قبل تسع جولات من إسدال الستار عن الرابطة المحترفة الأولى، اشتد الصراع من أجل البقاء ضمن أندية النخبة، واتسعت دائرة المهددين لتشمل نصف أندية الرابطة الأولى تقريبا. وإذا كان فريق مولودية العلمة (29 نقطة)، وبعده مولودية الجزائر (26 نقطة)، هما الأقرب إلى النجاة من السقوط، إلا أن كل الحسابات تقول إن نتائج المباريات القادمة قد تقلب كل المعطيات. وبالاعتماد على المؤشرات الحسابية المتوفرة بعد الجولة ال21 ، تبقى أندية نصر حسين داي ومولودية وهران وشباب باتنة ومولودية سعيدة هي المطالبة أكثر من غيرها بالتحرك السريع وحصد أكبر عدد ممكن من النقاط من 27 الممكنة. ومهما كانت الحسابات والتوقعات، فإن الجولات المتبقية من الرابطة المحترفة الأولى، ستعرف -بدون شك- صراعا مريرا، سينتهي بكل تأكيد بسقوط ثلاثة أندية. الصراع على البقاء سينحصر ما بين سبعة أندية رزنامة جهنمية تنتظر"الكاب"، سعيدة والنصرية والحمراوة والخروب أوفر حظا لضمان البقاء قبل تسع جولات فقط عن إسدال ستار بطولة الرابطة المحترفة الأولى التي تلعب موسمها الثاني على التوالي، يبقى الصراع من أجل تفادي السقوط وضمان البقاء قائما على أشده في مؤخرة الترتيب، وهذا ما بين سبعة أندية على الأقل، يتقدمهم فريق نصر حسين داي برصيد 16 نقطة وراء كل من مولودية وهران برصيد 19 نقطة ثم مولودية سعيدة وشباب باتنة بنفس الرصيد 20 نقطة، تليهما جمعية الخروب ب 21 نقطة. ولن ينحصر الصراع على البقاء بين الأندية الخمسة المذكورة فحسب، ولكنه يمتد إلى كل من مولودية الجزائر التي تحتسب 26 نقطة، وكذا مولودية العلمة برصيد 28 نقطة، وهذا بالنظر إلى بقية الرزنامة والمواجهات النارية التي تنتظر جميع هذه الأندية. وعلى غرار المواسم الأخيرة، تتجه بطولة هذا الموسم أيضا لتعيش نفس سيناريو الموسم الماضي، والذي حافظ على كل أسراره إلى غاية آخر جولة، وبالتالي فإن الجولات التسعة المتبقية ستكون الفاصلة في تعيين الأندية التي ستغادر الرابطة الأولى. وفي قراءة لما تبقى من لقاءات الفرق المعنية باللعب على البقاء، فإن مهمة الثلاثي نصر حسين داي، شباب باتنة ومولودية سعيدة تبدو الأكثر صعوبة، مقارنة بمولودية وهران وجمعية الخروب، وهذا بالنظر إلى المواجهات التي ستجمعها وكذا التنقلات التي تنتظر كل واحد منها. وتتمثل صعوبة رزنامة النصرية في تنقلها إلى وهرانوالخروب فيما تستقبل فوق ميدانها سعيدةوالعلمة. أما فريق مولودية سعيدة الذي سيلعب خارج ميدانه أمام ثلاثة فرق مهددة بالنزول، هي كل من مولودية الجزائر في الجولة القادمة ومولودية وهران والنصرية، كما ينتظره أيضا تنقلان صعبان متتاليان، الأول إلى تيزي وزو أمام شبيبة القبائل، والثاني يواجه فيه شباب قسنطينة. ونفس الشيء بالنسبة لتشكيلة شباب باتنة التي ستستقبل هذا السبت أولمبي الشلف قبل التنقل بعدها إلى العاصمة لمواجهة مولودية الجزائر، هذا كما تحمل رزنامته الخاصة مواجهات جهنمية أمام كل من الرائد وفاق سطيف، اتحاد الحراش وشباب بلوزداد، إضافة إلى مواجهة العلمة ونزوله ضيفا على الخروب، وسيختتم الموسم في وهران بمواجهة الحمراوة. من جهتهما الفريقان الآخران المعنيان بالسقوط، مولودية وهران وجمعية الخروب فإن حظوظهما أوفر لتحقيق البقاء، وهذا من خلال ما تبقى من الرزنامة، حيث ستستقبل المولودية كل من سعيدة، النصرية والكاب، ونفس الشيء بالنسبة لجمعية الخروب التي تملك الأفضلية من خلال الاستقبال فوق ميدانها أيضا كل من النصرية، شباب باتنة، والعلمة. مولودية الجزائر ومولودية العلمة معنيان بالصراع لكن مصيرهما بين أيديهما، وبالرغم من أن مولودية الجزائر ومولودية العلمة يوجدان ضمن الفرق المهددة بالسقوط، سيما العميد صاحب ال 26 نقطة، فإن التسعة لقاءات المتبقية من البطولة تضع الفريقين في وضعية مريحة، طالما أن كل واحد منهما بإمكانه دون عناء كبير تحقيق عشرة نقاط على الأقل من أصل 27 نقطة التي ما تزال ممكنة في التسع جولات المتبقية.
معدل 36 نقطة غير كاف لضمان البقاء في البطولة الاحترافية الأولى أظهرت الإحصائيات الخاصة بالمواسم الخمسة الأخيرة من بطولة الدرجة الأولى، أن الأندية التي تسعى لتفادي السقوط إلى الدرجة الثانية، مطالبة بتحصيل أكثر من 36 نقطة عند نهاية الموسم، إذا ما أرادت تحقيق هدفها. وخلال المواسم السابقة، وعلى سبيل المثال بلغ أقصى رصيد من النقاط حققه آخر النازلين إلى الدرجة الثانية حدود 37 نقطة، إلا أن ذلك لم يشفع لها بالبقاء ضمن أندية النخبة. ففي الموسم الماضي الذي توّج بلقبه فريق أولمبي الشلف برصيد 63 نقطة، أنهى فريقا اتحاد عنابة ومولودية العلمة الموسم برصيد 36 نقطة، إلا أن منطق الحسابات أنقذ الثاني من الهبوط بفارق المواجهات المباشرة، وحل بعدهما اتحاد البليدة برصيد 29 نقطة، ثم أهلي البرج بنفس الرصيد. وفي الموسم 2009 / 2010، والذي توّج فريق مولودية الجزائر بلقبه برصيد 66 نقطة، أنهى شباب باتنة الموسم برصيد 37 نقطة، وتلاه فريق مولودية باتنة برصيد 24 نقطة، ثم نصر حسين داي أخيرا برصيد 19 نقطة. وفي الموسم 2008 / 2009، والذي توّج ببطولته وفاق سطيف برصيد 62 نقطة، أنهى اتحاد البليدة الموسم برصيد 33 نقطة، ثم تلاه مولودية سعيدة برصيد 29 نقطة، وأخيرا رائد القبة برصيد 23 نقطة. وفي الموسم 2007 / 2008، والذي توّج بلقبه شبيبة القبائل برصيد 59 نقطة، أنهى مولودية وهران البطولة برصيد 37 نقطة، وتلاه أولمبي العناصر برصيد 36 نقطة، ثم وداد تلمسان برصيد 30 نقطة. وفي الموسم 2006 / 2007، والذي توّج بلقبه وفاق سطيف برصيد 54 نقطة، أنهى نادي بارادو الموسم برصيد 34 نقطة، وجاءت بعده جمعية وهران برصيد 27 نقطة، وحلّ في المركز الأخير شباب باتنة بنفس الرصيد من النقاط. وبحساب معدل أقصى رصيد من النقاط تم تحصيله من طرف النوادي التي كانت تتنافس على ضمان البقاء ضمن أندية النخبة في الخمسة مواسم الماضية، نتج معدل 35.4، أي 36 نقطة على الأرجح، يجب تحصيلها قبل تسع جولات من نهاية الموسم الحالي، من أجل تفادي السقوط إلى الدرجة الثانية، حيث تتنافس سبعة نوادي على ذلك وهي على الترتيب: مولودية العلمة، مولودية الجزائر، جمعية الخروب، شباب باتنة، مولودية سعيدة، مولودية وهران، وأخيرا نصر حسين داي.
تصريحات مرزقان (ن. ح. داي): "ليس لدينا ما نخسره وسنلعب حظوظنا آخر مباراة" أبدى مدرب نصر حسين داي شعبان مرزقان تمسكه بإمكانية تحقيق فريقه للبقاء، معتبرا بأن كل شيء يبقى ممكنا في كرة القدم، وهذا بالرغم من اعترافه بصعوبة المهمة، بالنظر إلى وضعية الفريق في مؤخرة الترتيب بعد النقاط الكثيرة التي كان ضيّعها منذ بداية الموسم. هذا وأكد مرزقان بأن وضعية النصرية تجعلها تلعب بقية الجولات براحة وبدون أي ضغط، مؤكدا بأن الفريق ليس لديه ما يخسره. رغم ذلك قال اللاعب الدولي السابق بأن النصرية لن تستسلم وستلعب كامل حظوظها إلى غاية آخر جولة من عمر البطولة.
آيت جودي (جمعية الخروب): الفريق مطالب بالفوز في كل المباريات على أرضه اعترف عزالدين آيت جودي مدرب نادي جمعية الخروب أن فريقه تنتظره مهمة صعبة من أجل ضمان البقاء في القسم الوطني الأول بالنظر للنتائج التي حققها لحد الآن، حيث لا يملك في رصيده سوى 21 نقطة من 21 مباراة. وقال آيت جودي في تصريح للشروق:"الأكيد أن المهمة لن تكون سهلة، وعلينا الفوز بكل المباريات التي سنلعبها فوق ملعبنا، لأن الفريق في حاجة إلى أكبر عدد من النقاط لضمان البقاء"، وأضاف في ذات السياق:"علينا أيضا التفاوض جيدا خارج ملعبنا من أجل إضافة نقاط إضافية إلى رصيدنا"، وأكد آيت جودي أن فريقه قد يضمن البقاء إذا تمكن من الوصول إلى النقطة 36 لأن الأندية ضيّعت الكثير من النقاط هذا الموسم، سواء بالنسبة لفرق المقدمة أو تلك التي تصارع من أجل البقاء. وشدّد محدثنا أن أصعب تحدي ينتظر الجمعية هو الفوز أمام الشلف وشباب باتنة، حيث قد تكون المباراة مع هذا الأخير المنعرج لضمان البقاء في القسم الوطني الأول. عبد الحق مقلاتي"م. الجزائر": تفادي السقوط يمر أولا بالفوز في المباراتين المقبلتين اعترف مدرب المولودية عبد الحق مقلاتي أن فريقه يفكر بجدية في شبح السقوط، طالما أن فريقه حسابيا لا زال مهددا ولم يضمن الحد الأدنى، وعليه فلا حلّ أمامه الآن سوى الفوز على مولودية سعيدة وشباب باتنة في المباراتين القادمتين، لكن على العموم قال مقلاتي إن المولودية متفائلة نوعا ما طالما أن الرزنامة في صالحها، هي التي ستستقبل كل من سعيدة، باتنة، الخروب، مولودية وهران فوق قواعدها وهو عامل هام جدا، بالإضافة طبعا للمباريات المحلية أمام الحراش، اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، غير أن أول خطوة لتفادي الحسابات المعقدة تكمن في الفوز في المواجهتين المقبلتين، لأن رصيد الفريق سيرتفع إلى 32نقطة، وبالتالي الفريق سيسير المنافسة كما يجب.
يوسف جباري (رئيس مولودية وهران) "حظوظنا في البقاء لا زالت قائمة وسنلعب 9 نهائيات لتحقيق هدفنا" صرح رئيس مولودية وهران يوسف جباري للشروق، بأن مهمة فريقه صعبة للغاية، وهذا بالنظر إلى اللقاءات الثلاث التي خسرها الحمراوة مؤخرا خارج الديار، لكن ومع هذا قال جباري بأن أمل البقاء لا يزال قائما، ومصير المولودية مرتبط بأرجل لاعبيها، وليس بنتائج الآخرين، وأضاف نفس المتحدث بأن التسع جولات المتبقية من عمر البطولة الوطنية المحترفة الأولى هي بمثابة نهائيات يجب الفوز بها، وهذا بداية من مباراة الغد أمام اتحاد العاصمة حسب تعبيره، وأكد جباري على شعور الجميع بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كما أنه يعقد آمالا كبيرة على المدرب الجديد السويسري راوول سافوا للسير بالفريق نحو بر النجاة، وإبقاء عميد أندية الغرب ضمن فرق النخبة حسب قوله.
محمد الخالدي (رئيس مولودية سعيدة) "ضمان البقاء موجود بين أرجل لاعبينا ولن نفرط في ذلك" جدّد رئيس فريق مولودية سعيدة، مرة أخرى تفاؤله بتحقيق فريقه هدف البقاء ضمن حظيرة الكبار، حيث صرح بأن الفوز باللقاءات المتبقية داخل الديار ومحاولة الظفر بنقاط خارج الديار سيضمن البقاء بنسبة كبيرة، ويضيف الخالدي أن تجاوز عقبة مولودية العاصمة هي المفتاح، حيث قال الخالدي "كل المباريات المتبقية للمولودية صعبة، وعلينا تسييرها بذكاء، والحقيقة أنه بعد الوجه المقدم في المباريات الأخيرة، خاصة أمام شباب بلوزداد في لقاء البطولة والكأس، فلا خوف على الفريق في اللقاءات القادمة، وبالتالي الخروج من المنطقة الحمراء التي يحتلها الفريق في جدول الترتيب وضمان البقاء"، واعتبر رئيس فريق مولودية سعيدة أن مرحلة الذهاب كلفتهم غاليا، وذلك بعد احتلال الفريق مؤخرة الترتيب ب13نقطة.