اعتبر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن الثقة في الأممالمتحدة "اهتزت" بعد استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" لمنع تبني قرار يدين سوريا، في كلمة بثها التلفزيون الحكومي الجمعة. وقال العاهل السعودي إنه "مع الأسف الذي صار في الأممالمتحدة في اعتقادي هذه بادرة غير محمودة أبدا"، مضيفا "كنا وكنتم نعتز بالأممالمتحدة التي تجمع ولا تفرق، تنصف ولا نأمل منها إلا كل خير، لكن الحادثة لا تبشر بخير، لأن ثقة العالم في الأممالمتحدة اهتزت"، وهذا بعد الفيتو الذي استخدمته كلا من روسيا والصين لمنع تبني مشروع قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي. ويأتي هذا الموقف في وقت استبعدت فيه الدول الغربية "تماما" أي تدخل عسكري على الطريقة الليبية في هذا البلد، لأن المخاطر الناجمة عن تدخل من هذا النوع في بلد شديد التسلح ومدعوم من حلفاء أقوياء تبقى كبيرة جدا، ومن واشنطن إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل مرورا بباريس ولندن وغيرها من العواصمالغربية، تزداد اللهجة حدة يوما بعد يوم ضد نظام الرئيس بشار الأسد، من دون أن تكون هناك أي إشارة إلى خطوة تصعيدية إضافية على الأرض ضده، حيث كرر الأمين العام للحلف الأطلسي اندرز فوغ راسموسن مرارا أمام الصحافيين موقف الحلف من الوضع في سوريا، وقال في أحد تصريحاته الأخيرة بهذا الصدد "دعوني أكون واضحا جدا، لا نية للحلف الأطلسي على الإطلاق بالتدخل في سوريا"، من جهتها أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتصريحات مشابهة رغم الدعوات الصادرة عن معارضين سوريين وعن أعضاء في الكونغرس بدعم المعارضين عسكريا لمواجهة نظام الأسد، وأكدت الدول الأوروبية التي كانت سباقة إلى إرسال قوات عسكرية للمشاركة في قصف قوات معمر القذافي في ليبيا، أنها ستعتمد خيار تشديد العقوبات الاقتصادية لدفع نظام الأسد إلى التراجع أو التنحي، وهي لا تلجأ إلى أي تلميح إلى إمكانية حصول عملية مشابهة لتلك التي حصلت في ليبيا. كما قال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في بروكسل "إن من أهم المشاكل السياسية الفعلية التي تواجهنا هي التحفظ الشديد الذي تواجه به أي إشارة إلى السابقة الليبية" من قبل دول عدة، مضيفا "في الوقت الحاضر نحاول تجنب أي إشارة إلى الحلف الاطلسي"، وأضاف أن أي إشارة إلى دور ما للحلف الاطلسي في سوريا لا يمكن إلا أن تزيد من حساسية روسيا التي لا تنفك تكرر أن التدخل العسكري في ليبيا تجاوز ما كان محددا له في قرارات مجلس الأمن، حيث أن المطلوب كان حماية المدنيين وليس العمل على إسقاط نظام القذافي"، ويضيف هذا الدبلوماسي الاوروبي أنه حتى فكرة إقامة منطقة حظر جوي ليست واردة "في الوقت الحاضر"، وهي بالتالي لم ترد في مشروع القرار الذي قدمته الدول العربية مع دول غربية إلى مجلس الأمن وقوبل بفيتو مزدوج روسي صيني.