أضحى الحكم البنيني، كوفي كودجيا، محل متابعة على شاكلة الأفلام البوليسية من طرف كل جزائري غيور على ألوان بلده، وهذا منذ أن أعلن نهاية المقابلة التي أدارها بين منتخبنا الوطني ونظيره المصري، والغريب في الأمر أن كودجيا لم يعد محل متابعة من الجزائريين وفقط، وإنما حتى من أبناء بلده البينين، وهو الأمر الذي جعل جريدة "الشباك" تحاول جاهدة ربط اتصال به قصد معرفة ولو جزء من خيوط المؤامرة التي دبرت ونحن نيام. هاتفه مغلق وكل محاولاتنا باءت بالفشل محاولة الاتصال بالحكم البينيني، كوفي كودجيا، دامت يومين كاملين، بحكم أننا تمكنا من معرفة رقم هاتفه النقال، لكننا ولسوء حظنا كنا نصطدم دائما بصوت خافت ناطق باللغة الفرنسية، يؤكد لنا أن الهاتف النقال إما مغلق أو أنه خارج مجال التغطية.. وبالرغم من ذلك إلا أن شغف قرائنا كان دافعا بالنسبة لنا من أجل البحث عن وسيلة أخرى تسمح لنا الوصول إلى بطل ملحمة بنغيلا وافتكاك ما يمكن افتكاكه على لسانه شخصيا... وبعد مجهودات مضنية تمكنا من الوصول لأحد أعز أصدقائه، وهو طوغولي الجنسية. جاوبي (صديقه): "آخر مرة تحدثت مع كوفي كانت قبل مقابلة مصر الجزائر.. وبعدها لا خبر" إصرارنا إلى الوصول لكوفي كودجيا، جعلنا نتّصل بأحد أعز أصدقائه، ويتعلق الأمر بشخص طوغولي الجنسية يدعى "جاوبي"، الذي حتى قبل أن نطرح عليه أي سؤال وجدناه في حيرة كبيرة، حيث كشف لنا أنه كان يتصل بكوفي كودجيا بانتظام وحتى عندما كان بأنغولا لم تنقطع الاتصالات بينهما، وآخر مرة تحدث إليه كانت سويعات فقط قبل مقابلة مصر الجزائر، لكن كودجيا ومباشرة عقب نهاية المقابلة اقفل هاتفه النقال ولم يتمكن "جاوبي" الاتصال به مرة ثانية. محدثنا لم يتوقف عند هذا الحد بل أضاف قائلا "في البداية كنت اعتقد أن الإشكال يكمن في الهاتف الذي كان يستعمله في أنغولا، لكن مدة الانقطاع طالت وحتى بعد عودته لبلده لم يشغل هاتفه هناك، وهو ما جعلنا- يضيف جاوبي - نقلق عليه كثيرا". اغيديسو كريسبين (حكم بينيني): "كوفي ظهر مرة واحدة في بلده بعد الكان" حتى وإن لم نصل إلى أي معلومة من خلال اتصالنا بأعز أصدقائه، إلا أننا لم نفشل وبحثنا على منفذ آخر قد يوصلنا اليه، فربطنا اتصالا بحكم دولي بينيني آخر، ويتعلق الأمر ب "اغيديسو كريسبين" الذي حدثنا وعلامات القلق بادية من نبرة صوته، حيث أكد لنا أن زميله كوفي كودجيا ومباشرة عقب نهاية مقابلة الجزائر أمام مصر، رفض تشغيل هاتفه النقال الذي كان يستعمله في أنغولا، وحتى عند عودته للبينين لم يشغل هاتفه ثانية. اختفى والجميع يسأل عنه أعرب الحكم البينيني كريسبين عن قلقه، إذ صرح لنا أنه جد قلق جراء اختفاء زميله كودجيا، وأضاف لما علمت بعودته إلى البلد حاولت مرارا الاتصال به عبر الهاتف ولما تعذر عليّ ذلك تيقنت أنه منحط معنويا، خاصة وأن المقابلة التي أدارها بين الجزائر ومصر صاحبتها عدة أقاويل وتعليقات، لذا قررت التنقل لبيته قصد الوقوف إلى جانبه والرفع من معنوياته. وأوضح كريسبين قطعت مسافة 60 كلم ولما وصلت لمقر سكناه كانت المفاجئة كبيرة لما أخبرني أحد الأصدقاء أن كوفي ظهر في اليوم الذي عاد فيه إلى بيته وبعدها اختفى كلية عن الأنظار. وعن إمكانية اختفائه بسبب حذف اسمه من قائمة الحكام المعنيين بكأس العالم، صرح لنا كريسبين أنه يعرف كودجيا جيدا وحذف اسمه من قائمة الحكام الأفارقة المعنيين بكأس العالم قد تؤثر في معنوياته كثيرا، خاصة وأنه شارك في مونديال 2002 بكوريا واليابان، وكذا في مونديال 2006 بألمانيا، ومشاركته في المونديال للمرة الثالثة على التوالي كانت تعني بالنسبة له الكثير، لكن محدثنا أضاف أن حذف اسمه من القائمة ليس السبب الوحيد، خاصة وأن كوفي كان منحط معنويا ولم يشغل هاتفه النقال أسبوعا كاملا قبل الإعلان عن قائمة الحكام المعنيين بكأس العالم. عضو من اتحادية البينين تنقل لبيته ولم يجده الشغل الشاغل للبينينيّين في الوقت الحالي يبقى كوفي كودجيا والمكان الذي يتواجد فيه، هذا ما صرح لنا به زميله وابن بلده الحكم الدولي كريسبين، الذي أكد لنا أن عضوا من الفيديرالية البينينية لكرة القدم تنقل خصيصا لبيت كودجيا قصد الاطمئنان عليه والرفع من معنوياته، لكنه تفاجأ هو الآخر عندما قيل له إنه غادر لوجهة مجهولة ويستحيل الاتصال به. غياب مفتعل أم عذاب الضمير إلى غاية كتابة هذه الأسطر ما زال كوفي كودجيا مختفيا عن الأنظار، واختفاؤه يطرح عدة علامات استفهام، والسؤال الذي يطرح وبإلحاح هو هل وراء تواري كودجيا أمور أرغمته على ذلك؟ أم أن عذاب الضمير هو الذي طارده؟ وما زال وسيبقى يطارده ما دام حيّا، لأن جميع من تابع مقابلة مصر الجزائر لاحظ أن ابن كوتونو لم تكن نيته صادقة في إدارة المقابلة بنزاهة، وهذا منذ إعطائه إشارة انطلاقته، وما الإنذار المجاني الذي منحه لحليش والذي كان منعرج اللقاء إلا دليل على ذلك فاذا كانت مصر قد احرزت اللقب والجزائر خرجت مرفوعة الراس فان كوفي كودجيا هو الوحيد الذي اصبح كالمجنون يتهرب حتى من ظله، وتبقى الساعات وربما الأيام القادمة هي الكفيلة بفك شفرة مكان تواجد كودجيا، و"الشباك" بدورها ستبقى تتابع لحظة بلحظة مغادرة الحكم لجحره وظهوره للعيان