مبولحي مستوى في الحضيض.. ورايس يبحث عن تحد جديد بعد أن تطرّقنا في عددنا الماضي من "الشباك"، عن الموسم الصعب الذي قضاه الدولي الجزائري جمال الدين مصباح مع آسي ميلان و بارما الإيطاليين على التوالي و الصعوبات التي وجدها لفرض نفسه فيهما، سنواصل اليوم الحديث عن عنصر جديد يُعتبر هو الآخر من الركائز الأساسية للمنتخب الوطني و واحد من أكبر علامات الإستفهام في تشكيلة وحيد حليلوزيتش الذي يواصل الإعتماد عليه رغم كل الإنتقادات المتهاطلة عليه، ألا و هو الحارس رايس وهاب مبولحي الذي قضى موسما كارثيا بكل من تحمله الكلمة من معنى، حيث أنه قضى الشطر الأول منه دون منافسة رسمية، و أنهى الشطر الأخير بظهور بتلقي سيل من الأهداف في الليغ 2 الفرنسية مع نادي غازيلاك أجاكسيو . البداية كانت بتضييع لقب الدوري البلغاري و بما ان مبولحي و منذ إنطلاق مشواره الإحترافي لم يعش سوى المشاكل، فإن الموسم المنقضي هو الآخر لم يختلف كثيرا عن سابقيه، حيث كانت البداية بتضييع لقب الدوري البلغاري صيف 2012 عندما كان يحمل ألوان نادي سيسكا صوفيا، حيث تسبب حارس عرين " الخضر " في فضل سيسكا من نيل البطولة بعد تعرضه للهزيمة في الجولة الأخيرة لودوجوريتس رازجراد، ليلتحق بعدها بأيام قليلة بتربص المنتخب الوطني الجزائري الذي كان سيلعب مبارة ودية ضد نظيره من النيجر بداية جوان المنصرم . جويلية " مبولحي يمدد عقد إعارته مع سيسكا صوفيا و يُخفض راتبه " و في بداية شهر جويلية، تلقى رايس وهاب مبولحي خبرا أكثر من سار بالنسبة إليه، و ذلك عندما أعلنت إدارة نادي سيسكا صوفيا أنها توصلت الى إتفاق نهائي مع نظيرتها من كريالا سوفيتوف الروسي يقضي بتجديد عقد إعارة الدولي الجزائري لموسم جديد، و ذلك بعد تمكن حارس المنتخب الوطني من تقديم ستة أشهر جيدة في الدوري البغاري لم يتلقى خلالها سوى عدد قليل من الأهداف، بدليل تمكنه من المحافظة على عذرية شباكه لمدة ثمانية جولات كاملة قبل أن يسقط في اللقاء الأخير و يتلقى إصابة تسببت في تضييع القطب الأول للعاصمة صوفيا لقب البطولة في الثانية الأخيرة، و قد أشار مبولحي حينها أنه مستعد للمواصلة في بلغاريا حتى و لو تطلب ذلك التخفيض من راتبه السنوي بشكل كبير . مسيروه إنقلبوا عليه و قرروا التخلي عنه سريعا و رغم أن مبولحي كان واثقا من مواصلة المشوار في سيسكا صوفيا، إلا أن مسيري هذا الأخير إنقلبوا على الدولي الجزائري بطريقة غريبة و سريعة في نفس الوقت، حيث و مباشرة بعد الإقصاء الدور الثاني التأهيلي لمنافسة الأوروبا ليغ على يد نادي مورا مورسكا سوبوتا السولفيني، أعلنت الإدارة البلغارية عن قيامها و بشكل رسمي بفسخ عقود تسعة لاعبين من تشكيلتها الأساسية يتقدمهم حارس عرين " الخضر " معتبرة أن الراتب السنوي لرايس وهاب يفوق القدرات المالية لسيسكا، و ذلك رغم مبولحي كان قد قبل خفض مداخيله بنسبة ثلاثين بالمئة كاملة مقابل تجديد فترة إعارته . عاد مجبرا الى روسيا بمعنويات تحت الصفر و أمام هذا المأزق الذي وجد فيه رايس وهاب مبولحي نفسه، لم يكن على الحارس الدولي الجزائري سوى حزم حقائبه و العودة الى الاراضي الروسية، حيث إلتحق بتدريبات ناديه كريالا سوفيتوف الروسي الذي كان قد باشر تحضيراته منذ فترة ليست بالقصيرة بإعتبار أن الدوري هناك ينطلق مبكرا بسبب الظروف الجوية الصعبة في فصل الشتاء، و لو أن مبولحي ظهر خلال التدريبات بمعنويات تحت الصفر بما أنه في قرارة نفسه لم يكن متحمسا تماما للعودة الى روسيا بما أن تجربته القصيرة هناك لم تكن موفقة بالشكل اللازم مدرب كريالا سوفيتوف تركه مع الفريق الرديف و بما ان المشاكل عندما تأتي لا تأتي فرادا، فإن مبولحي و مباشرة بعد إلتحاقه بنادي كريالا سوفيتوف سامارا وجد نفسه خارج حسابات المدرب الجديد ألكسندر تسيغانكوف الذي قام بإرسال الدولي الجزائري الى الفريق الرديف بما أن كل الخطط التكتيكتية للموسم الجديد كانت جاهزة قبل عودة مبولحي من الإعارة التي قادته الى بلغاريا مع سيسكا صوفيا، و قد إعتبر تسيغانكوف أن حارس عرين " الخضر " ذهب ضحية لمسيري سيسكا الذين قامو بفسخ عقدهم معه في فترة حساسة من الموسم قائلا : " سندرس وضعية مبولحي لاحقا، وحاليا فهو يتدرّب مع الفريق الاحتياطي وهو دائما مع نادي كريليا، و سنتخذ القرار النهائي في الفترة القادمة " . رغم ذلك شارك أساسيا ضد ليبيا ذهابا و رغم أن مبولحي و منذ بداية الموسم المنصرم لم يكن قد إستفاد من فرصة اللعب و لو لثانية واحدة مع ناديه كريالا سوفيتوف سامارا في البطولة الروسية، إلا أن رايس وهاب وجد إسمه متواجد في القائمة الرسمية التي إستدعاها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش لمواجهة المنتخب الليبي في الدار البيضاء المغربية في دور الذهاب من المرحلة الإقصائية المؤهلة لكأس إفريقيا 2013، و لحسن حظ التقني البوسني فإن مبولحي لم يتلقى أي هدف في شباكه و لو أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى لتواضع مستوى فرسان البحر الأبيض المتوسط مثلما يُلقبون لا للمستوى المميز للحارس الجزائري . !!!إندمج في تربص المحليين رغم أنه محترف و مرة أخرى واصل رايس وهاب مبولحي صنع الحدث و لكن خارج المستطيل الأخضر، فبعد أن وجد نفسه مرة أخرى بعيدا عن المنافسة الرسمية مع ناديه كريالا سوفيتوف سامارا، فقد قرر الحارس الدولي الجزائري مغادرة الأراضي الروسية بشكل سريع، حيث تحصل على الإذن من طرف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من أجل المشاركة في تربص لاعبي " الخضر " المحليين شهر أوكتوبر المنصرم و ذلك رغم أن مبولحي يُعتبر من العناصر المحترفة، حيث عمل حليلوزيتش على تجهيز رايس بشكل جيد لكي يُشارك مرة أخرى أساسيا في لقاء العودة ضد المنتخب الليبي دائما . أوكتوبر : " مبلوحي في بولوغين للتوقيع مع إتحاد العاصمة " و خلال شهر أوكتوبر دائما، حصل مبولحي على شعاع أمل بإستعادة طعم المنافسة، و ذلك بعد دخوله في إتصالات رسمية مع نادي إتحاد العاصمة، حيث تواجد حارس المنتخب الوطني في مدرجات ملعب عمر حمادي ببولوغين رفقة زميله في تشكيلة " الخضر " سماعيل بوزيد خلال اللقاء الذي جمع ابناء " سوسطارة " بأهلي برج بوعريريج في البطولة المحلية و ذلك بعد جلوسه على طاولة المفاوضات مع إدارة الرئيس حداد الذي تمكن من تقديم عرض مغري لمبولحي الذي أبدى تحمسا كبيرا للتواجد مستقبلا مع أشبال المدرب الفرنسي رولان كوربيس . الصفقة فشلت بسبب شروط كريالا سوفيتوف و لو سوء حظ مبولحي فإن حلمه بالإنتقال الى إتحاد العاصمة في الميركاتو الشتوي الماضي ذهب هباءا منثورا في اللحظة الأخيرة، حيث أن مسيري نادي كريالا سوفيتوف الروسي إشترطوا مبلغا ماليا تعجيزيا مقبال التخلي عن خدمات الدولي الجزائري لصالح الإتحاد، خاصة بعد سماعهم عن القدرات المادية الكبيرة التي تملكها إدارة الإخوة حداد، و هو ما جعل أبناء " سوسطارة " يتراجعون عن التعاقد مع مبولحي . حليلوزيتش منحه الثقة في كأس إفريقيا و خلال كأس أمم إفريقيا 2013، قام الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بمنح الثقة لرايس وهاب مبولحي للتواجد بشكل أساسي في حراسة عرين " الخضر "، حيث شارك خريج مدرسة أولمبيك مارسيليا في كل مباريات محاربي الصحراء و لو أن المستوى الذي ظهر به هذا الأخير لم يكن في المستوى المطلوب، بدليل تلقى شباك رايس لخمسة أهداف كاملة خلال المباريات الثلاث ضد كل من تونس، الطوغو و كوت ديفوار ليودع أشبال التقني البوسني " الكان " بشكل مبكر بداية من دورها الأول دون تحقيق أدنى فوز يُذكر . جانفي " مبولحي يوقع رسميا مع غازيلاك أجاكسيو بفضل كفالي " و بعد المشاركة المخيبة في كأس أمم إفريقيا، أعلن رايس وهاب مبلوحي نهاية شهر جانفي المنصرم عن توقيعه الرسمي مع نادي غازيلاك أجاكسيو الناشط في الليغ 2 الفرنسية، و الذي كان يُصارع حينها لضمان ورقة البقاء، حيث أن الدولي الجزائري أمضى في الفريق الكورسيكي بفضل الناخب الوطني السابق جون ميشال كافالي الذي كان يُشرف في تلك الفترة على حظوظ الغازيلاك و عمل المستحيل لجلب مبولحي لعل و عسى يتمكن هذا الأخير من إنقاذ ما يمكن إنقاذه . عانى مع الغازيلاك و تلقى أهدافا من كل الأشكال مبولحي و رغم كل الآمال التي كانت معلقة على عاتقه إلا أنه عانى الامرين في ناديه الجديد غازيلاك أجاكسيو، حيث أن الدولي الجزائري بدأ مشواره بثنائية في شباكه خلال التنقل لمواجهة لانس، و هو نفس السيناريو الذي تكرر في معظم مباريات الليغ 2، لدرجة أن الجميع كان ينتظر ملاقاة الفريق الكورسيكي و مبولحي لفك عقدة التسجيل، بدليل أن حارس عرين " الخضر " تلقى إصابات من كل الأشكال و الأنواع، سواء تسديدة من بعيد، مخالفات مباشرة، و رأسيات إضافة الى أهداف كثيرة وجها لوجه بسبب تواضع مستوى زملائه في الدفاع . ماي " مبولحي يُطرد و يتدرب مع أف سي باريس " و بالنظر الى المستوى المتواضع الذي ظهر به مع غازيلاك أجاكسيو، فإن المدرب الجديد لهذا النادي تيري لوري إتخذ قرار بإستبعاد مبولحي من منصبه الأساسي و هو الأمر الذي لم يتقبله الدولي الجزائري الذي دخل في صراع مع الطاقم الفني تسبب في تعرضه للطرد من جزيرة كورسيكا، ليطل على الجميع من العاصمة الفرنسية حيث تدرب مع نادي أف سي باريس الذي يُشرف على تدريب حراسه كمال بوسليو الذي يقوم في ذات الوقت بتأطير حراس المنتخب الوطني الجزائري في الأصناف الصغرى . جوان " كان في المستوى ضد البنين و رواند " يبقى ان مبولحي أنهى موسمه الكارثي على نقطة إيجابية، حيث أن رايس وهاب تمكن من الظهور بوجه جيد خلال الخرجتين الأخيرتين للمنتخب الوطني الجزائري في بورتو نوفو ضد البنين و كيغالي ضد رواندا مساهما بشكل كبير في ضمان أشبال وحيد حليلوزيتش لورقة التأهل للدور الثالث و الأخير من التصفيات الإفريقية لكأس العالم 2014 بالبرازيل . حصيلته 1080 دقيقة + 19 هدفا في شباكه و في الأخير، فإن الحصيلة النهائية للدولي الجزائري رايس وهاب مبولحي كانت متواضغة من كل الجوانب، حيث شارك في إثنتي عشرة مبارة كأساسي مع فريقه غازيلاك أجاكسيو تلقى خلالها تسعة عشرة هدفا كاملا، حقق خلالها إنتصار واحدا فقط، و حافظ على نظافة شباكه في مناسبة يتيمة أيضا بمجموع دقائق وصل الى 1080 . العروض مفقودة و الموسم الأبيض يلوح في الأفق و عن أهدافه المستقبلية فإن رايس وهاب مبولحي لم يعرف لحد الساعة وجهته الجديدة، و ذلك لسبب بسيط هو عدم حيازته لأية عروض رسمية في القارة العجوز، فحتى الأندية البلغارية التي عرف معها التألق أصبحت غير راغبة في تواجده معها، و هو ما يجعل الحارس الدولي الجزائري في وضعية لا يُحسد عليها خاصة و أن لا يزال مرتبطا بعقد مع كريالا سوفيتوف الى غاية جوان 2014 و هو ما يجعل فرضية الموسم الأبيض تلوح في الأفق .