ساعتان كانتا كافيتين ليأتي الحريق المهول الذي شب بأحد مراقد مركز الطفولة المسعفة بمدينة تنس ولاية الشلف على أربعة عجزة أغلبهم تجاوز العقد السابع من العمر، فيما تم اجلاء أربعة آخرين من الإصابة بالحريق بفضل تدخل الحارس وعون الأمن التابعين لذات المركز. فحسب شهود عيان إلتقتهم الشروق اليومي من عين المكان فإن المشهد كان مرعبا ومليئا بالذعر لما إلتهمت ألسنة النيران كل غرف المرقد بعد ما سقط أحد الأغطية "بطانية" على مدفأة كهربائية كانت موضوعة لتسخين إحدى غرف المرقد وانتشرت ألسنة اللهيب بسرعة إلى باقي جوانب المرقد المبني من البناء الجاهز، وقد راح ضحية هذا الحريق أربعة عجزة ويتعلق الأمر برجل واحد "ب.ع" 71 سنة وثلاث نساء "أ.خ" 75 سنة، و"ف.ث" 70 سنة و"أ.س" 78 سنة كانوا كلهم معاقون ولا يقدرون على الهروب وسقطوا جثثا مفحمة حولوا فيما بعد إلى المستشفى الذي يبعد بنحو 50 مترا من مركز الطفولة المسعفة. من جهة أخرى لم تتمكن فرقة الشروق من الإتصال بالجرحى الذين حولوا على جناح السرعة لدار العجزة بمقر مدينة الشلف، كون إصاباتهم لم تكن خطيرة لدرجة تستدعي مكوثهم بالمستشفى المجاور. وتجدر الاشارة أن هؤلاء العجزة المقدر عددهم بثمانية شيوخ، ثلاثة رجال وخمس نساء كانوا يقيمون بأحد أجنحة المستشفى القديم بوسط مدينة تنس ولاعتبارات تتعلق بالترميم وإعادة بناء مصلحتين بذات المستشفى منها مصلحة خاصة بالأمراض الصدرية وأخرى بمركز تصفية الدم تم تحويل هؤلاء العجزة إلى مركز الطفولة المسعفة بأعالي تنس، كونه هادئا ومريحا، لكن طبيعته من البناء الجاهز حالت دون بقاء بعض هؤلاء العجزة على قيد الحياة بالرغم يقول أحد العمال الذي تحدث إلى الشروق من تكثيف العناية بهم ولم يحتاجوا يوما إلى بعض الحاجيات، لكن وفي غفلة من الممرضة والحراس شب الحريق وحصل الذي حصل. من جانب آخر أشارت بعض المصادر أن ضحايا الحريق هم كلهم من نواحي مدينة تنس ولم يقبلوا تحويلهم الى مركز دار العجزة بمقر مدينة تنس وهذا لتمكين عائلاتهم من التردد عليهم وزيارتهم يوميا هذا وقد ووري هؤلاء الشيوخ الذين تفحمت جثتهم بفعل كثافة ألسنة اللهب التراب في مقبرة ستار بتنس بحضور مئات المواطنين الذين عبر بعضهم عن بشاعة الحادث الغريب الذي فتحت مصالح الأمن تحقيقا إبتدائيا حوله، فيما ذهبت مصادر أخرى إلى إعتبار أن الفعل ناتج عن الإهمال المتسبب الذي تعامل به هذه الفئة المعوقة بسبب عملية التحويل التي طالتهم في الوقت الذي كانوا يقيمون في جناح لائق ومريح بمستشفى تنس القديم بوسط المدينة، علما بأن مركز الطفولة المسعفة خاص بفئة الأطفال دون أوليائهم والبالغ عددهم نحو 64 فردا يؤطرهم 42 عاملا في مراقد ومباني مشيدة من البناء الجاهز الآيل للاحتراق وفي أي لحظة، هذا وأكدت بعض اطارات المركز أنه حان الآوان لإعادة بناء هذا المركز حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث الأليمة. وتجدر الإشارة أن المرقد تم إحتراقه عن آخره وبقيت وسطه أربعة كراسي مفحمة كان يستعملها الضحايا في تنقلاتهم داخل المرقد. محمد قوميري