بدأ جدل فني في بطولة كوبا أمريكا حول المستويات التي يقدمها أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ميسي في البطولة، خاصة بعد أدائه المخيب للآمال في المباراة الافتتاحية أمام بوليفيا وفشله في قيادة منتخب التانغو للفوز . وسادت بقوة مقولة إن ميسي ينجح مع برشلونة لكنه يفشل مع المنتخب، بدليل عدم تمكنه من تحقيق أي لقب مع المنتخب الأرجنتيني، فيما حصد كل الألقاب مع الفريق الكتالوني . وأصيب عشاق الساحرة المستديرة بخيبة أمل كبيرة بعد الأداء المخيب للأرجنتيني ليونيل ميسي مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية، ما حدا بالمشجعين إلى استذكار أبيات من الشعر والنظم على وزنها، إذ قال عشاق نادي ريال مدريد الإسباني على مواقع التواصل الاجتماعي: "ميسي أسد علي، وفي معارك التانغو نعامة "! ويبدو أن الألقاب التي رصّعت صدر نجم برشلونة لم تشفع له عند جماهير التانغو بل زادت الضغوط عليه، إذ أن ميسي المتوج بلقب أفضل لاعب في العالم على مدار العامين الماضيين وصاحب الإنجازات التاريخية للبارصا وفارسهم الأوحد، فشل في تحقيق أي بطولة مع منتخب بلاده أو الظهور بنفس المستوى الرائع الذي ظهر به في صفوف برشلونة على مدار السنوات القليلة الماضية .
تساؤلات حول مستوى ميسي دون إنيستا وتشافي
ويأتي أداء ميسي مع التانغو في كوبا أميركا ليؤكد ما يذهب إليه مراقبون، إلى أن سبب نجاح ميسي لا يتجاوز كونه فتى محظوظا ألقت به الأقدار أمام تشافي وإنيستا في فريق برشلونة. كما يؤكد أداء ميسي الهزيل توقعات سبقت البطولة، بأن ميسي ليس على قدر المسؤلية الملقاة على عاتقه ولن يكون ميسي برشلونة .
الجماهير الأرجنتينية تهاجم الفتى الذهبي بشدة
وحمّلت جماهير التانغو ميسي فشل الأرجنتين في تجاوز منتخبي بوليفيا وكولومبيا والتعادل معهما في أولى لقاءات الفريق في كوبا أمريكا، حيث بات الفريق مهددا بالخروج المبكر من البطولة التي تقام على أرضه ووسط جماهيره . وكان الفتي الذهبي لبرشلونة يمنّي النفس باستذكار مهاراته الرائعة وسحره الكروي ونقلها إلى البلد الذي نشأ فيه، وأن يقدم لمتابعي كوبا أمريكا هذا العام فاصلا كرويا ممتعا مثلما قدّم لعشاقه في إسبانيا، إلا أن شبح الخروج المخيب والمهين للفريق من نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد الهزيمة صفر/4 أمام ألمانيا في دور الثمانية، لازال يطارد فتى برشلونة الذهبي . وبات ميسي محل جدل دائم عند جماهير الأرجنتين بعد فشله المستمر مع "راقصي التانغو"، في تحقيق أي إنجاز كما هي الحال مع برشلونة. ولم يَسلم اللاعب من استهجان مدرب المنتخب الأرجنتيني سيرجيو باتيستا الذي وصف أداءه بغير المأمول، وذهب إلى أن مركز ميسي في الملعب بات محيّرا، خاصة أنه لم يقدم مستواه المعروف عنه .
هجوم عنيف من الصحافة الأرجنتينية "هذا ليس ميسي.. ومتى الانطلاقة؟ !"
واصلت الصحف الأرجنتينية هجومها على منتخبها "المتخم" بمجموعة من أفضل نجوم كرة القدم في العالم، بعد أن خيّب الآمال حاصداً التعادل الثاني على التوالي في بطولة كوبا أميركا. وما يزيد من مرارة الشعور بالتعثر أن البطولة تقام في الأرجنتين وسط حضور جماهيري قوي يدعم منتخب التانغو، إلا أن الأداء ليس على مستوى الطموحات حتى الآن . وتسببت صدمة التعادل السلبي مع كولومبيا في غضب عارم من الصحافة، حيث قالت صحيفة "أوليه" إن الأداء الفقير للمنتخب والنتيجة السيئة تسببا في غضب الجماهير، التي أطلقت صيحات الاستهجان وصافرات الغضب ضد اللاعبين، مما يعقّد الأمور أكثر فأكثر على مستوى الثقة بالنفس. وأشارت الصحيفة إلى أن المباراة الأخيرة أمام كوستاريكا أصبحت حياة أو موتاً، فلا بديل للتانغو عن الفوز بها إذا كان حقاً يرغب في التأهل ومواصلة المشوار . وفي مكان آخر عنونت الصحيفة: "هذا ليس ميسي!. وأضافت: "ميسي ليس هو اللاعب الذي نعرفه يصول ويجول مع البارصا. وللمباراة الثانية على التوالي لم يظهر بمستواه الحقيقي. وحالة اللاعب يمكن تلخيصها في الركلة الحرة المباشرة التي سددها بطريقة سيئة بعيداً عن المرمى، حتى والده وعائلته التي تواجدت في المدرجات لا تعرف ماذا أصاب ميسي، فقد بدا اللاعب مرهقاً، ولم يتمكن طوال 90 دقيقة من تقديم أي لمحة فنية عدا تمريرة خطيرة وضعت لافيتزي في مواجهة المرمى الكولومبي، إلا أنه لم يتمكن من التسجيل رغم سهولة الفرصة ". المشكل في مركزه وباتيستا يمنحه دور إغلاق اللعب نقلت صحيفة سبورت الكاتالونية تصريحات عن مدرب المنتخب الأرجنتيني باتيستا، بأن ميسي يقوم بدور جيد في التشكيلة، وهي إغلاق المساحات الواسعة أثناء اللعب. هذا الدفاع "الغريب" من مدرب التانغو عن لاعبه الأفضل في العالم ليو ميسي، لا يبدو إلا وسيلة لتخليص نفسه من الانتقادات التي توجَّه إليه من اليوم الأول لبطولة كوبا أميركا بعد التعادل المخيب لمستضيف البطولة مع فنزويلا بهدف لهدف. لا أحد ينكر أن أداء ميسي مع برشلونة مختلف تماماً عن أدائه في المنتخب، لكن ذلك ليس ذنب الفتى الأرجنتيني، فكرة القدم لعبة جماعية وليست فريدة، وميسي في برشلونة ما كان ليفعل شيئاً دون تشافي وإنيستا وبيدرو وبويول وبيكيه، كل منظومة برشلونة الحديدية. تلك الأجواء مفقودة في المنتخب الأرجنتيني رغم احتوائه على أفضل لاعبي العالم، فبالإضافة إلى ميسي هناك أغويرو ودي ماريا وهغواين وكامبياسو وميليتو وتيفيز، وسَمِّ من شئت من النجوم الذين يصولون ويجولون في ملاعب أوروبا. فالمشكلة في المنتخب الأرجنتيني هي في المدرب الذي لا يستفيد من مهارات لاعبيه وقدراتهم في أرضية الملعب، فمن يطلب من لاعب مثل ميسي أن يغلق المساحات فهو، بالتأكيد، لم يستوعب بعد الدور الذي يمكن أن يقوم به الفتى الذهبي على أرض الملعب. فلاعب برشلونة يخلق المساحات ويفتحها ولا يغلقها، ويناور ويحاور بالكرة وبدونها حتى يصل إلى شباك الخصم، أو يساعد في الوصول إليها، وأهدافه ال53 في الموسم الماضي مع برشلونة، وتمريراته الحاسمة خير دليل على ذلك. الأصوات المدافعة عنه تتعالى باتيستا (مدرب الأرجنتين): "لا نطلب من ميسي أداء برشلونة" ودافع مدرب المنتخب باتيستا عن لاعبه ليو ميسي وعن أدائه في برشلونة، قال: "لم نطلب من ميسي نفس الأداء، بل أن يعمل مع رفاقه على دعم المنتخب وإسعاد الجماهير". وبعد سؤاله عن طريقة لعب برشلونة الإسباني، الذي يلعب ميسي في صفوفه أجاب: "يعجبني، لكن هذا الأمر لا يعني أن المنتخب سوف يفعل نفس الشيء؛ لدينا لاعبون يتمتعون بالخبرة الكافية لتقديم هذا الشكل من كرة القدم، ولكن هذا الأمر يتطلب الكثير من الوقت". ماريو يبيس (المدافع الكولمبي): "ميسي لا يمكنه تقديم نفس الأداء في المنتخب والنادي" من جهته قال مدافع منتخب كولومبيا ماريو يبيس، إنه حينما يرى نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي يلعب مع راقصي التانغو، لا يشعر أنه نفس اللاعب الذي يتألق مع برشلونة. وصرح يبيس لإذاعة (لاريد): "موهبة ميسي لا يمكن المجادلة فيها بعد كل ما فعله مع برشلونة، ولكن من الصعب أن يقدّم نفس الأداء هنا". وأضاف اللاعب: "الأمر أنه في برشلونة منذ فترة كبيرة، وأصدقاؤه داخل الملعب هم أنفسهم أصدقاؤه خارجه". أغويرو: "ميسي لا يمكنه القيام بدور 11 لاعبا!"
ودافع اللاعب الأرجنتيني سيرخيو أغويرو عن ميسي وقال: "ميسي حصل على جائزة الكرة الذهبية مرتين". وتمنى مهاجم نادي أتلتيكو مدريد الإسباني "أن يتمكن ميسي من الفوز هذا العام بجائزة الكرة الذهبية للعام الثالث على التوالي". كما أكد أغويرو أن مواطنه "مطمئن" رغم الضغوط التي يتعرض لها في كل مرة يشارك فيها مع المنتخب الأرجنتيني، فضلا عن الانتقادات التي وُجهت له بعد تعادل راقصي التانغو في مباراة افتتاح بطولة كوبا أمريكا أمام بوليفيا بهدف لكل فريق، وقال: "الجماهير تريد منه القيام بكل شيء من أجل الفوز بالمباريات، لكننا 11 لاعبا في الملعب. ليو قام بكل ما في وسعه كي نفوز على بوليفيا ولم نتمكن من ذلك". غرندونا (رئيس الاتحاد الأرجنتيني): "العيب في زملائه والكرة لا تصل إليه" دافع خوليو غرندونا رئيس الاتحاد الأرجنتينى، عن أداء ليونيل ميسي نجم الفريق، واتهم زملاءه فى المنتخب بأنهم السبب وراء تواضع أداء اللاعب مع الفريق. وقال غروندونا فى تصريحات أبرزتها وكالة الأنباء الألمانية: "ميسى لا يلعب بشكل سيئ أبداً، بل الذين من حوله" وأضاف: "انظروا لرعونة الآخرين فى الملعب وستعرفون سبب ظهور أفضل لاعب فى العالم بهذا الشكل الباهت". وتابع: "الكرة لا تصل إليه، ولذلك كان عليه العودة للحصول عليها، وهذا ليس ذنبه ولكنه ذنب عشرة لاعبين آخرين". وتتفق آراء رئيس الاتحاد الأرجنتينى مع ما قاله الظهير البرازيلى دانيال ألفيس زميل ميسي فى البارصا، والذى قال إن ميسي لا يظهر بكامل مستواه بسبب زملائه.