أكد الطبيب الشرعي الأردني الدكتور عيسى سليمان أن عملية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين لو تمت بالطريقة المعتادة، لما ظهر عليها أية جروح أو حتى قطرة دم واحدة.. وقال الدكتور في تصريحات صحفية نشرتها الصحف الأردنية "إن عملية الشنق تظهر حول رقبته، ما عدا الخلف، حيث مكان عقدة حبل المشنقة أين يظهر أخدودا جراء شد الحبل عليها". وقال إن جميع مشاهداته لعمليات الشنق بحكم عمله كطبيب شرعي تظهر أنه مع سقوط الجسد وفق الجاذبية الأرضية تتحرك عظمة الأطلس الملاصقة للجمجمة، فتضرب النخاع الشوكي عند هذه النقطة تماما، فيؤدي إلى شلل تام في الأطراف الأربعة ثم يدخل الشخص في غيبوبة، يتبعها شلل في الجهاز التنفسي الموجود في جذع الدماغ، وبالتالي إلى الموت خلال فترة زمنية تتراوح بين 10 إلى 14 دقيقة. وفي هذه الحالة لن تظهر أية دماء على الجثة، متسائلا من أين ستخرج؟ وأضاف الطريقة التي أعدم بها الرئيس صدام حسين تختلف تماما، عن عمليات الشنق المعتادة لدينا، خصوصا وأن عقدة حبل المشنقة وضعت إلى الجنب، وهو أمر غير متعارف عليه في عمليات الشنق. وأكد "د. سليمان" أن "الجرح الغائر" و"الكدمات" التي ظهرت على وجه الرئيس صدام حسين ليس سببه عملية الشنق وإنما بسبب شيء آخر وقع له، مشيرا إلى أن جسد الرئيس صدام ظهرت فيه آثار دماء وآثار سجحات لم تسببها عملية الإعدام، مؤكدا أنه لم ير في جميع تجاربه المهنية حالة خرجت منها الدماء بعد أو أثناء الإعدام. وردا على سؤال فيما إذا من الممكن أن تخرج الدماء من جثة الميت بعد موته مباشرة، قال بمجرد توقف القلب عن العمل، فإن الدماء تستقر في الجسد، فالمضخات التي كانت تخرج الدماء إلى الخارج تتوقف.. فمن الذي سيخرجها؟؟ وقال: في الحالات العادية يبقى الجسد بعد الإعدام معلقا مدة كافية، بحيث تتركز الدماء وبفعل الجاذبية الأرضية في الطرفين السفليين. إلى ذلك ذكرت جريدة "الأسبوع المصرية" الأسبوعية المستقلة نقلا عن مصادر مقربة من عائلة صدام حسين أن وفد العائلة الذي تسلم جثمان الرئيس الشهيد من أمام مبنى مجلس الوزراء العراقي، بعد اغتيال الرئيس وشنقه، اكتشف وجود جروح غائرة وطعنات بسكين في جسد ورقبة الرئيس صدام. وقالت المصادر إن ذلك هو سبب الدماء التي وجدت على جسد الرئيس وفي رقبته.. وأضافت أن معلومات وصلت إلى العائلة أكدت أن أعضاء الميليشيات الطائفية الذين عهد إليهم باغتيال الرئيس وإعدامه قاموا بالرقص على جثمانه بأحذيتهم الثقيلة وظلوا يركلون الجثمان وهم في حالة من البهجة والفرح، حيث كانوا يهتفون بأسماء مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم والجعفري والمالكي. وأشارت المصادر إلى أن تحذيرات صدرت من الأمريكيين ومن قيادات وزارة الداخلية العراقية حذرت فيها أفراد العائلة من الإدلاء بأية معلومات تفيد بما حدث للرئيس صدام حسين.. وقالت الجريدة إن أزمة حدثت بين الوفد الذي تسلم الجثمان وعناصر من حكومة المالكي، حيث طلب الوفد الكشف على الجثمان، غير أن المالكي رفض هذا المطلب أثناء تسليمهم الجثمان الذي كان قد جرى تكفينه. وتشير المصادر إلى أنه وبمجرد أن كشف الوفد عن الجثمان بعد اصطحابه إلى قرية العوجة بتكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي, حتى فوجئوا داخل المقبرة بعملية الذبح والطعنات التي سددت إلى جثمان صدام. القسم الدولي/ الوكالات