إذا تحدثنا بطريقة علمية بحتة، فإن عضلات لاعبي المنتخب الجزائري، حملت أكثر من طاقتها، مما جعلها بعد أكثر من 18 شهرا من العمل عرضة إلى جل أنواع الإصابات، والتي تصيب في الأساس العضلات، وتجعل الساق عرضة لكل أنواع التمزقات والكدمات، سواء الأفقية، وفي قليل من الأحيان العرضية. وتعود الأسباب الأساسية لهذه الإصابات التي أصبح لاعبو الخضر عرضة لها، إلى كثرة المباريات التي شارك فيها نجوم الخضر، والبداية كانت بماراطون التصفيات، الذي امتد إلى غاية شهر جويلية من العام الماضي، قبل أن يدخلوا بعدها إلى تحضيرات بداية الموسم مع فرقهم، دون خضوعهم للراحة، وبالإضافة إلى كثافة المباريات مع فرقهم، شاركوا أيضا في التصفيات التأهيلية للمونديال، ومن بعدها دخلوا في منافسة قوية جدا في الكان الماضي، مما جعل العبء كبيرا على كل اللاعبين. كل اللاعبون مهددون بتمزق عضلي في أي لحظة ويبقى جل لاعبي الخضر المشاركون في هذا الماراطون الطويل من المنافسات، وخاصة الكان الماضي، مهددون بالتعرض إلى تمزق على مستوى عضلات الساق، مثلما حدث في وقت سابق مع العديد من اللاعبين، على غرار زياني وبوڤرة، وهي التمزقات التي كان لعامل عدم الانتظام في المنافسات الأثر البارز في تفاقمها، وسنحاول شرح إصابة كل لاعب من المنتخب الجزائري على حدى، ومن خلال ذلك سيتم استخلاص أن جل إصابات اللاعبين الجزائريين راجعة بالدرجة الأولى إلى تلف في العضلات، والتي لم تعد بمقدرتها التحمل أكثر من طاقتها. نذير بلحاج.. تلف جزئي في أوتار عضلة الساق "Muscles ischio-jambiers" يعاني النجم الجزائري نذير بلحاج، الذي تعرض إلى إصابة يوم الثلاثاء الماضي، إلى تلف على مستوى أوتار عضلة الساق، وهي الأوتار الرابطة بين الركبة والساق، تمكن الركبة من العمل بطريقة مرنة، وهي التي تمكن مقدمة الساق من العمل بطريقة منتظمة، وهذا النوع من الإصابات يحدث في كثير من الأحيان مع رياضيي ألعاب القوى، بالإضافة طبعا للاعبي كرة القدم، وهذا في حال القيام بحركة غير صحيحة، تؤدي إلى تلف كامل أو تلف جزئي لهذه الأوتار، وفي حال ما إذا كان تلفا جزئيا، فإن علاجها لا يتطلب التدخل بالجراحة، بل يكتفي اللاعب بالخضوع إلى عملية تأهيل عضوية، تتبعها عملية تأهيل كيميائية، وتتطلب مدة زمنية معينة، تكون على مستوى حجم الإصابة، فإن كان التلف بليغا فإن مدة العلاج قد تتعدى الشهرين، أما إن كانت جزئية فقط فإن مدة شهر قد تكون كافية من أجل العودة بشكل عادي، وهي نفس حالة اللاعب بلحاج، الذي ستتطلب عملية تأهيله حوالي شهر. حسان يبدة.. تمزق في الغضروف الداخلي للركبة "Déchirure du ménisque interne du genou" إصابة يبدة حسان، تبقى هي الأخرى إصابة متداولة بشكل كبير بين لاعبي كرة القدم، وهو التمزق أو التلف الذي يطال غضروف الركبة، وكان يبدة قد تعرض إلى نفس الإصابة في شهر نوفمبر الماضي، وبالضبط قبل مباراة الخضر أمام المنتخب المصري، وعادت الآلام مؤخرا للاعب، والتي أبعدته عن الميادين لأزيد من ثلاثة أسابيع. معالجة هذه الإصابة تتطلب في كثير من الأحيان التدخل عن طريق الجراحة، من أجل إزالة التلف الذي يطال الغضروف أو نزعه جزئيا، كما يمكن معالجته أيضا بشكل كيميائي، عن طريق أخذ بعض الأدوية الخاصة التي تساعد في التئام التمزق الذي ينال من الغضروف، كما أن هناك بعض الحلول الأخرى عن طريق إخضاع المصاب إلى جراحة عن طريق الليزر. بوڤرة.. تمزق في أعلى أوتار عضلة الفخذ "déchirure aux adducteurs" إصابة المدافع الجزائري، مجيد بوڤرة، على مستوى الأوتار العليا لعضلة الفخذ، تعتبر من أكثر الإصابات تداولا بالنسبة للاعبي كرة القدم خاصة، ولكن الشيء المميز في إصابة بوڤرة، والتي كانت لا تقتضي ابتعاده عن المنافسة لأكثر من أسبوعين، هي أن التمزق كان بشكل عرضي، مما جعل الأوتار الرابطة للعضلة تتعرض إلى تلف جزئي، وهو مطالب بالراحة وأخذ الأدوية اللازمة، بالإضافة إلى عملية تأهيل عضوية من أجل الشفاء بطريقة سريعة من إصابته، دون الحاجة للخضوع إلى الجراحة. زياني ومطمور.. تمزق في عضلة الفخذ déchirure du quadriceps" وسط ميدان فولسبورغ الألماني، كريم زياني، ومهاجم نادي منشغلادباخ، كريم مطمور، تبقى إصابتهما غير معقدة بشكل كبير، وهي راجعة بالأساس إلى كثافة العمل الذي كانا عرضة له، خاصة وأنهما شاركا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وخرجا من هذه المنافسة مثقلين للغاية، لذا فإنه كان من المؤكد تعرضهما لهذا النوع من الإصابات، وهو التمزق العضلي على مستوى عضلات الفخذ، والذي يتطلب مدة قصيرة للعودة، والدليل على ذلك عودتهما من جديد إلى المنافسة، ولكن يبقى الخطر في إمكانية عودة الإصابة من جديد. مغني.. أوتار الرضفة المتماثلة للركبة "du genou Tendon rotulien similaire" أخطر الإصابات ما بين لاعبي المنتخب الجزائري، هي الإصابة التي يعاني منها وسط ميدان لازيو روما الإيطالي، مراد مغني، والذي يعاني من إصابة معقدة للغاية، وعلاجها يتطلب فترة طويلة من الزمن حتى تلتئم من جديد، ونوعية إصابة اللاعب الجزائري هي عبارة عن تلف في أوتار الرضفة المتماثلة للركبة، تحدث كثيرا بعد الاحتكاكات القوية مع أي مصدر خارجي، وهذا ما كان مغني عرضة له لمّا كان ينشط في سوشو الفرنسي منذ ثلاثة مواسم، ولكنه لم يعالجها بالشكل المطلوب، مما جعل الإصابة تعود إليه من جديد، وبإمكان معالجتها بشكل نهائي عن طريق إجراء عملية جراحية، يقوم على إثرها بوضع دعامة خاصة داخل الرضفة، إن كانت الإصابة خطيرة جدا، كما يمكن القيام بعملية ترويض خاصة، تدوم حوالي 6 أشهر كاملة، وهي نفس حالة الدولي الجزائري مغني، والذي يخضع حاليا إلى عملية تأهيل سريعة من أجل عودته بسرعة إلى أجواء المنافسة من جديد.