لا تزال قساوة الطبيعة تفرض نفسها بمعظم القرى والمداشر التابعة لولاية تيزي وزو، والتي تعيش اوضاعا كارثية بسبب العزلة والبرودة الشديدة منذ حوالي اسبوع بسبب الثلوج التي تساقطت بكميات كبيرة خلال هذه الأيام الاخيرة، والتي تعدى سمكها 1.5 متر في بعض المناطق، خاصة المرتفعة منها، على غرار دائرة إفرحونان وعين الحمام وبني واسيف، وكذا الأربعاء ناث إيراثن، مما سبب استياء كبيرا في اوساط السكان والمواطنين، خاصة القاطنين بالبنايات الهشة والقديمة، إذ أحصت بلدية ذراع الميزان إلى غاية اليوم نحو عشر عائلات منكوبة بسبب انهيار أكواخها. ساعات قليلة كانت كافية لعزل كافة الدوائر عن عاصمة الولاية، حيث شهدت عدة بلديات انقطاع للتيار الكهربائي وقطع للطرقات وجعلت الوضعية من سكان بلدية تيرميتين وقرى منطقة بترونة في بلدية تيزي وزو التي لم تشهد تساقطا للثلوج منذ سنة 2005 جعلتهم منكوبين بامتياز، حيث لا يزالون يعانون من انقطاع للتيار الكهربائي منذ يوم الجمعة المنصرم إلى غاية اليوم بعد أن أتلفت بعض الكوابل الكهربائية على مستوى حي أنار أملال وقرية تصادورث. ورغم أن المنطقة قريبة جدا عن مقر الولاية ومقر مديرية سونلغاز، إلا أن مصالحها لم يكلفوا انفسهم عناء التنقل لإعادة الكوابل إلى مواضعها الطبيعية وإصلاح أماكن الخلل، وهذا رغم الاتصالات الهاتفية المتكرر للسكان للمديرية المذكورة، إلا أن الهاتف ظل يرن دون مجيب. وقد صب السكان جام غضبهم على السلطات العمومية التي أكدوا بشأنها أنها تقف عاجزة عن تلبية طلباتهم في كل مرة تتساقط فيها الثلوج بكميات كبيرة وتلعب دوما دور المتفرج على معاناة السكان. هذا، وقد أدى الوضع إلى شل حركة المرور على مستوى بعض مناطق الولاية، وقطع الطرق الوطنية والولائية. كما تسبب الوضع أيضا في متاعب جمة للمواطنين، تتمثل خصوصا في انعدام وسائل النقل باتجاه عاصمة الولاية وقلة مصادر التدفئة نظرا لانعدام الغاز الطبيعي في أغلب بلديات الولاية وندرة قارورات غاز البوتان في عز البرد، خاصة على مستوى المناطق الجبلية والنائية اين وصل ثمنها ال 800 دج عند الباعة المتجولين والانتهازيين الذين اغتنموا الفرصة لفرض تجارتهم، خاصة وأن أغلب المحلات التجارية المتواجدة في وسط مدينة تيزي وزو لا تزال إلى غاية اليوم مغلقة. وتجدر الإشارة إلى أن جميع المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، شلت اليوم عن نشاطها من أجل ضمان سلامة التلاميذ إلى غاية الإعلان عن تحسن الأحوال الجوية.