في عملية عسكرية هي الأكبر من نوعها منذ منتصف التسعينات، قضت قوات الجيش الوطني الشعبي مدعومة بعناصر الحرس البلدي ورجال الدفاع الذاتي على 06 إرهابيين بمنطقة زقار وبالضبط بجبل بورقاش وذلك مساء أول أمس، بداية من السادسة والنصف مساء. وحسب مصادر أمنية وأخرى محلية، فإن البداية كانت باشتباك مسلح بين إرهابيين كانا على مقربة من إحدى الكازمات، حيث أردت قوات الجيش أحدهما قتيلا وهو المدعو بولسنان ياسين ويبلغ 20 سنة من العمر وهو من قرية بودوخة ببلدية عين قشرة، كان قد التحق بصفوف الجماعات الإرهابية منذ حوالي 09 أشهر. في حين تمّ إلقاء القبض على إرهابي آخر وهو المدعو بصبيعة حسين وهو من قرية بودوخة كذلك. قوات الجيش وبناء على معلومات أدلى بها الإرهابي المقبوض عليه أقدمت على قنبلة المنطقة التي توجد فيها الكازمة بواسطة 04 طائرات مروحية، حيث قضت خلالها على 05 إرهابين آخرين لم يتم التعرّف على هوياتهم بسبب تفحّم جثثهم من جرّاء القصف الجوي. وقد استرجعت قوات الجيش سلاحين من نوع كلاشينكوف وهاتفين نقالين ومجموعة من الوثائق الخاصة بالجماعة الإرهابية التي ينتمي أفرادها إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد استمرت قوات الجيش طيلة نهار أمس في قصف جبل بورقاش بواسطة الطائرات المروحية، حيث يحتمل أن تكون هناك مجموعة إرهابية مختبئة بإحدى الكازمات، قبل فسح المجال لمشاة الجيش بالتوغل في المنطقة المعروفة بغاباتها الكثيفة بحثا عن جثث أخرى محتمل العثور عليها. وبهذه العملية تكون الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالمنطقة قد تلقت ضربة قاصمة بعد تلك التي تلقتها على فترات، حيث فقدت منذ حوالي 03 أشهر 10 إرهابيين بولاية سكيكدة. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الجماعة تعيش في الوقت الحالي ظروفا صعبة نتيجة نقص المواد الغذائية والأدوية بعد تضعضع شبكات الدعم والإسناد التي كانت تكفل لها الإمداد بالمواد الغذائية والدواء والمعلومات، حيث تمّ تفكيك العديد منها مؤخرا، الشيء الذي دعا بأفراد المجموعة الإرهابية إلى قضاء أغراضهم بأنفسهم، حيث نزل منذ 10 أيام، 03 إرهابيين إلى قرية الشرايع بتمالوس لشراء السميد من المتاجر قبل أن يلوذوا بالفرار دون أن يتفطن لهم أحد. كما قاموا قبل يومين باقتحام صيدلية ببلدية الزيتونة وأخذوا منها كميات كبيرة من الدواء. وأشارت هذه المصادر إلى أن المجموعة التي قضت عليها أمس قوات الجيش بمنطقة زقار، كان يتردّد أفرادها منذ مدة على سكان القرية بحثا عن المؤونة. أ. وائل