عاش سكان شمال مدينة سطيف أيام عصيبة بسبب الثلوج التي تهاطلت بكثرة على كل مناطق الولاية، وتسببت في غلق الطرقات وانقطاعات في التيار الكهربائي وحالات وفاة في ظل النقائص التي تعاني منها هذه البلديات وعجزها عن تلبية أبسط احتياجات المواطنين في تلك الظروف الحالكة لولا المواطنين الذين سارعوا لإغاثة بعضهم البعض. حولت الثلوج التي تساقطت بكثرة فرحة سكان مدن وقرى وبلديات شمال ولاية سطيف إلى رعب بعد أن بلغ سمك الثلوج التي تساقطت ثلاثة أمتار في العديد من الجهات، وكادت تحصل الكارثة بكل من منطقة تيزي انبشار، آيت تيزي، بوعنداس، بوسلام، بني عزيز، ايت نوال مزادة، بابور، سرج الغول وحتى عين الكبيرة وغيرها من المناطق التي بلغ سمك الثلوج بها ثلاثة أمتار، بعد أن عاشت هذه المناطق على مدار أسبوع عزلة مطلقة عن المدن المجاورة لها وحتى عن مركز الولاية سطيف بعد انقطاع الطرقات، ووجد مواطنو البلديات الشمالية أنفسهم محاصرين بدون طعام ولا غاز ولا دواء، لدرجة أن العائلات اضطرت لدفن موتاها مشيا على الأقدام مسافات طويلة ونقل المرضى في حالة خطر على الجرارات الفلاحية بدل سيارة الإسعاف التي عجزت هي الأخرى عن اجتياز الطريق.
قارورات غاز "البوتان" تفجر الوضع أصبح الظفر بقارورة غاز البوتان الشغل الشاغل بالنسبة لكل المواطنين القاطنين في هذه البلديات والقرى المحرومة من شبكة الغاز الطبيعي على رأسها بلدية تيزي انبشار التي استفادت من مشروع شبكة الغاز الطبيعي منذ سنوات دون وضعها قيد الاستغلال إلى حد الآن، وهو الأمر الذي زاد من معاناة مواطني البلدية وحول يومياتهم الى رحلة من أجل قارورة غاز البوتان، في ظل عدم تمكن المحطة الوحيدة التي تتوفر عليها البلدية على تغطية ولو ربع سكان البلدية، لدرجة أن مصالح الدرك الوطني كانت تتدخل من أجل فك صراعات المواطنين من أجل قارورات الغاز، وتسبب أزمة غاز "البوتان" في تفجير الوضع في هذه المناطق، بعد أن لجأ سكان القرى لقطع الطريق الوطني رقم 9 احتجاجا على حرمانهم من هذه المادة الحيوية أين تساءلوا عن سبب تقصها رغم أن بلادنا تنتجها وتصدرها.
مواطنون يبيتون في منازل جيرانهم بعد انهيار منازلهم اضطرت العديد من العائلات للاستنجاد بجيرانها بعدما تسبب الثلوج في انهيار منازلها، حيث أكد العديد من الذين التقتهم "الشروق" أنهم لم يجدوا غير الاحتماء في منازل جيرانهم بعد انهيار منازلهم، وهو نفس مصير بقية البيوت الهشة المتواجد في مختلف أنحاء الولاية التي انهارت وتسبب في جرح القاطنين بها وحتى البيوت المتواجدة في مركز الولاية سطيف لم تسلم رغم أن كميات الثلوج التي تساقطت بها لم تكن كبيرة.
متطوعون يتجندون لإغاثة المنكوبين إلى جانب الجمعيات سارع متطوعون في مختلف أنحاء ولاية سطيف لتلبية نداء الإغاثة الذي أطلقه المنكوبون عبر اثير راديو سطيف الذي كان له دور في التمكن من إسعاف العديد من العائلات، ومن جهتهم، قام متطوعون ببلدية تيزي انبشار بجمع قارورات الغاز وتعريض حياتهم للخطر من أجل تزويدهم بالغاز من الولايات المجاورة رغم أن الطرقات كانت مقطوعة، وسارع سكان مدينة عين الكبيرة للقيام بحملات تطوعية لتزويد المتضريين من الأزمة بالأكل والدواء وكل ما يحتاجونه منذ الساعات الأولى، إلى جانب فرع جمعية العلماء المسلمين بسطيف الذي يعمل على جمع الإعانات وتوزيعها وكذا مديرية التضامن الاجتماعي.