عندما أعيد مشاهدة مباراة النهائي مع البايرن أتذكر جيّدا أنّي استمتعت بعد الهدف الثاني يُعد "أميرُ بيرنال"؛ واحدا من المهاجمين الذين ستحتفظ بهم ذاكرة المستديرة على الدوام، ليس فقط لأنه كان ولا يزال هدافا من الطراز الرفيع؛ بل لأنه لا يتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل الفريق. وفي حوار خص به موقع «FIFA. com»، أعرب ميليتو عن فرحته بتحقيق أهم أهداف مسيرته. مشيرا في الوقت ذاته إلى رغبته في العودة إلى سابق تألقه بعدما تراجعت لياقته البدنية بسبب الإجهاد. دييغو، كان الفوز على مازيمبي في نهائي كأس العالم للأندية «FIFA» بأبو ظبي أفضل طريقة لختم عام حافل بالنجاحات.. أليس كذلك؟ كان كأس العالم للأندية "FIFA" أحد أهم أهدافنا هذا الموسم، ونحن سعداء بتحقيق اللقب عن جدارة واستحقاق. المسابقة تعتبر غاية في الأهمية، إذ تمنح قيمة مضافة للألقاب المحققة سلفاً. في أمريكا الجنوبية يحظى كأس العالم للأندية بأهمية قُصوى ويُحضَّر له بشكل جيّد وفي مدة زمنية طويلة، وقد وقفت على هذه الحقيقة خلال احتفالي مع عائلتي بأعياد الميلاد ورأس السنة، بينما يتعامل معه الأوروبيون بشكل مختلف لأنه يأتي في منتصف الموسم. وعلى أية حال، فإن النسخة الأخيرة أظهرت مرة أخرى أن كرة القدم أصبحت رياضة كونية أكثر من أي وقت مضى، إذ بات علينا الآن أن نتوخى الحيطة والحذر من جميع المنافسين ومن جميع القارات. ولهذا فنحن فخورون بأن نحمل على قمصاننا شعار "FIFA" لأبطال العالم وسنعمل جاهدين للحفاظ على لقبنا في عام 2011 الذي بدأ للتو. في الأشهر الأخيرة، ظهرت عليك علامات التعب على المستوى البدني.. هل تدفع ثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها العام الماضي أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد صدفة؟ إنها أمور تحدث في مسيرة أي لاعب، لكنني سعيد بتمكنّي من العودة في الوقت المناسب للمشاركة في كأس العالم للأندية "FIFA"، ولو أنّي لم أكن في كامل لياقتي البدنية. وقد جاء هدفي في نصف النهائي أمام سيونجنام نتيجة لجهود كبيرة، والآن أصبحت جاهزا لخوض غمار النصف الثاني من الموسم بعد فترة راحة قصيرة، إذ سنلعب بنسق مرتفع عن السابق. في هذه الفترة، وقفت إدارة النادي وجماهيره إلى جانبي ولا يسعني إلا أن أكون ممتنا لهم.
ما هو الهدف الأعز إلى قلبك من بين الأهداف التي سجلتها الموسم الماضي؟ إن كل أهدافي عزيزة على قلبي بنفس الدرجة، لا شك أن هناك بعض الهداف التي تحظى بأهمية أكثر بالنسبة للفريق، لأنها كانت حاسمة في تحقيق هذا اللقب أو ذاك. أتذكر بكل فخر ذلك الهدف الذي سجلته في مرمى سيينا ومنحنا الفوز 1-0 في مباراة متكافئة، مما قادنا إلى الفوز بلقب الكالتشيو، إضافة إلى هدفي في نهائي كأس إيطاليا، وبطبيعة الحال الثنائية في نهائي دوري الأبطال بمدريد.
كيف عشت اللحظات الأخيرة من عمر مباراة بالغة الأهمية كموقعة نهائي دوري أبطال أوروبا والنتيجة تشير إلى 2-0 بفضل ثنائيتك.. أي الهدفان تطلب منك جهدا تقنيا أكبر؟ أعتقد أنّ الهدفين معا كانا يتميزان بالصعوبة، صحيح أنّ الثاني هو الذي منحنا بعض الإطمئنان على نتيجة الفوز ولذلك احتفلت به وأنا أشعر بتحرر كبير. لقد كانت لحظة رائعة عندما شعرنا باقتراب تحقق الحلم، وسيكون من الصعب نسيان تلك المشاعر ما حييت. فعندما أعيد سيناريو المباراة في ذهني، أتذكر أنّي استمتعت بكل أطوارها من البداية وحتى النهاية.
في السابق، كنت تلعب في أندية من المستوى المتوسط قبل أن تحقق إنجازات عالمية كبيرة وأنت في الواحدة والثلاثين من عمرك.. هل كنت قد فقدت كل الآمال في بلوغ مثل هذه النتائج الباهرة؟ لا، لأنّي تربَّيت على الإيمان بقدرتي على تطوير مهاراتي وبضرورة العمل اليومي المتواصل من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. من الصعب على المرء أحيانا أن يجد لنفسه مكانا يليق به، وهذا راجع لتكالب عدة أسباب وعوامل. أعرف العديد من اللاعبين الجيدين الذين لم ينجحوا في مسيرتهم ولم يكن الذنب ذنبهم دائماً. أنا سعيد باللعب في الأندية التي دافعت عن ألوانها خلال مسيرتي وأعتقد أنّي ساهمت دائما في تحقيق أهدافها وتطوير مستواها. صدقوني، إن اللعب من أجل الفريق يشكل أجمل شيء في مشواري.
من بين الأندية التي لعبت في صفوفها، لعل جنوى هو الذي برزت فيه بشكل واضح... أليس كذلك؟ صحيح، لقد شعرت بارتياح كبير وأنا ألعب في جنوى، حيث كانت تربطني علاقة جيدة جدا بالنادي؛ سأظل دائما ممتنا لهذا الفريق الذي كان أول محطة أوروبية في مسيرتي. فقد آمنوا بقدراتي وساعدوني في الإنتقال من الأرجنتين إلى إيطاليا. فبعد تجربة دامت سنة واحدة، بين 2004 و2005، عدت إلى صفوف الفريق في عام 2008، حيث سرعان ما انتابتني تلك المشاعر الجميلة التي كانت تميّز مغامرتي الأولى مع النادي. وبين التجربتين، كنت قد انتقلت للاحتراف في سرقسطة الإسباني، وأعتقد أنّي تركت هناك انطباعا جيّدا كذلك.
هل تجد إلهامك في أحد المهاجمين السابقين؟ كان إينزو فرانشيسكولي مثلي الأعلى خلال طفولتي، لكنني تأثرت كثيرا في السنوات الأخيرة بطريقة لعب اثنين من أساطير كرة القدم الأرجنتينية، واللذين حققا إنجازات باهرة في إيطاليا، وهما جابرييل باتيستوتا وهيرنان كريسبو. هذا الأخير لم يتوقف حتى الآن عن هز الشباك، فهو لاعب محترف من الطراز الرفيع. نقلا عن موقع الفيفا لمحة عن المهاجم ميليتو سيكون من الصعب على دييغو ميليتو أفريل عام 2010؛ الذي بلغ فيه قمة مستواه الكروي وعاش فيه أجمل لحظات ذكرياته على ملاعب الساحرة المستديرة. فقد ختم اسمه بالخط العريض في كل الإنجازات الخمس التي حققها مع إنترناسيونالي السنة الماضية، قبل أن يُتوج جهوده ونجاحاته شهر ماي بكسب مكانة في صفوف المنتخب الأرجنتيني المقبل حينها على خوض غمار كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 FIFA، رغم أنّ المغامرة مع كتيبة ألبيسليستي لم تُكلل بالنجاح المنشود في بلاد مانديلا. لكن الإخفاق المونديالي لا يمكن أن ينقص من إنجازات ميليتو في شيء، وهو الذي قاد الآنتر إلى تحقيق ثلاثية تاريخية تحت إمرة الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو، مسجلاً جميع الأهداف الأربعة التي صعدت بأبناء عاصمة لومبارديا إلى قمة المجد الإيطالي والأوروبي في مبارياتهم الحاسمة عند بلوغ الأمتار الأخيرة في كل مسابقة، علما أنّ ابن نادي راسينج أفالانيدا كان قد سجل ثلاثين هدفا بالتمام والكمال في جميع مسابقات الموسم الماضي. بلغ ميليتو الشباك في كل دور من أدوار دوري أبطال أوروبا، بدءً من هدفه المحوري في برد كييف القارس عندما كان التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب يبدو بعيد المنال، مرورا بثمن النهائي أمام تشيلسي ودور الثمانية أمام سيسكا موسكو وخلال موقعة المربع الذهبي أمام برشلونة، وصولا إلى الثنائية التاريخية في مرمى بايرن ميونيخ التي كانت مسك الختام في نهائي خالد بملعب "سانتياغو بيرنابيو"، قبل أن يعود ليبصم اسمه بأحرف من ذهب بمعانقة الشباك في كأس العالم للأندية "FIFA" التي استضافتها أبو ظبي نهاية العام المنصرم.