أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أول أمس، المتهم "ب.ر" بثلاث سنوات سجنا نافذا عن جناية الإنتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج، وجنحة التزوير واستعمال المزور. وقائع القضية تعود إلى 26 / 04 / 2003 حينما استلمت مصالح الأمن العسكري الجزائرية من مصالح الأمن التركية المتهم المذكور والذي كان يحمل جواز سفر مغربي مزور، حيث أن المتهم المولود بمدينة وهران صرح بأنه انتقل إلى فرنسا سنة 1997 بطريقة غير شرعية، ومنها إلى ألمانيا ليعود إلى الجزائر سنة 1999 ويستقر بوهران إلى غاية 2001. اتجه لجمهورية جورجيا للإلتحاق بأخيه "ب.ج" هذا الأخير كان قد غادر الجزائر بجواز سفر أخيه، وفعلا التحق المتهم بالأخ الذي كان عضوا نشيطا بجماعة المتطوعين للجهاد في الشيشان "روسيا" تحت قيادة حمزة غولاياف، حيث عرض الأخ على المتهم الإنضمام إليهم، وبعد تسوية جميع إجراءات السفر مهّد "ب.ج" الطريق، حيث أرسله في ماي 2001 إلى تركيا ووجد في إستقباله حمزة الشيشاني المسؤول عن نقل المتطوعين للجهاد وإيصالهم لمركز الضيافة ببنكيزي في الحدود مع الشيشان، وقام المتهم بالتدرب على الأسلحة وتفكيكها وتركيبها، وكان كل فرد من الجماعة مسلحا بكلاشينكوف ومدربهم هو عبد الله السعودي، وكان المتهم يدرس الفقه والدعوة للجهاد في بنكيزي وعدة قرى مجاورة من بينها تليياني. وأضاف المتهم أن التنظيم الذي ينتمي إليه يتكون من ثلاث جماعات أساسية هي جماعة حمزة غولاياف والثانية بقيادة شامل ماساياف والحطاب الشيشاني الذي شارك في حرب أفغانستان ضد السوفيات، وأخرى بقيادة رمضان أحمدوف. وفي شهر مارس 2002 تم اختطاف شقيقه "ب.ج" واثنين آخرين، واحد جزائري وآخر سعودي، وبعد تلك الحادثة وبسبب الضغوطات الكثير من السلطات الجورجية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، غادر المتهم جورجيا باتجاه تركيا بمساعدة حمزة غولاياف، الذي أمّن له الطريق هو وعائلته وأقام بمركز اللاجئين الشيشانيين باسطنبول وهو مركز تابع للتنظيم السياسي لجماعة حمزة غولاياف، والمتهم لم يقطع إتصالاته بأعضاء التنظيم ليؤجر منزلا بتركيا بمساعدة شخص يدعى "صالح" والذي عرّفه على اثنين من الأفغان، وفي بداية مارس 2003 قامت السلطات التركية باقتحام منزل المتهم وتفتيشه لتجد لديه وثائق مختلفة وأجهزة إلكترونية، وجوازات سفر مزورة لمختلف الجنسيات ومعدات إلكترونية ووسائل خاصة بالتزوير، حيث نفى ملكيته لتلك الأشياء وأنها ملك لأيوب المغربي الذي أجّر له المنزل. للتذكير، فإن المتهم متزوج من روسية وله منها ثلاثة أبناء، أما شقيقه، فقد اعتقلته السلطات الأمريكية بجورجيا المتهم وفي جلسة محاكمته تراجع عن تصريحاته الأولى، وأكد أنه لم ينخرط في أي جماعة، وأنه قصد جورجيا لرؤية شقيقه المتزوج من جورجية والمقيم هناك، وأنه أدلى بتلك التصريحات جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له على يد الأمن التركي، لكن النائب العام اعتبر أن المتهم كانت لديه نشاطات مع الجماعات الإرهابية التي تنشط بالخارج، خاصة في الشيشان التي عرفت أعمال عنف في تلك الفترة، ليلتمس له عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ومليون دينار غرامة نافذة، أما محاميه الأستاذ بوشاشي مصطفى، فركز على ظروف اعتقال موكله، حيث أمضى شهورا تحت التعذيب في سجون تركيا، وأنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وضعت الحكومة الجورجية والروسية قبضة حديدية على الشاب العربي المتواجد هناك، وأن ذنب موكله هو ذهابه للشيشان لرؤية شقيقه فقط، ليطالب بأقصى ظروف التخفيف، لأن للمتهم عائلة تنتظره، وبعد المداولة أدانته هيئة المحكمة بثلاث سنوات سجنا. للذكر، فإن المتهم المولود في 1974 أمضى ثلاث سنوات كاملة في السجن الاحتياطي بالمؤسسة العقابية بسركاجي. نادية سليماني