فتحت فرقة البحث والتحري لأمن ولاية الجزائر تحقيقا موسعا حول حاويات من 40 قدما معبأة بمواد تجميل فاسدة، من مختلف الماركات التابعة ل6 شركات عالمية، تم حجزها بالميناء الجاف لرويبة. وحسب المعلومات التي تحوز عليها "الشروق"، فإن حيثيات القضية تعود إلى 28 فيفري الماضي إثر ورود معلومات مؤكدة، إلى فرقة البحث والتحري لأمن العاصمة، مفادها تورط أحد المستوردين المعروفين في الجزائر في عملية استيراد حاويات من 40 قدما معبأة بمواد تجميل من مختلف الماركات العالمية فاسدة وتورط أطراف من مختلف الجهات قامت بتمريرها بطريقة مشبوهة إلى الميناء الجاف بالروبية. وبعد عملية التحري في الموضوع، تنقل المحققون، بعد حصولهم على إذن من وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي امحمد إلى الميناء الجاف بالرويبة، وبحوزتهم جميع البيانات الخاصة بالحاويات على غرار صاحبها ورقمها التسلسلي، وخلال عملية التفتيش تم العثور على كميات معتبرة من مواد التجميل من مختلف الماركات على غرار "نيفيا، بالموليف، ولوريال وغيرها من أنواع الماركات منتهية الصلاحية بحوالي 9 أشهر. فرقة البحث والتحرّي لأمن ولاية الجزائر، بعد أن حجزت الحاويات، قامت بإرسال عينات من كل نوع إلى مخبر الشرطة بشاطوناف، أين أثبتت التحاليل أنها مواد التجميل المحجوزة كلها فاسدة ويمكن أن تحدث أمراض جلدية تصل إلى حد الإصابة بالسرطان. التحقيقات الموسعة في القضية أثبتت تورط العديد من الأطراف، حيث استمع المحققون لحد الساعة إلى 18 شخص، وستتوسع القائمة لتشمل العديد من الأعوان والإطارات في مختلف المصالح، حيث أثبتت التحريات أن المتورط الرئيسي في القضية قام بتزوير وثائق رسمية بتواطؤ من مختلف الجهات. القضية تطورت وأخذت أبعادا أخرى، خاصة بعد أن قامت كل من وزارة التجارة ووزارة الصحة و6 شركات عالمية عن طريق ممثليها الحصريين في الجزائر برفع دعوى قضائية على المتهم الرئيسي وهو مستورد معروف في الجزائر، ونظرا لخطورة القضية، من حيث عدد الأشخاص والإطارات المتورطة في تمرير سلع فاسدة لتشويه وجوه الجزائريات كشفت مصادر "الشروق"، أن اللواء عبد الغاني هامل يتابع القضية شخصيا، حتى يتم تسليمها إلى العدالة للفصل فيها.