال الأعمال الجزائريين والروس، ضم أكثر من 70 شركة جزائرية وروسية لبحث فرص الشراكة بين أرباب العمل من البلدين. فيما يتعلق بالجانب الطاقوي، وهو أحد القطاعات التي تعرف تقدما كبيرا بين البلدين في السنوات الأخيرة، تزامنا مع تطابق وجهات نظر كلا البلدين في المحافل الدولية حيال أسعار النفط، فروسيا شريك هام للجزائر بخصوص الدعوة إلى خفض الإنتاج الذي كانت موسكو أول الدول الداعية إلى تطبيقه لتحقيق توازن سوق الذهب الأسود. فضلا عن قطاع النفط تسجل السوق الوطنية استثمارات عديدة لروسيابالجزائر، على غرار شركة “غاز بروم” العالمية، فمن المتوقع أن تشمل المحادثات بحث تعزيز الاستثمار في المجال. في مقابل ذلك، يطرح متابعون لشأن ملف قطاع الفلاحة والتعاون العسكري الذي يمثل هو الآخر ركيزة أساسية في بين موسكووالجزائر. وتشير المعطيات أن الجزائروروسيا لهما إمكانات لتطوير شراكة ذات منفعة متبادلة، بما أن موسكو ترى أن الجزائر شريك يمكن الاعتماد عليه ويلعب دورا كبيرا في شمال إفريقيا، وهي إحدى الدول المحورية في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية في ظل متغيرات دولية متقلبة. ستقوم الجزائروروسيا بمناسبة هذه الزيارة، بتوقيع العديد من اتفاقات الشراكة في مختلف المجالات لرفع حجم مبادلاتهما التجارية التي تضاعفت السنة الماضية بحيث بلغ قرابة 4 ملايير دولار. في مقابل ذلك، عبّرت روسيا عن قناعتها بأن الفرص متوفرة، حيث صرح ميدفيدف “لقد رسمنا خطط التعاون في مجالات، مثل الصناعة والنقل والإعمار والجيولوجيا والزراعة والصحة والعلوم والفضاء والتكنولوجيات المعلوماتية”، مؤكدا استعداد بلده “لتقديم الدعم لشركائنا الجزائريين الذين يعملون في الفترة الراهنة على تحويل بلادهم إلى مركز الصناعة والطاقة في شمال أفريقيا”.