أحبها، أكررها أنا أحب ذلك البلد العربي الشقيق، ولا شيء ولا أحد سيدفعني إلى كراهيته! حتى أبناء الجزائر أنفسهم لن ينجحوا في ذلك ولدي أسبابي• فى طفولتي أحببت ذلك الفارس عبد القادر الجزائرى، كانت بلادي تدعو وقتها للتضامن العربي والوحدة العربية، لم تكن نبرات مصر أولاً تعالت، ولا صيحات الانكفاء على الذّات قد ملأت الأجواء•• في بلادي كانوا يكتبون الكتب عن الأبطال، ليس أبطال مصر وحدها، بل أبطال العرب جميعاً• عشت مع ذلك البطل عبد القادر بطولاته وكفاحه من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال، من أجل أن تعود الجزائر لأبنائها العرب• للعلم كان مؤلف الكتاب مصرياً وتمنيت لو كنت هناك وقتها، وقت ثورة الجزائر، حينما كانت جميلة تناضل من أجل بلادها• ولن أنسى ما حييت القصيدة التي كتبها صلاح جاهين في حب جميلة بوحيرد، منها: ''وتر من الكمنجة•• وتر واحد وحيد•• نوح عشان جميلة في أول النشيد•• والأوتار اللى باقية بكت من غير دموع•• وامتدت من الكمنجة لحناجر الجموع''• للعلم، كان صلاح جاهين مصرياً حينما كنت أتفاخر بأوطاني•• نعم كل بلاد العرب أوطاني كما علمونا صغاراً•• كنت أتباهى بالجزائر خاصة• كنت منبهراً ببلد ضحى بمليون من أبنائه بحياتهم من أجل الحرية، كنت أشعر بالفخر لأن في بعض أجزاء وطني الكبير رجال لا يترددون عن التضحية بكل شيء من أجل الكرامة•• أحب الجزائر ولا أصدق أن بقية المصريين لا يحبونها، مشادات عادية، يحدث مثلها الكثير في الدوري الممتاز، وبذاءات عادية يطلقها اللسان العربي، دون أن يقصد معناها الحرفي لا يمكن أن تنهي حبي للجزائر! هزيمة في مباراة كرة قدم، وبعض المتعصبين، وشتائم متبادلة، فلكلور عربي قديم•• واسطوانة نسمعها يومياً في شوارعنا•• في القهوة المجاورة لمنزلي يتصايحون ويتشاجرون•• ويطلق بعضهم كلمات الود والمحبة! لو أصبحت الجزائر عدواً لنا•••فمن يكون الصديق؟ ولو خسرناها فمن نكسب؟ وهل نحن حمقى إلى هذه الدرجة لكي نتشرذم، وتمتلئ قلوبنا بالضغائن تجاه بعضنا البعض؟ بينما عدونا ينظر إلينا ساخراً مستهزئاً ومهيجاً! هل أنتم سعداء بالشجار بين فتح وحماس؟ هل مصر سعيدة بالبرودة في علاقتها مع سوريا؟ حتى تفتح مجالاً للمشاحنة مع دولة أخرى شقيقة، وهل تعتقد الجزائر أن هناك شعباً يحبها مثل الشعب المصري؟! وهل تظن أننا لن نقف معها ونساندها إذا واجهت أي مخاطر؟ نحن نحب الجزائريين، وهم يحبوننا، لا تتركوا الانفعال يطمس تلك الحقيقة الراسخة، حينما سألوا رابح ماجر، لاعب الجزائر القديم، ''من أحب الفنانين إليك؟'' قال: ''محمود ياسين وفاتن حمامة••''• مصر متغلغلة فى أعماق كل عربي وكل جزائري• وكل عربي وكل جزائري هو شقيق لنا، وجزء لا يتجزأ من كياننا•