لقي الجمعة الدكتور إبراهيم الفقي، خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية، ورئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية، وشقيقته، وكذلك الخادمة مصرعهم مختنقين إثر اندلاع حريق هائل بالشقة التي يقيم بها، وتناقلت أمس معظم الوكالات والمواقع الإلكترونية نبأ وفاة واحد من رواد التنمية البشرية بالعالم العربي. تفاصيل الحادث المأساوي وقع أمس الجمعة بعد تلقي إدارة الدفاع المدني بالقاهرة، بلاغا باندلاع حريق هائل في العقار رقم 31 بشارع عبد الله بن طه من شارع أبو داوود من شارع مكرم عبيد بمدينة نصر. وقد نشب الحريق في مركز الدكتور إبراهيم الفقي البالغ من العمر 62 عاما، للطب النفسي بالطابق الثالث وامتد لباقي أدوار العقار الذي يمتلكه الفقي ويقيم به، مما أدى إلى وفاته وشقيقته فوقية محمد الفقي والتي تبلغ من العمر 72 عاماً، ومربية الأطفال التي كانت تقيم معهم وتدعى نوال وتبلغ من العمر 72 عاماً. وبفحص الشقة، تم العثور على جثة الدكتور الشهير وشقيقته "فوقية"، والخادمة الخاصة بهما "نوال" متوفين. ويعتبر ابراهيم الفقي واحد من علماء ومدربي التنمية البشرية وقد خطا على خطاه عدد كبير من المدربين في العالم العربي، وكان له الفضل في تأسيس وفتح أولى مدارس ومراكز للتنمية البشرية بالجزائر. وأشار التقرير الأولى للمعمل الجنائى فى حادث وفاة الدكتور إبراهيم الفقى وشقيقته والخادمة إلى أن سبب الحريق تماس كهربائي، حيث تبين أن عددا من الوفيات كانت موقدة قبل نوم الضحايا الثلاث، وحدث تماس كهربائى مما تسبب فى اشتعال النيران بالعقار وانتشرت ألسنة اللهب بشكل كبير وتصاعد الأدخنة مما أصابهم بحالة اختناق ولم يتمكنوا من الخروج من المنزل.
من هو إبراهيم الفقي؟ بدأ حياته في غسل الصحون ومات وفي حوزته 23 دبلوما وشهادة هو أشهر خبراء التنمية البشرية في العالم العربي، وكانت الانطلاقة الأولى له في هذا المجال خارج العالم العربي من خلال محاضرة ألقاها في احدى شركات البترول أمام 1500 شخص، بعدها تنقل بين عدة دول منها كندا، أمريكا، الصين، أستراليا، أوروبا، وحظيت المحاضرات التى ألقاها في هذه الدول بحضور جماهيري واسع. وفي أحد حوارته، ذكر الفقي أن أسباب اهتمامه بنشر هذا العلم في العالم العربي كانت بسبب رجل مغربي مقيم في نيويورك اتهمه بالأنانية وسأله: "كيف تسافر وتحاضر في كل العالم وتترك الوطن العربي". ومن حينها، اتخذ الفقي قرار التوجه لمصر ونشر مجال التنمية البشرية، كانت بداية الفقي العملية بعيدة تماماً عن مجال التنمية البشرية، حين سافر سنة 1977 إلى كندا، وبدأ حياته في غسل الصحون في أحد الفنادق الفرنسية، فكان يحمل طاولات وكراس، ثم طرد من العمل عدة مرات، لكن عزيمته وطموحه دفعاه للاستمرار في العمل ليحصل على مرتبة الشرف الأولى في السلوك البشري من المؤسسة الأمريكية للفنادق، ومرتبة الشرف الأولى في الإدارة والمبيعات من المؤسسة الأمريكية للفنادق. واستطاع الفقي أن يحصل على 23 دبلوما في مجالات التنمية البشرية والإدارة والمبيعات والتسويق اضافة الى دكتوراه في علم الميتافيزيقا من جامعة لوس أنجلوس بالولايات المتحدةالأمريكية.
آخر ما كتبه على صفحته في "تويتر" "ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم" كانت هذه الكلمات بمثابة الوصية الأخيرة التى كتبها الراحل الدكتور ابراهيم الفقي على حسابه الخاص بموقع "تويتر" قبل ساعات قليلة من رحيله.
زيارة مبرمجة للجزائر في فيفري الجاري وجه عدد من مراكز التنمية البشرية في الجزائر دعوة للدكتور ابراهيم الفقي لتنشيط محاضرات بالجزائر فلبى منها نداء أحد المراكز، حيث كان مبرمجا إجراء محاضرتين يومي 13 و14 فيفري على الساعة 15:00إلى 17:00بقاعة سينيما الجزائر، وكان محور المحاضرة الأولى تتكلم عن قوة المحبة والتسامح والثانية عن كيفية التخطيط للمستقبل.