أقر القادة الأوروبيون في قمتهم ببروكسل مشروع الاتحاد من أجل البحر المتوسط الذي قدمته فرنسا، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والدول في جنوب المتوسط. وقال رئيس الوزراء السلوفيني جانيز جانسا -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي- إن المشروع حصل على دعم كبير من مجلس رؤساء الدول والحكومات ال27 المجتمعين في بروكسل مساء الخميس. وأشار إلى أنه سيجري العمل على المشروع ابتداء من الآن في مختلف المؤسسات الأوروبية "كي يبصر النور". وقد أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن سروره بموافقة الدول الأوروبية على المشروع المتعلق بالاتحاد المتوسطي. وقال في مؤتمر صحفي الخميس إن القادة الأوروبيين سيتخذون الجمعة قرارا رسميا بتحويل عملية برشلونة إلى اتحاد من أجل المتوسط. وقد اضطر الرئيس الفرنسي إلى خفض طموحاته الأسبوع الماضي للحصول على دعم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالموافقة على انضمام دول غير مطلة على البحر الأبيض المتوسط بشكل كامل إلى المبادرة. وينص المشروع على إطلاق تسمية "الاتحاد من أجل المتوسط" على "عملية برشلونة" أو "يوروميد"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي عام 1995 لإقامة شراكة مع جيرانه الدول الواقعة في جنوب المتوسط. يشار إلى أن فرنسا تخطط حاليا لإطلاق الاتحاد المتوسطي بحلول 13 جويلية المقبل خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي للدورة القادمة. وفي موضوع آخر اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على وضع قيود أشد على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري وتحديد أهداف ملزمة للطاقة الصديقة للبيئة لمكافحة التغير المناخي في غضون عام. وِأشارت الرئاسة السلوفينية للاتحاد إلى أن القادة دعموا الاقتراح المقدم من المفوضية الأوروبية -وهي الهيئة التنفيذية في الاتحاد- بخفض انبعاثات الدول الأعضاء من ثاني أكسيد الكربون بنحو 20% على الأقل من مستويات عام 1990. واتفق القادة على تحرير سوق الطاقة في بلادهم في جويلية القادم، وتبني مجموعة من إجراءات الطاقة والتغير المناخي في ديسمبر المقبل، والتوصل إلى اتفاق مع البرلمان الأوروبي بحلول مارس 2009.