بعد أقل من عام واحد على واقعتهما الشهيرة في المباراة بين منتخبي إيطاليا وأوروغواي بالدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، سيكون على المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، والمدافع الإيطالي جورجيو كيليني نبذ أي ضغينة بينهما وتركيز اهتمامهما في اللعب خلال المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا. ويلتقي سواريز مهاجم برشلونة الإسباني مع كيليني مدافع جوفنتوس الإيطالي بعد غد السبت على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين عندما يصطدم الفريقان سويًا في المباراة النهائية لدوري الأبطال. وينتظر المتابعون للمباراة أن تختفي الضغائن بين سواريز وكيليني في هذه المباراة لينصب التركيز على الأداء المهاري لنجوم الفريقين والمستوى الخططي لبرشلونة وجوفنتوس في هذه الموقعة المثيرة ببرلين. وما زالت صيحة كيليني التي أطلقها بعدما تعرض "للعض" من قبل سواريز في المونديال البرازيلي تطغى على أجواء المواجهة المرتقبة بين اللاعبين وفريقيهما في نهائي دوري الأبطال. ولكن اللاعبين يحتاجان إلى التخلص من هذه الأجواء قبل بدء المباراة خاصة بعدما نال سواريز عقوبة قاسية بعد هذه الواقعة التي أوقفته أربعة أشهر وأرجأت بداية مشاركاته مع برشلونة في الموسم الحالي حتى أواخر أكتوبر الماضي كما حرمت اللاعب من المشاركة مع منتخب أوروغواي في رحلة الدفاع عن لقبه بكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) التي تنطلق فعالياتها بعد أيام في تشيلي. ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها في بطولات كأس العالم حيث سبقها أكثر من واقعة شهيرة في مقدمتها "نطحة" زين الدين زيدان للاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي خلال المواجهة بين المنتخبين في المباراة النهائية لمونديال 2006 في ألمانيا. ولكن من الصعب المقارنة بين الواقعتين خاصة فيما يتعلق بعواقبهما نظرًا لأنّها كانت المباراة الأخيرة لزيدان فيما لا يزال سواريز في منتصف مسيرته الكروية. ومع العقوبة القاسية التي فرضت على سواريز، ينتظر ألّا يكون للعض مكان في مباراة بعد غد. وقال كيليني: "ما حدث ذهب طي النسيان، بالنسبة لي ليست هناك أي مشكلة. وأعتقد أنّ الأمر مماثل لدى الطرف الآخر، ستكون مباراة في كرة القدم". وفي برلين، سيلتقي سواريز أيضًا اللاعب الفرنسي باتريس إيفرا الذي ينشط حاليًا في خط دفاع جوفنتوس ولكنّه تعرض من قبل لإهانات عنصرية من قبل سواريز في الدوري الإنجليزي عام 2011 عندما كان سواريز لاعبًا في ليفربول وإيفرا لاعبًا في مانشستر يونايتد. هذه الواقعة عن معاقبة سواريز بالإيقاف ثماني مباريات من قبل الإتحاد الإنجليزي للعبة. ويراود الأمل الجميع في ألّا يرفض اللاعبان المصافحة الروتينية بين لاعبي الفريقين قبل بداية اللقاء علمًا بأنهما رفضا مصافحة بعضهما البعض في مباراة أخرى بين فريقيهما بعد واقعة 2011 . وإلى جانب هذه الأحداث التي تدور خارج نطاق اللعب، سيواجه دفاع جوفنتوس مهمة عصيبة في مواجهة هجوم برشلونة الرهيب الذي يقوده سواريز والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأرجنتيني ليونيل ميسي علمًا بأنّ الأخير سجل بمفرده 58 هدفًا من بين 120 هدفًا سجلها الثلاثي لبرشلونة في مختلف البطولات هذا الموسم ليكون رقمًا قياسيًا جديدًا في الكرة الإسبانية. وسجل ميسي هدفين يوم السبت الماضي ليقود برشلونة إلى الفوز 1-3 على أتلتيك بيلباو في المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا علمًا بأنّ الهدف الأول لميسي جاء إثر انطلاقة رائعة وخيالية من الناحية اليمنى. وفي المقابل، يعتمد هجوم جوفنتوس على الأرجنتيني الآخر كارلوس تيفيز والمهاجم الإسباني الشاب ألفارو موراتا لخلخلة دفاع برشلونة. وأكد كيليني أنّ ميسي سيواجه وقتًا عصيبًا في إيطاليا وقال: "في أسبانيا، يمتازون بالأداء الهجومي بقدر عدم إجادتهم للدفاع، ولكن مع وجود ميسي، يجب أن تتمتع بالحنكة والسيطرة عليه بقدر الإمكان وألّا تدعه يقدّم هذه المهارات الرائعة". وأضاف: "لا يمكن إيقاف ميسي بركله، يمكن إيقافه بعدم تركه يلعب ويقدم مستواه وألّا تسمح له بأي مساحات خالية وألّا تتصدى له بمفردك في مساحات واسعة، إن لم يتحقق هذا، لن تستطيع التصدي له بإمكانياته العالية". وأوضح كيليني أن ميسي يحصل على أخطاء من منافسيه لأنّه يتحرك بالكرة سريعًا وليس لأنّ المدافعين يتعمدون إيذاءه.