ضرب برشلونة ضربته وحسم كلاسيكو الأرض بفوز صعب على ريال مدريد بنتيجة 2-1 في المواجهة التي جمعت بينهما مساء الأحد على ملعب كامب نو ضمن لقاءات الجولة 28 للدوري الإسباني. تقدم ماثيو لبرشلونة في الدقيقة 19 وعدّل رونالدو للريال في الدقيقة 31، قبل أن ينهي سواريز القصة لصالح برشلونة في الدقيقة 56. الفوز رفع رصيد إلى 68 نقطة في صدارة الليغا ليوسع الفارق بينه وبين الريال إلى 4 نقاط ويقترب خطوة من لقب الليغا. قدّم ريال مدريد شوط أول أكثر من رائع أهدر خلاله الفوز، ليلقي عقابه في الشوط الثاني من برشلونة الذي نفض الغبار عن نفسه خلال هذا الشوط وظهر بشكل أفضل بكثير ونجح في حسم المواجهة. دخل انريكي المواجهة بطريقته المعهودة 4-3-3، حيث إعتمد الرباعي البا وماثيو وبيكي وألفيس في الدفاع، ووضع ماسكيرانو في خط الوسط بجوار إنييستا وراكيتيتش، بينما تولى الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز المهام الهجومية. وبنفس الطريقة دخل أنشيلوتي المواجهة، فإعتمد في الدفاع على مارسيلو وراموس وبيبي وكارفخال، ودفع بالثلاثي كروس ومودريتش وإيسكو في الوسط خلف الثلاثي الهجومي رونالدو وبيل وبن زيمة. ظهرت نوايا برشلونة الهجومية مبكرًا من خلال تحركات مؤثرة للغاية لسواريز ونيمار وإنييستا في وقت غاب فيه ميسي عن البداية. قابل ريال مدريد الهجوم الكتالوني بدفاع منظم ومغلق من خلال تحوّل طريقة لعب الفريق إلى 4-4-2 في حالة الدفاع من خلال عودة بيل للخلف. الشكل الهجومي لريال مدريد إعتمد بشكل أساسي على المرتدات مستغلًا التقدم الهجومي للبلوغرانا ووجود مساحات في دفاع الفريق. حملت الدقيقة 12 أول فرصة حقيقة في اللقاء وكانت من هجمة مرتدة للريال إنتهت عند رونالدو الذي سدد عرضية بن زيمة مباشرة لكن العارضة حالت دون الهدف الأول. لم يستفيد الريال بشكل كامل من الهجمات المضادة بسبب قلة لاعبيه في الخط الأمامي إضافة إلى التنظيم الدفاعي الجيد للاعبي برشلونة. الظهور الأول لميسي حمل البشرى السارة لعشاقه، عندما أرسل عرضية من كرة ثابتة حوّلها مدافع برشلونة الفرنسي ماثيو لشباك كاسياس في الدقيقة 19. لم يهتز أداء ريال مدريد عقب الهدف وبدأ في التقدم للهجوم من أجل تعديل النتيجة، ولعب الثنائي مودريتش وكروس دورًا محوريًا في الدفاع بشكل أساسي، إلى جانب دورهما الرائع في قيادة الهجمات خلف رونالدو وبيل. رغم البداية الهجومية لبرشلونة، إلّا أن فاعلية الفريق تراجعت بشكل مخيف بمرور الوقت رغم إحرازه التقدم، ولم يظهر ميسي طوال الشوط الأول سوى في لقطة الهدف وذلك بفضل الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه إيسكو، في وقت عان فيه خط وسط البلوغرانا من تفوّق لاعبي وسط الريال معظم الوقت. في الدقيقة 31 إنطلق مودريتش في العمق ومرّر الكرة لبن زيمة الذي هيأها بكعبه بشكل رائع لرونالدو في مواجهة المرمى ليسدد الدون الكرة على يمين برافوا معلنًا عن هدف التعادل. على عكس المتوقع ، غاب رد الفعل عن الأداء الهجومي لبرشلونة في ظل الحصار الذي فرضه عليه لاعبو الميرينغي في منطقة الوسط وهو ما أثر بالسلب على المردود الدفاعي للفريق. منح هدف التعادل ثقة كبيرة لريال مدريد ليفرض سيطرته على مجريات اللقاء بأداء مميّز للغاية كان لخط وسطه كلمة السر فيه، ووقف الحظ عائقًا أمام العديد من الفرص التي سنحت لبيل ورونالدو وبن زيمة والتي كانت كفيلة بإنهاء الشوط الأول بالتقدم بفارق هدفين على الأقل. بدأ ريال مدريد الشوط الثاني بنفس ما أنهى عليه الشوط الأول، وأنقذ برافو مرماه من هدف مؤكد لبن زيمة في الدقيقة 47 بعد هجمة منظمة .رغم قلّة هجمات برشلونة إلّا إنّها حملت الكثير من الخطورة بعدما طمع ريال مدريد في اللقاء وتقدم للهجوم على أمل حسم اللقاء. في الدقيقة 56 أرسل داني ألفيس كرة طويلة من الخلف إلى سواريز في ظهر مدافعي الريال، إنطلق المهاجم الأورغوياني وسدد كرة من زاوية ميتة فشل كاسياس في ثاني ظهور له باللقاء لتسكن الكرة شباكه معلنة عن هدف برشلونة الثاني، ويتحمل الحارس المدريدي المسؤولية الأكبر لهذا الهدف. إهتز أداء الريال بشدة عقب هذا الهدف على عكس ما حدث عقب الهدف الأول، وإرتبك أداء الفريق بشكل واضح دفاعيًا وهجوميًا وإضطر أنشيلوتي لسحب بيبي وإشراك فاران خوفًا من الإنذار الثاني. تألق نيمار بشكل أكثر من رائع ولعب الدور الأبرز في هجوم برشلونة بعدما قاد أكثر من هجمة خطيرة "وحده" وأصبح كلمة السر في تحوّل دفة اللقاء نحو برشلونة، في وقت واصل فيه ميسي الغياب. حاول انريكي منح خط وسط برشلونة مزيد من القوة فدفع بسيرجيو بوسكيتس على حساب راكيتيتش، ثم عاد ودفع بتشافي محل إنييستا، ورد أنشيلوتي بسحب ايسكو وإشراك خيسي. غابت الخطورة تمامًا عن أداء ريال مدريد مع إقتراب اللقاء من نهايته وسط غياب تام لبيل وبن زيمة وإختفاء رونالدو، في الوقت ذاته نفض برشلونة عن نفسه غبار الشوط الأول وهدد مرمى كاسياس في أكثر من مناسبة. أجرى إنريكي تغييره الثالث بإشراك رافينيا محل نيمار، بينما دفع أنشيلوتي بلوكاس سيلفا محل مودريتش،ومرت الدقائق الأخيرة دون جديد ليعلن الحكم صافرة النهاية.