بعد مرور سنوات طويلة على اعتزال الجيل الذهبي للمنتخب الكولومبي
لكرة القدم والذي ترك بصمة رائعة له في التسعينيات من القرن الماضي، أعرب اللاعب الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا نجم "بورتو" البرتغالي، عن ثقته في أنّ بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية التي بدأ العد التنازلي لانطلاقتها بالأرجنتين ستكون نقطة انطلاق لجيل ذهبي جديد في منتخب بلاده.
كيف هي الأمور في المنتخب الكولومبي قل انطلاقة كوبا أمريكا؟ الأمور في المنتخب الكولومبي تسير على أحسن ما يرام ومعنويات جميع اللعين مرتفعة، وهو ما يبشر بالخير.
هل أنتم مستعدون لانطلاقة دورة الأرجنتين؟
بطبيعة الحال ولا شك في ذلك، نحن على أتم الاستعداد لخوض هذه المنافسة. إنّ كولوميا تسعى منذ فترة طويلة إلى العودة لنهائيات كأس العالم وأن تصبح من أكبر المنتخبات العالمية المتنافسة على الألقاب وسنسعى جاهدين لتحقيق ذلك.
ماذا تمثل لكم هذه الدورة؟
في الحقيقة المنتخب الكولومبي قد غاب عن منصات التتويج منذ سنوات عديدة، وبالنظر إلى الظروف التي يعرفها الجميع، لذلك ستكون كوبا أمريكا هذه المرّة من البطولات المهمة للغاية بالنسبة لنا وبوابتنا للعودة من جديد إلى التتويجات ولعب الأدوار الأولى في كل المنافسات الدولية. لكن المنتخب الكولومبي تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة؟
صحيح، إنّ المنتخب الكولومبي لم يحقق على مدار العقد الماضي ما يستحق ذكره على الصعيد الدولي، حيث شهد مستوى التشكيلة تراجعا واضحا مقارنة بما قدّمه الجيل الذي سبقنا أواخر الثمانينيات وفترة التسعنييات.. سنحاول تدارك الأمور من خلال دورة الأرجنتين.
برأيكم ما هي أسباب هذا التراجع؟
كما يعلم الجميع، مرّ المنتخب الكولومبي بفترة فراغ طويلة نوعا ما بعد نهاية الجيل السابق، حيث كنا بحاجة لبعض الوقت من أجل تكوين منتخب جديد وضمان الخليفة، كما أن سد الفراغ الذي تركه اعتزال جيل التسعينيات كان أمرا صعبا ومعقدا للغاية، لكن الفريق الحالي يبدو قادرا على ذلك، خاصة وأنه عمل كثيرا لتحسين مستواه الفردي والجماعي.
خلافة الجيل السابق سيكون مسؤولية كبيرة.. أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، فتشكيل فريق يضم العديد من اللاعبين أصحاب المستويات العالية في نفس الحقبة يكون أمرا صعبا للغاية، لكن الفريق الحالي يتمتع بهذا الأمر ويمكنه إنجاز أهم الأشياء إذا وصل لاعبوه لقمة مستواهم. صراحة نحن نريد تحقيق ذلك الحلم ونثق في قدرتنا على المنافسة والتتويج ببطولة كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين.
باعتقادكم هل يمكنكم تحقيق نفس إنجازات الجيل السابق؟
ولمَ لا، فلكل حقبة زمنية جيلها من اللاعبين، وفي السابق كان هناك لاعبون كبار مثل كارلوس فالديراما، فريدي رينكون وفاوستينو أسبريلا. حاليا لدينا جيلا جديدا للمنتخب الكولومبي ولاعبين موهوبين مثل فريدي جوارين وهوغو روداليغا، وهؤلاء اللاعبين لا يقلون شئنا عن الجيل السابق.
تبدو مقتنعا بقوة المنتخب الحالي؟
كيف تريدني أن لا أكون متفائلا، فنحن نملك لاعبين يتمتعون بمستويات رائعة، يتعيّن علينا فقط أن نجمع قوانا ونوحد هذه المستويات العالية لخدمة الفريق من أجل المنافسة بقوة على المراكز الأولى في البطولة القادمة. ستكون لكم الأفضلية بما أنه سبق لكم اللعب في الأرجنتين؟ صحيح، سأخوض هذه البطولة براحة تامة وكأني سألعب في بلدي، لأنّي بدأت مسيرتي الكروية الحقيقية في الأرجنتين من خلال اللعب في الدرجات الدنيا من الدوري الأرجنتيني قبل اللعب مع "ريفر بليت" في دوري الدرجة الأولى لمدة أربع سنوات، وهذا سيفيدني كثيرا.
ما هو شعوركم وأنتم تعودون مجددا لهذا البلد؟
صراحة ينتابني شعور غريب وأنا أستعد للعودة من جديد إلى الأرجنتين، لأنّي سأعود إلى المكان الذي نشأت فيه وارتبطت فيه بصداقات عديدة، وهو الأمر الذي سأستغله لقيادة بلادي إلى التتويج، كما أنها ستكون فرصة مواتية لزيارة أصدقائي، وبالتالي سأضرب عصفورين بحجر واحد وأنا سعيد جدا لذلك.
صراحة من هو المنتخب الذي ترشحونه للتتويج؟ أظنّ أنه لا يختلف اثنان في أن المنتخب الأرجنتيني بلا شك هو المرشح الأقوى لصدارة المجموعة، لأنه صاحب الأرض وسيكون مدعوما بأنصاره، وهذا عامل كفيل من أجل تحفيز عناصر هذا المنتخب ووضعها في خانة أكبر المرشحين للتتويج.
ألا تظنّون أن تواجد لاعب مثل ميسي سيقلب الموازين لصالحه؟
بطبيعة الحال وهذا الأمر لا يمكن أن ينكره أحد في العالم، فالمنتخب الأرجنتيني وبغض النظر عن كونه سيحظى بأفضلية عاملي الأرض والجمهور في هذه الدورة، فإنه سيدخلها بثوب المرشح لأنه يضم بين صفوفه ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم، فهذا الكعب أكد أنه قادر على صنع الفارق وتغيير مجرى المباريات بلقطة فنية واحدة فقط ولوحده.
البعض يقول إنّ تعطش الأرجنتينيين للتتويج قد يؤثر عليهم.. ما تعليقكم؟
ربما، فالأرجنتينيين سيعملون المستحيل من أجل التتويج نظرا لتعطشهم الكبير لاستعادة اللقب القاري الغائب عنهم منذ فترة طويلة للغاية، وهو الأمر الذي قد يجعلهم تحت ضغط شديد ومتخوفين من احتمال التعثر والفشل في مهمتهم من جديد وأمام أنصارهم، شيء قد تستغله بعض المنتخبات الأخرى التي ستلعب براحة تامة وقد تخلق المفاجأة.
وكيف ترون الدورة على العموم؟
وضع المنتخب الأرجنتيني في خانة أكبر المرشحين للتتويج لا يعني أنّ مهمتهم ستكون سهلة، لأن المنافسة ستكون في هذه المجموعة في غاية الصعوبة، خاصة وأنّ كل المنتخبات ستدخل الدورة بقوة.. شخصيا أترقب أن يكون الصراع شديدا.
وماذا عن حظوظ المنتخب الكولومبي؟
كما قلت لكم، هذه الدورة ستكون بوابتنا للعودة إلى منصة التألق والتتويجات، سنعمل المستحيل من أجل أداء دورة في المستوى وإعادة الاعتبار للكرة الكولومبية.
في الأخير ما يمكنكم قوله؟
أقول بأننا نمتلك الإمكانات العالية والمستوى الرائع للاعبين، وأقول إنّي أتوقع أن نظهر بشكل جيد في بطولة كوبا أمريكا وأن نعود إلى المستوى الذي عُرفنا به منذ سنوات.