لأنهم يحبوننا مووووت، مثلما لم يحب شعب شعبا آخر، فإن إخواننا الإعلاميين في مصر، العزيزة على قلوبنا كثيرا، والعربية جدا جدا، وجهوا إلينا نصيحة جد هامة، أعجبتني بزااااااااف، وكانت في الصميم.. لقد قالوا لنا: أيها الصحافيون الجزائريون، عليكم بالاهتمام بمنتخبكم قبل التنقل إلى المونديال، بوضع الإصبع على الجرح، واليد على النقائص، والكشف عن نقاط الضعف.. لماذا؟؟؟ حتى يتم اجتنابها قبل مباريات صربيا وإنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية في بلاد العم مانديلا شهر جوان القادم... ولأن نقاط القوة قليلة بالمقارنة مع نقاط الضعف، الكثيرة جدا جدا وعلى جميع المستويات داخل منتخبنا... وعملا بالقاعدة الشهيرة: (كذب المصريون ولو صدقوا)، فإنني قررت العمل بنصيحة إخواننا هناك، بتنفيذ طلبهم على أكمل وجه، وتحقيق حلم ثمانين مليون نفس بشرية هناك، نفسهم ينبض على قلب رجل واحد، يتوقون كلهم لمعرفة هذه النقائص الخفية.. ونظرا لكل ما سبق وما لم يسبق، فإنني أعترف بكل جرأة وشجاعة، أمام قرائي الأعزاء والأوفياء، في مصر والجزائر، وعلى حد تعبير زميلنا مصطفى الآغا، وأقول أنني لم أجد أروع ولا أمثل ولا أجمل ولا أكمل، من بعض إعلاميي مصر، في إتقان فنون التبلعيط، والاحتيال، والاستغباء، والضحك على الذقن.. فكيف يعقل أن يقدم إعلاميو الجزائر خدمة مماثلة وعلى طبق من ألماس، لا من ذهب، للمصريين أولا، ولمنافسينا ثانيا، في دورة كأس العالم القادمة؟؟؟ اللهم إلا إذا كنا، في نظر الطرف الآخر شعبا أقرب إلى البلادة والغباء والبلاهة، وهو الأمر البعيد عن الواقع.. عن أية نقائص وعيوب يتحدث إخواننا هناك؟؟؟ عن أشياء لم يسبق لأي جزائري أن قالها أو نطق بها أوسمع عنها؟؟؟ لكل منا نقاط قوة يفاخر بها، ويعمل على استذكارها والتشهير بها، ونقاط ضعف يخجل منها، ويجتهد في مداراتها... فيما يخصنا نحن كإعلاميين جزائريين، فإن نقطة ضعفنا هي قلمنا، ونقطة قوتنا هي قلمنا أيضا.. قد يمكننا تسمية هذه الظاهرة بالتقاء النقيضين، أو اجتماع المتباينين تحت سقف واحد، وهو أمر نادر الحدوث طبعا، بدليل أن مدربنا الوطني لكرة القدم الشيخ رابح سعدان، الذي بيده الحل والعقد، داخل الفريق الوطني، له من نقاط الضعف والقوة، المجتمعة في نفس الآن، ما لا يمكن لأي أحد، وخاصة المصريين، أن يتصوروه.. وذلك هو سلاح وقوة الرجال الحقيقيين في الجزائر، الذين بإمكانهم المباغتة في أية لحظة.. هل فهمتم شيئا؟ لا! ولا انا.. وللحديث بقية.