أفضت مداولات المجلس التأديبي للمجلس الوطني للقضاء إلى النتائج التي أعلن عنها أمس، وتم بموجبها فصل 6 قضاة بصفة نهائية، إحالة 2 على التقاعد، توبيخ 3 آخرين، بينما تمت تنزيل 3 آخرين في الرتب، أما 3 من بين 17 حالة التي نظر فيها المجلس في دورته الحالية فقد استفادوا من البراءة.. وحسب عضو من المجلس التأديبي فإن المداولات دامت 10 أيام كاملة اشتغل فيها المجلس بكامل أعضائه من الساعة التاسعة صباحا إلى التاسعة ليلا، نظرا لحساسية الملفات. وكان القضاة ال 17 الذين فصل في ملفاتهم متابعين ب "الخطأ المهني الجسيم.. منه خرق واجب التحفظ" وفي تعليقه على الموضوع رفض نقيب القضاة جمال العيدوني ما كتبته الصحافة في الموضوع بأن القضاة موضوع المتابعات من المجلس قد تلقوا رشاوى "إنما مروا بمجلس التأديب لارتكابهم أخطاء مهنية وإخلالهم بواجب التحفظ، ولو كانوا متابعين بالرشوة أو ما يماثلها لكانت ملفاهم لدى القضاء الجزائي"، علما أن هؤلاء القضاة لا يمثلون إلا نسبة بسيطة من عدد القضاة الممارسين والذين يبلغ عددهم 3225 قاض منهم حوالي 35 بالمائة نساء، حسب النقيب. وقد طالت عقوبات التأديب النساء القاضيات أيضا، فمن بين 17 ملفا التي نظر فيها المجلس، 5 منها لقاضيات.. وذكّر نقيب القضاة أمس في أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني لنقابة القضاة بالكم الهائل من الشكاوى التي أصبحت تتهاطل على الإدارة من المواطنين ضد القضاة، مما يجعلهم عرضة للتحقيق من قبل المفتشية. وفي هذا الصدد رفع مطلب القضاة بضرورة عودة الإدارة على الشاكي بدعوى قضائية للوشاية والشكاوى الكاذبة في حالة ما أفضى التحقيق في حق القاضي إلى نتائج سلبية. وقد حصلت متابعات فعلا ضد مواطنين بتهمة الوشاية بالقضاة وكانت وزارة العدل هي الطرف المدني، حسب النقيب كما طالب القضاة بحقهم في الاستفادة من قرينة البراءة حتى تثبت الإدانة، عندما يكون القاضي محل إجراء تأديبي، ولا يوقف مساره المهني ببقاء سريان الترقية إلى أن تثبت التهمة ضد القاضي، لأن هذه المسألة أفسدت كثيرا من المسارات المهنية لقضاة ثبتت فيما بعد براءتهم. كما طالبوا بتبليغ قرارات حفظ التحقيق في حق القضاة عندما لا تثبت قرائن ضدهم. ومن بين أهم المشاكل المهنية التي رفعها المكتب الوطني للنقابة، ضرورة إجراء حركة القضاة في أوانها، ومسألة الاستفادة من التكوين في الخارج، بالإضافة إلى تخفيض مدة الخدمة الفعلية للقضاة من 25 إلى 20 سنة للاستفادة من التقاعد. غنية قمراوي: [email protected]
