الظاهر أن الناخب الجديد لتشكيلة النخبة الوطنية عبد الحق بن شيخة على علم بكل ما دار في محيط المنتخب الوطني في عهد المدرب المستقال رابح سعدان، وعلى دراية بكل المشاكل التي خلقها الشارع الرياضي والمحيط، حيث عملنا من مقربيه أنه مصمم على تنقية محيط الخضر من كل الجوانب، خاصة من الجانب تدخلات الأشخاص الذين ليس لديهم أي علاقة مع المنتخب، ومحاربة الشيء الذي لم يتمكن سعدان من محاربته في عهدته وفي المواسم الثلاثة التي قضاها على رأس العارضة الفنية في المرة الأخيرة، بالرغم من صعوبة المهمة التي تنتظر بن شيخة، إلا أنه يبدو واثقا من تحقيق هذه الجزء من المهمة وتنقية محيط الخضر من كل المتطفلين والمشاغبين والمتمردين في أقرب الآجال. العلاقات الشخصية ودخول أفراد العائلات إلى مقر التربصات ممنوع لاحقا ولعل النقطة الوحيدة والشرط الأول الذي طالب به بن شيخة من رئيس الاتحادية الوطنية محمد روراوة، مقابل توليه زمام أمور العارضة الفنية، هو عدم السماح لأي كان التدخل في عمله الفني، كما كان الحال مع الذين سبقوه الى هذا المنصب، ومنع كل الزيارات لعائلات أعضاء الاتحادية واللاعبين القدامى إلى مقر التربصات وإلى أماكن التدرب ومنع التقرب حتى من الفندق الذي سيقيم فيه الخضر من الآن فصاعدا، كان يقصد بذلك بدون وبطريقة غير مباشرة أبناء رجال أعمال ومسؤولو البلاد، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور تسمح بالاحتفاظ بتركيز عناصر تعداد النخبة في كل تربصاتها. لا يحق لأي كان المبيت في نفس فندق اللاعبين وأهم الظواهر الأولى التي سيحاربها الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة، في الأيام الأولى في منصبه هو منع أي كان الإقامة والمبيت في الفندق الذي سيقيم فيه الخضر من الآن فصاعدا، حتى وإن كان يتعلق الأمر بشخص قريب جدا من أحد اللاعبين أو أجنبي، كما أنه سيحرم العناصر من اصطحاب أفراد عائلاتهم إلى مكان التربصات وإلى مكان التدرب، وهذا بغية فرض انضباط تام داخل المجموعة والتحكم فيها كما يشاء ووفق النظام الداخلي للمنتخب، ويبدو أنه سيشترط فندقا فارغا من الحركة وخال من الزبائن والأشخاص . ممنوع على أي كان الجلوس في كرسي الاحتياط إذ كان الناخب السابق الشيخ رابح سعدان يسمح للمقربين منه ومن رئيس الاتحادية محمد روراوة، البقاء والجلوس على كرسي الاحتياط في اللقاءات الرسمية والودية، فإن الجنرال بن شيخة لا يتمتع بنفس الصفات، حيث لمح في حديثه الأولي إلى عدم السماح لأي كان ومهما كانت قرابته بالمنتخب بالجلوس على كرسي الاحتياط في كل الأوقات، باستثناء أعضاء طاقمه الفني ورئيس الاتحادية والسكرتير العام والمنتمي إلى الطاقم. عهد "حرس العتاد" يقدم النصائح للاعبين قد ولًى في وقت سابق، تعودنا على ظاهرة خطيرة جدا داخل المنتخب وداخل المجموعة، وهي أن حارس العتاد عادة ما يقترب من عناصر النخبة في العهود السابقة من أجل تقديهم النصائح للاعبين، في نفس الوقت لا يملك أي ثقافة في كرة القدم، وهي الظاهرة التي سيحاربها أيضا بن شيخة في عهدته الأولى ولن يسمح لأي كان التقرب من اللاعبين ما عدا أعضائه والمعنيون بالأمر.